أهم الحيوانات البحرية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أهم الحيوانات البحرية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

أهم الحيوانات البحرية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
كما أشير سابقًا, فإن البيئات الساحلية والبحرية تحتضن كثيرًا من الأحياء البحرية. وتلعب هذه الأحياء دورًا مهمًا ومؤثرًا في الاتزان البيئي للبحر الأحمر؛ إذ إن افتقاد أحد هذه الأنواع قد يؤدي - من دون مبالغة - إلى تدمير البيئة بأكملها. وهنالك كثير من الأحياء البحرية المهمة في منطقة المدينة المنورة، ومن أهم هذه الأحياء الآتي:
 
أ - السلحفاة الخضراء: 
 
تعد السلاحف الخضراء أكثر السلاحف معرفة مقارنة ببقية السلاحف البحرية الأخرى، وقد أتى اسمها من لونها الخارجي، وقد يتغير لون درقتها العلوية من اللون الأخضر أو البني إلى الأسود أو الرمادي، وعادة ما يظهر على الدرقة الظهرية خطوط أو بقع داكنة. أما درقتها السفلية فيراوح لونها بين اللونين: الأبيض والأصفر.
 
وتتميز السلاحف الخضراء برأسها الصغير، ومن السهل تمييزها عن بقية الأنواع وذلك عن طريق زوج الصفائح العظمية الموجودة أمام العينين. وفي العادة تهاجر السلاحف الخضراء مسافات طويلة قد تصل إلى آلاف الكيلومترات من مناطق تغذيتها إلى مواقع التعشيش.
 
تعشش إناث السلاحف الخضراء في منطقة رأس بريدي من شهر أغسطس إلى شهر ديسمبر، وتبلغ قمة التعشيش في شهر أكتوبر. وتعد منطقة رأس بريدي أهم المواقع الأرضية لتكاثر السلاحف الخضراء على الساحل السعودي المطل على البحر الأحمر  .  وتبيض إناث السلاحف الخضراء من 3 - 7 مرات خلال موسم التكاثر, حيث تحفر حفرة دائرية كبيرة يبلغ قطرها 1.5م، ثم تحفر في وسطها حفرة أسطوانية لتضع بيضها في الشواطئ الرملية التي يبلغ متوسط أحجام رملها من 0.87 - 0.14 مم  
 
يبلغ متوسط عدد ما تضعه إناث السلاحف الخضراء في كل مرة 103 بيضات  .  ويفقس البيض بعد مرور 55 - 65 يومًا من تاريخ وضعه، وتتجه صغار السلاحف بعد الفقس إلى البحر حيث تعتمد على نفسها بمنأى عن الأمهات، وتعود إناث السلاحف إلى المكان الذي فقست فيه بعد النضوج الجنسي عندما يبلغ عمرها من 15 - 50 سنة.
 
تتغذى صغار السلاحف الخضراء على الأحياء السطحية أو الطافية البعيدة عن الشاطئ أمام شواطئ تفريخها مثل معظم السلاحف البحرية، وتدوم مدة هذه التغذية سنوات متعددة. وخلال هذه الفترة تتغذى على الحيوانات مثل: قنديل البحر، والأحياء الأخرى الصغيرة، وعندما يبلغ طول درقتها من 20 - 25سم تتحول إلى نباتية في معظم غذائها، وتتغذى على الطحالب والحشائش البحرية.
 
تعيش السلاحف البالغة معظم حياتها في منطقة تغذيتها حيث تكون هذه المناطق بعيدة عن مناطق التعشيش. وقد تكون المناطق المشار إليها ثابتة مثل مهاد الحشائش البحرية أو متغيرة مثل المناطق المحيطة التي يتوقع بها ثراء فصلي لقناديل البحر والأحياء القاعية الرخوة.
ولقد دلت القياسات المورفولوجية لإناث السلاحف الخضراء المعششة في رأس بريدي، على أن متوسط طول الدرقة المنحني يبلغ 104.7سم، ومتوسط وزنها يبلغ 125.7كجم  
 
ب - الدلفين الشائع (Common Dolphin Delphinus dephis): 
هو أكثر الدلافين شيوعًا، ويطلق عليه الصيادون (أبو سلامة)، وعلى الرغم من عيش الدلافين في الماء إلا أنها بحاجة إلى الهواء حتى تتنفس، وبالتالي فعليها الخروج إلى السطح لاستنشاق الهواء. يعيش في مجموعات في المياه المعتدلة والدافئة في مختلف أنحاء العالم. ويتصف هذا الدلفين بجسمه الأسطواني وظهره البني المسود، وبطنه الأبيض، ويتميز ببقعة برونـزية جانبية تبدأ محاذية للزعنفة الظهرية وممتدة إلى الخلف إلى الناحية البطنية، وتأخذ اللون الرمادي الخفيف لتنتهي مع نهاية الجسم، كما يمتد شريط رمادي مسود من الذقن حتى السباحة. ويصل طول هذا الدلفين إلى 2.6م للذكور، و 2.3م للإناث، كما يصل وزنه إلى 135كجم. وللدلفين الشائع منقار واضح ذو تجويف يبدأ من مقدمة الرأس، فيما تميل الزعنفة الظهرية للخلف بنهاية مدببة، والذيل ذو حافة ظهرية، ولونه أسود من أعلى وأبيض من أسفل. ويحمل الفكان الطويلان صفين من الأسنان القمعية الصغيرة يصل عددها ما بين 41 و 61 في كل فك، وتستخدم هذه الأسنان في الإمساك بالطعام المكون عادةً من الأسماك الصغيرة والحبار. ويعد الدلفين من أسرع الثدييات البحرية؛ لانسياب جسمه ورشاقته، فتبلغ سرعته 18 عقدة / ساعة، ويتغذى أثناء الليل، وتتعاون الدلافين خلال تغذيتها لاصطياد الفريسة وهي في شكل أسراب، وتتحد سويًا عند الشعور بالخوف. ويستطيع الدلفين أن يميز الأشياء عن طريق الصدى من على بُعد يكون فيه البصر حسيرًا.
 
