هناك أنواع أخرى كثيرة - خلاف ما ذُكر - بعضها اندثر وبعضها لا يمارس في مناطق واسعة بل هو معروف لدى أهل بلدة أو قرية دون سواها، ومن أمثلتها:

 

1 - المزمار: 

 

وفي هذه اللعبة توقد نار في الوسط يحيط بها اللاعبون وكلٌّ منهم بيده عصا تسمى (الشون) أو (الشومية)، فيتجمعون حول تلك النار على شكل حلقة أو حلقات بعضهم خلف بعض، ويضرب الطبل ويصدح صوت المزمار، فينـزل من يريد الرقص إلى الحلبة على نغمات الطبل والمزمار حول النار وهو يلعب بعصاه، وينـزل في المقابل آخر أو آخرون ويبدأ التحدي الكبير بين أشخاص أو بين فريقين، وربما أدى الأمر في النهاية إلى ضرب بالعصي، وربما تسيل دماء بين المتبارزين. وقد اختفت هذه اللعبة في الوقت الحاضر بعد أن كان لها مغرمون مشجعون ومعارضون، وكانت تسود مدن الحجاز بأكملها، ولا تعرفها القبائل المحيطة بالمدينة المنورة  . 

 

2 - لعبة العجل:

 

العجل لعبة بحرية قوامها الدفوف والصاجات، يرددون فيها الغناء والموال البحري، ويحيي بحارة السفن الشراعية هذه اللعبة حينما يدخلون بسفنهم ميناء ينبع عائدين من السفر، وتُحيا هذه اللعبة في الأفراح والمناسبات في مدينة ينبع.

 

3 - لعبة الحمّام:

 

هي لعبة أو عرضة حربية تخص ينبع النخل، قوامها الزير والدفوف، يجتمع فيها العارضون في صفين متقابلين وصف آخر على الجانب يضم حَمَلَة الدفوف، وفي هذه العرضة تعلو الأهازيج على إيقاعات الدفوف، ويردد الشعراء فيها شعر الفروسية، ويرقص العارضون رقصات جميلة وهم يحملون البنادق والسيوف، وتقام هذه اللعبة في أمسيات أيام العيد، وكما يقولون سميت هذه اللعبة بالحمّام لأنها تغسل النفوس من العناء والتعب  . 

 

4 - البيثانة:

 

وتقال عند بداية حفل الزواج لإعلان الفرح والبهجة، ومن كلماتها: (يا ساعة الرحمن، يا ساعة الهدى، عسانا في أبرك الساعات) يقولها أحد الأشخاص، وعند الانتهاء تبدأ استقامة الصفوف للعب، ولها كلمات أخرى أيضًا مثل:

 

 

يـــا  ربعنــا النوماســي هــذا     مــــا يـــاتي إلا بالغصـــايب

مـــن لا يحوشــه فــي شــبابه     مــا  حصلــه والــراس شــايب

5 - الرفيعة:

ووقتها بعد صلاة العصر وقبل صلاة المغرب، ويسمى اللعب فيها (الرجيعي). ومن الكلمات التي تقال في هذا اللون من الألعاب الشعبية:

 

 

ويــن انــت يــا بــاغي علينـا     دونـــك زبـــاد الــروم شــمَّه

كـم  مــن صبــي مــن عدانــا     جانــا  ولا عَـــوّد علــى أمَّــه

6 - القاف:

وينشدون به وهم سائرون على الجمال في أسفارهم الشاقة، ومنه:

 

 

الليلــة  أنــا والجمــال وعنانــا     تلعـب  بنـا  الأيـام واحنـا من مدابيح

نصبــح  ومــا نـدري ويـن مانـا     ونمسـي  وربـي عـالمٍ فـي المصابيح

ومنها قول الشاعر:

 

ظليت أباري عقيد الزمل لا من القمر غاب     ولامـا تحنت عظامي مثل عرجون الودية

وصابر على أمري وربي عالمٍ العبد الشأن     اللـه  يـا وقتنا ما فيك من طول المسارية

7 - المزهوم:

 

وهو نوع من الأهازيج الحماسية، ومنها قولهم:

 

 

حنــا  مــا نوينــا يـوم الطـايلات     ويجـلى الضيـم عنـا شـغل المثمنـات

والمثمنات: يقصد بها البنادق غالية الثمن  . 

وكل من البيثانة والرفيعة والقاف والمزهوم: فنون اشتهرت في منطقة العيص قديمًا، ولا تمارس في الوقت الحاضر إلا نادرًا، وتؤدى في المناسبات الرسمية من باب التذكير بالتراث، وكذلك في المهرجانات التي تنظمها الجهات الرسمية.