تتسم المواقع والأمكنة الأثرية والتاريخية بأهميتها السياحية عمومًا، وما يتصل بسياحة الذكريات على وجه الخصوص؛ لدورها الكبير في التعريف بالماضي التليد، وتعد مقومًا مهمًا من مقومات السياحة، وتحتضن المنطقة عددًا من المواقع المرتبطة بهذا النمط من السياحة، ولعل أهمها ما يأتي:

 

1 - قرية لينة: 

 

تقع قرية لينة إلى الجنوب من محافظة رفحاء على بعد 100كم تقريبًا، وفي الماضي القريب كانت قرية لينة تمثل حاضرة المنطقة، فهي من مواضع استقرار البادية؛ لوفرة مياهها؛ ولكونها سوقًا ومركزًا للتبادل التجاري بين تجار المنطقة وتجار نجد والعراق.

 

وذكر ياقوت الحموي لينة فقال:"لينة بالكسر ثم السكون ونون". وقال المفسرون في قوله تعالى: ﭲﮤﭔ ﭕﮣﰭﮣﰹﱈﭶﰸﭿ ﭲﮙﰠﮐ ﭩﮚﰠﯛﮊﮥﮠﭮ  ،  كل شيء من النخيل سوى العجوة فهو اللين، واحدتها لينة. وتأتي أهمية لينة السياحية في تراثها التاريخي وطبيعتها الريفية.

 

2 - قصر الإمارة التاريخي في لينة: 

 

يعد قصر الإمارة في لينة شاهدًا تاريخيًا على عراقة الماضي وأصالة الحاضر، وقد شُيِّد بُعيد توحيد المملكة عام 1355هـ / 1936م ليكون مقرًا لإمارة المنطقة آنذاك، وتبلغ مساحته أكثر من 1000م  ، وقد بني من الطين واللَّبِن والحجارة، وهي مواد البناء المتوافرة في ذلك الوقت، ويحوي سور القصر أربعة أبراج دائرية الشكل في أركانه الأربعة تستخدم للحراسة والمراقبة، ويتوسط سور القصر بوابة كبيرة مصنوعة من الخشب، وقد قُسِّم القصر من الداخل إلى غرف خاصة بسكن الأمير وأسرته، وغرف خاصة للضيافة والاستقبال، ويضم القصر مسجدًا وبئر ماء، ويعد شاهدًا على الجهود التي بُذلت لتوحيد المملكة ورمزًا للاستقرار وترسيخ الأمن.

 

3 - قرية لوقة:

 

تقع إلى الشمال الغربي من محافظة رفحاء على بعد 100كم تقريبًا، وتعد من أقدم قرى المنطقة، وفيها استوطن كثير من أهل البادية لتوافر المياه في آبارها التي يتجاوز عددها أكثر من 300 بئر.

 

وما زال أهل البادية يردون هذه الآبار، وينهلون من مائها للشرب وسقيا مواشيهم، وكانت قرية لوقة - فيما مضى من الوقت - مركزًا للتبادل التجاري ومقايضة السلع بين أهل البادية والتجار الذين يفدون إليها من بلاد الشام والعراق وبلاد نجد؛ لوقوعها على طريق تجاري، ويوجد في القرية أطلال قصر الإمارة الذي بُني بعد توحيد المملكة، وهو مشابه في تصميمه لقصر الإمارة في لينة، وقد أخذ القصر بالانهيار جراء هطلان الأمطار الغزيرة التي نـزلت على المنطقة عام 1418هـ / 1997م، ولم يبقَ منه سوى كومة من الحجارة التي تدل على موضعه.

 

وما تزال قرية لوقة القديمة موجودة حتى وقتنا الحاضر، وما زالت مباني إدارة الجمرك والبريد والمدرسة باقية، ولكن وضع القرية بشكل عام يحتاج إلى ترميم.

 

4 - قصر الإمارة في عرعر: 

 

يقع وسط مدينة عرعر، وهو من أقدم المباني التي أُنشئت فيها، وقد شُيِّد عام 1373هـ / 1954م في عهد الملك سعود، وقد بُني من الحجر المشذب، واعتني ببنائه عناية كبيرة، ويظهر ذلك من جودة البناء وإتقان التصميم، وقد أُجري للقصر مؤخرًا ترميم من الداخل والخارج، وقد روعي فيه بقاء القصر على حالته عند الإنشاء، وقد كان القصر مقرًا لأمير المنطقة؛ ويحتوي على مجموعة من الغرف التي كانت تستخدم للعاملين في الإمارة، بالإضافة إلى مجالس لاستقبال الأهالي، ويتكون من دور واحد مبني من الحجر على شكل حرف (U) تتوسطه ساحة داخلية، ويبلغ طول ضلعه الشرقي 45م، وطول ضلعه الجنوبي 33م، وما زال القصر يستخدم حتى وقتنا الحالي؛ حيث يستقبل فيه أمير المنطقة المواطنين في المناسبات الوطنية والدينية كالأعياد وغيرها.