كما أشير سابقًا فإن البيئات الساحلية والبحرية تحتضن كثيرًا من الأحياء البحرية، وتؤدي هذه الأحياء دورًا مهمًا ومؤثرًا في الاتزان البيئي للبحر الأحمر؛ وافتقاد إحدى هذه الأنواع قد يؤدي إلى تدمير البيئة بأكملها. وهنالك الكثير من الأحياء البحرية المهمة في المنطقة:

 

- الربيان النمري (Green tiger prawn Penaeus semisulcatus): 

 

جسمه مضغوط الجانبين، ومنقاره مضغوط ومسنن ويوجد به بين 5 و 8 أسنان في المنطقة العلوية ومن 2 - 4 أسنان في المنطقة السفلية، والرأس محزز إلى ما بعد المنقار، والقمة المنحنية إلى الأمام محددة بشكل متوسط تصل تقريبًا إلى حد الانحناء الخلفي للدرقة، وله عينان كبيرتان على الجانبين، وست حلقات بطنية، وتوجد أرجل المشي في منطقة الرأس من أسفل، بينما توجد أرجل السباحة في منطقة الحلقات البطنية من أسفل، وتخلو الحلقة البطنية السادسة من أرجل السباحة في منطقة الحلقات البطنية من أسفل، وفي نهايتها المروحة الذيلية. ويمكن تمييز الربيان النمري عن بقية الأنواع بوجود 2 - 3 أسنان في المنطقة السفلية لمقدمة الوجه، كما أن المروحة الذيلية غير محصنة بشوكة.

 

ويهاجر الربيان الصغير من المناطق الساحلية والضحلة إلى المياه العميقة لتضع الأنثى الناضجة أعدادًا هائلة من البيوض بمعدل 240.000 - 300.000 بيضة، وبعد مرور 14 - 28 ساعة من وضع البيوض تبدأ يرقات كمثرية الشكل بالخروج، وتتحول إلى يرقة في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وبعد ذلك يبدأ الربيان بغزو المناطق الساحلية طلبًا للحماية والغذاء.

 

- سمكة الكنعد (الديراك) (Narrow - barred Spanish Makerel Scomberomorus commerson):

 

جسمها طويل ومضغوط من الجانبين قليلاً، والفك العلوي يصل إلى الحافة الأمامية أو خلفها قليلاً، والأسنان قوية ومضغوطة، والزعانف الظهرية الأولى بها 15 - 17 شوكة، أما الثانية فيوجد بها 14 - 19 شعاعًا طريًا، يتلوها 8 - 10 من أشباه الزعانف، والزعنفة الشرجية الأولى بها 14 - 18 شعاعًا طريًا، والثانية بها 8 - 10.

 

لون جسمها من الناحية الظهرية يبدي تلاعبًا لونيًا بين اللون الأزرق والرمادي المزرق، أما الجوانب فلونها فضي مع انعكاسات مزرقة معلمة بخطوط عمودية متموجة رمادية إلى مزرقة اللون.

 

وتعشش سمكة الكنعد في المناطق الساحلية، وهي من الأسماك المهاجرة الباحثة عن البيئة الغذائية الملائمة، وتتغذى على الفرائس الأولية من الأسماك الصغيرة مثل: أسماك القاص والساردين، وكذلك الحبار والقشريات، وهي غالبًا ما تتغذى في النهار، ونادرًا ما تتغذى في الليل.

 

وأقصى طول تصل إليه هو 235سم، والشائع بين 90 و 120سم.

 

وقد وجد أن موسم التكاثر في البحر الأحمر يكون خلال أشهر إبريل ومايو ويونيو  . 

 

- سمكة الحريد (Longnose Parrotfish Hipposcarus harid): 

 

يعيش في البحر الأحمر 15 نوعًا من أسماك الحريد، ومنها هذا النوع الذي يسود في منطقة جازان وخصوصًا في جزر فرسان، وتسمى سمكة الحريد أيضًا بـ (سمكة الببغاء)، لأن الفك العلوي يمتد ليشكل منقارًا يشبه منقار طير الببغاء الذي تستخدمه في رعي الطحالب من على المرجان والصخور الكلسية، ويمتاز هذا النوع بزعنفة صدرية مكونة من نحو 15 شعاعًا، والذيل على شكل هلالي، ويزداد استدارة في الذكور. ولون السمكة بني ضارب إلى الصفرة، ولون الزعنفة الظهرية والشرجية أصفر فاتح، ولون أطرافها أزرق فاتح. والزعنفة الذيلية صفراء، ولون شعاعاتها أزرق فاتح. وبتحول السمكة إلى المرحلة الأنثوية يصبح اللون أخضر، ولون أطراف قشورها برتقالي فاتح ماعدا منطقتي الصدر والبطن. ولون الرأس برتقالي، وبه حزوز زرقاء على الشفاه، ولون الزعانف برتقالي مصفر، والمنطقة الوسطية للزعنفة الذيلية زرقاء ومقلمة باللون البرتقالي المصفر.

 

لأسماك الحريد (Hipposcarus harid) في منطقة جازان ظاهرة فريدة تتكرر سنويًا في وقت محدد ومكان معين لفتت أنظار كثير من العلماء والباحثين، ويبدأ موسم ظاهرة الحريد في خور السيلة بجزيرة فرسان خلال الفترة الواقعة بين 15 إبريل و 15 مايو عند اكتمال القمر ليصبح بدرًا، وتستمر الظاهرة لعدد من الأيام وتتمثل في قدوم طلائع أسماك الحريد مع بداية المد في نحو الساعة السادسة صباحًا، ويستمر توافدها مع ارتفاع المد، ومن ثم تصل إلى المنطقة الشاطئية الضحلة التي يصل عمقها إلى نصف متر، وتستمر هذه الظاهرة لعدد من الأيام؛ إذ إن المد يتأخر عن اليوم السابق بنحو 50 دقيقة؛ لذا يتأخر وفود أسماك الحريد في اليوم التالي بنحو 50 دقيقة عن اليوم الأول، وكذا في الأيام التوالي. ويعتقد أن أسراب أسماك الحريد جاءت إلى خور السيلة بغرض التكاثر، وقد دلّ حجم الكبد على أن هذه الأسماك أتت من مكان قريب  

 

- حوت بريدي (Bryde)›(s Whale Balaenoptera endeni Anderson):

 

يعيش حوت بريدي في المناطق الاستوائية الدافئة، ويكثر في مياه جنوب إفريقية وخليج البنغال والبحر الكاريبي، وأحيانًا في شمال المحيط الهادي، كما تنتشر أعداد منه في البحر الأحمر وخليج عمان وخليج عدن، ولقد شوهد بالقرب من جزر فرسان  ولا يظهر هذا الحوت أي نوع من أنواع الهجرة المحددة، ولكنه يختفي صيفًا، ويبقى بالقرب من الشاطئ شتاءً. ويمتاز بوجود ثلاثة متون طولية على مقدمة الوجه، وهو عادة يطرد زفيره تحت الماء، فلا تبدو له نافورة. ويتغاير لون هذا الحوت الرمادي في جميع أنحاء الجسم بين الرمادي المسود ظهرًا والمبيض بطنًا، ويصل طوله إلى 15.5م، وأقصى وزن يصل إليه 25 طنًا، وهو أكثر استطالة من الحيتان الأخرى، والأنثى أطول من الذكر ويمتاز بصفائح البالين عددها من 250 - 370 زوجًا القصيرة 18 بوصة، والعريضة بيضاء اللون، ويمتد تحت الحلق 40 - 70 ثنية طولية تمتد نهايتها إلى بداية السرة. ويتغذى هذا الحوت على الأسماك وبخاصة السطحية، وعلى الحبار، وأحيانًا على القروش والبطريق، وما زالت بيئة هذا الحوت وسلوكه غير معروفة جيدًا. وتبلغ سرعة الحيوان بين 4 و 16 عقدة/ساعة. وتلد الإناث في الغالب مولودًا واحدًا يبلغ طوله 4م عند الولادة، ويزن طنًا واحدًا، وتستمر فترة حضانته مدة سنة، ويصل المولود إلى مرحلة النضج الجنسي عند بلوغ 10 سنوات للذكور، و 8 سنوات للإناث، إذ يبلغ طوله عند هذا العمر نحو 12م.