يصل عمر النضوج الجنسي للدلفين الشائع من 5 - 7 سنوات، وتكون قمة نشاط التزاوج في الربيع والخريف، فيما تلد إناث هذا الحيوان مولودًا واحدًا في كل بطن، ويولد هذا المولود بخروج ذيله أولاً، ويكون طوله عند الولادة من 80 - 85سم. وفور الولادة يرفع الدلفين المولود عاليًا فوق سطح الماء ليبدأ باستنشاق أنفاسه الأولى. وتبلغ الفترة الفاصلة للولادة لإناث الدلفين الشائع من سنة إلى سنتين.
 
ج - سمكة أبو قرن (Long - snouted unicorn fish Naso unicornis):
جسمها متطاول ومضغوط جانبًا قليلاً، ولها بشرة جلدية سميكة بها قشور صغيرة وخشنة، والجزء الأمامي من الأنف به قرن ممتد إلى الأمام، وهو يشبه فصًا صغيرًا في الأفراد الصغيرة ثم يطول بزيادة العمر. والذيل عليه فصان عظيمان "نتوءان" صلبان وحادان غير متحركين ويشكلان شوكتين منحنيتين.
 
لونها بني رمادي من الجهة العليا مصفر قليلاً من الأسفل. والزعنفتان الظهرية والشرجية لهما قاعدة متقطعة معتمة، والحواف الخارجية زرقاء داكنة. الزعنفة الذيلية مصفرة اللون، كما تظهر بعض الشرائط المعتمة رأسية على الناحية البطنية. الزعنفة الظهرية بها 5 - 6 أشواك، ومن 27 - 31 شعاعًا طريًا. الزعنفة الشرجية يوجد بها شوكتان، وبها من 26 - 30 شعاعًا طريًا. أقصى طول بالنسبة للطول الكلي هو 70سم، والشائع 25 - 40سم.
 
تعيش سمكة أبو قرن في القنوات، والجحور، واللاقونات، والشعاب المرجانية ذات الأمواج القوية، وتوجد في مجموعات صغيرة، وتتغذى خلال النهار بشكل رئيس على الطحالب ذات الأوراق مثل: طحالب السرجاسيوم.
 
د - بصر الماكسيما (Clam Tridacana maxima):
يقطن البصر المياه الاستوائية في الشعاب المرجانية، ويوجد في المنطقة البحرية بالمدينة المنورة في المناطق الضحلة خلال الشعاب المرجانية الحيدية والحاجزية والبقعية، وكذلك في المنطقة الضحلة الشاطئية الواقعة خلف الحيد المرجاني. يبلغ عدد الأنواع التابعة لعائلة البصر 9 أنواع، ويوجد في البحر الأحمر نوعان هما: (T. squamosa) و (T. Maxima).
 
بصر الماكسيما حيوان من الرخويات البحرية تحميه صدفة شديدة الصلادة ذات مصراعين متماثلين متصلين من الخلف بمفصل، وشكلها مثلث متموج عند الحواف، وتظهر خطوط النمو عليها، ونادرًا ما يكون طولها أكثر من 40سم  . 
 
ليس للصدفة عيون إلا أن لها صفين من الملامس أو المجسات يقعان على رداء المحار بامتداد حافة الصدفة. وتحتفظ الصدفة بمصراعيها مفتوحين قليلاً، وعند اقتراب أي جسم متحرك تصغر فتحتها، ويتبع هذا انغلاق المصراعين بحركة مفاجئة عن طريق عضلة قوية تسمى (العضلة المقربة).
 
تتغذى هذه الأصداف على الهائمات البحرية النباتية والحيوانية عن طريق السيفون، حيث تمر المياه المحملة بالهائمات والأوكسجين من خلال الخياشيم، ومن ثم تتجمع على شكل كتل صغيرة محاطة بمادة مخاطية تفرزها خلايا النسيج الطلائي المبطن للخيشوم، وهناك شعيرات دقيقة جدًا على الخياشيم تدفع جزيئات الطعام إلى الفم ثم إلى المعدة. وتجري الدورة الدموية عبر الخياشيم، وتأخذ الأوكسجين من الماء، وتخرج ثاني أوكسيد الكربون إلى الماء أيضًا.
 
يتم التكاثر عن طريق إنتاج أنثى المحار عددًا من البيض يصل إلى 500 مليون بيضة / السنة تنثرها في المياه، ويقذف الذكر الحيوانات المنوية عليه، فتتحد مع البيض، وتتم عملية الإخصاب، ويتكون المحار الصغير الذي يستعمل أهدابه للحركة، ويكون في حجم رأس الإبرة. وبعد 24 ساعة يكون صدفة. تقضي المحارة الأسبوعين الأولين من حياتها طافية أو عائمة حتى تجد مكانًا مناسبًا لتلتصق به. وتعمر الصدفة مدة عشرين عامًا.
 
شارك المقالة:
50 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook