أهم المتاحف الحكومية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.
أ - متحف الباحة للآثار والتراث:
يعد متحف الباحة للآثار والتراث أحد المعالم الأثرية والتاريخية بمنطقة الباحة، وتشرف عليه الهيئة العامة للسياحة، ويقع المتحف بشارع الإمام محمد بن سعود، بمدينة الباحة.
وقد افتتح متحف الباحة الإقليمي للآثار والتراث يوم الثلاثاء 27/7/1424هـ الموافق 2003م، بتشريف أمير المنطقة.
يُعدُّ هذا المتحف أهم متحف بمنطقة الباحة، وقد استأجرت وكالة الآثار والمتاحف مبنى مؤقتًا ليكون نواة لمتحف المنطقة الدائم في غابة رغدان، وهي أحد أهم المواقع السياحية في المنطقة.
كما حرصت وكالة الآثار والمتاحف عند الإعداد لمحتويات هذا المتحف المؤقت، على إبراز نماذج من المقتنيات الأثرية والتراثية المكتشفة بالمنطقة التي تعكس في الوقت ذاته بعدها التاريخي والحضاري ومكانتها ودورها في مجريات تاريخ ما قبل الإسلام والفترة الإسلامية. وبناءً على ذلك قُسّم متحف الباحة للآثار والتراث حسب الموضوعات إلى:
1 - المدخل (قاعة التاريخ الطبيعي):
يحتوي المدخل (قاعة التاريخ الطبيعي) على لوحات جدارية تضم نصوصًا علمية، وصورًا جوية وفوتوغرافية وخرائط جغرافية تحتوي على:
عرض معلوماتي للموقع الجغرافي لمنطقة الباحة وحدودها الإدارية.
عرض معلوماتي لمناخ المنطقة ومساحتها.
مجسم لثوران بركاني.
عرض معلومات عن سكان المنطقة.
2 - قاعة (الباحة قبل الإسلام):
تشتمل هذه القاعة على سبع لوحات جدارية ومصورات وبعض القطع الأثرية؛ ويبدو العرض المتحفي كما يأتي:
عصور ما قبل التاريخ (العصور الحجرية) في منطقة الباحة: ويمثل هذا الجانب بعض الصور الفوتوغرافية (الضوئية) لعينات من الرسوم الصخرية المكتشفة في قرية ذي عين، إضافة إلى وجود عرض متحفي لمجموعة من القطع الحجرية، ومنها:
خزانة عرض تضم عشر قطع من الأدوات الحجرية العائدة إلى العصر الآشولي المبكر التي تؤرخ بنحو 350.000 سنة قبل الميلاد، وتمثل هذه الأحجار أدوات الإنسان البدائي التي كان يستخدمها في حياته اليومية.
ثلاث قطع من الأدوات الحجرية التي تعود إلى العصر الحجري الموستيري المؤرخ بنحو 140.000 سنة قبل الميلاد.
اثنتان وعشرون قطعة من الأدوات الحجرية العائدة إلى العصر الحجري الحديث المؤرخ بنحو 80.000 سنة قبل الميلاد.
العصور التاريخية (ما قبل الإسلام) في المنطقة: ويظهر هذا الجانب بعض النقوش الثمودية والرسوم الصخرية التي عُثر عليها في موقع المنـزل - شرقي بني سار - وفي نواحي منطقة بني كبير. ومن نماذج هذه النقوش الثمودية:
ثلاثة أحجار تشتمل على نقوش لكتابات ثمودية:
النقش الأول: يشتمل على اسم علم (ثواب بنت دحض).
النقش الثاني: اسم علم أيضًا (كضرر بن قسمان).
النقش الثالث: يحتوي على اسم علم غير مكتمل (ب ن ت أ ب ح...).
في حين وجد الحجر الرابع وقد حز على سطحه السفلي بعض الرسوم الحيوانية، ويشتمل سطحه العلوي على نص ثمودي.
كما يوضح هذا العرض المتحفي أحد الجوانب الحضارية التي تشير إلى وجود مناجم للتعدين في كل من: العقيق، ومنجم العبلاء، ومنجم بغبغ، ومنجم الوقرة، ومنجم عشم، ومنجم أبناء فرك، ومنجم جبال عيسان. ويصاحب هذا العرض خمس لوحات جدارية توضح صناعة التعدين في المنطقة.
3 - قاعة (الباحة عبر التاريخ الإسلامي):
تحتوي هذه القاعة على سبع لوحات جدارية وصور فوتوغرافية، إلى جانب بعض المكتشفات الأثرية؛ وجميعها تصور التاريخ الحضاري للمنطقة خلال عصورها الإسلامية.
ويظهر نموذج العرض المتحفي لهذه القاعة حسب الآتي:
الحواضر (المواقع) الإسلامية في المنطقة: من أشهرها موقع عشم الواقع إلى الغرب من مدينة الباحة، وموقع العصداء الذي يقع في الطرف الشرقي من وادي الأحسبة.
الكتابات والنقوش الصخرية الإسلامية: وتشتمل على ثمانية نقوش شاهدية ومجموعة من الكتابات الصخرية عُثر عليها جميعًا في عدد من المواقع الإسلامية في المنطقة، ومنها: عشم، ومسعودة، والأحسبة (العصداء)، والصنة، وعيسان. وجميع نصوص هذه الكتابات بالخط الكوفي المبكر. ومن ضمن هذه النقوش يوجد نقش واحد مؤرخ بسنة 158هـ/774م.
تشتمل هذه القاعة، أيضًا، على 24 قطعة من المصنوعات الفخارية والزجاجية، إلى جانب 20 قطعة من المسكوكات الإسلامية؛ وهي كالآتي:
17 كسرة فخارية من موقع عشم الأثري، تعود إلى القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي.
6 كسر زجاجية من موقع عشم الأثري، تعود إلى القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي.
20 قطعة من المسكوكات، وهي: مسكوكة نبطية واحدة، وأربع عملات تعود إلى الفترة البيزنطية المتأخرة، وعملتان أمويتان تشتملان على بعض التأثيرات البيزنطية المتأخرة، وفلسان أمويان، ودرهمان أمويان، وثلاثة دراهم عباسية، ودينار فاطمي واحد، ودرهم مملوكي واحد.
العمارة التقليدية في المنطقة: ويُظهر هذا الجانب التفاوت في النمط العمراني التقليدي بالمنطقة وفقًا للتقسيم الجغرافي (السراة، وتهامة، ونجد "البادية")، كما يظهر معطيات كل قسم من هذه الأقسام الطبيعية (مثل: المدرجات المنحدرة في السراة) وحاجيات كل منها (مثل: الحصون والقصبات).
4 - قاعة (تراث الباحة):
تضم هذه القاعة قطعًا تراثية أصلية تصور الحرف والصناعات التقليدية بالمنطقة؛ كما تبرز مناحي الحياة والأنشطة الإنسانية التي لم تزل تمارس حتى يومنا هذا، وتشتمل هذه القاعة على عدد من الأركان، أهمها:
ركن العمارة: ويضم ست قطع من أدوات النجارة، وعمودًا بتاجه المزخرف، ولوحتين جداريتين.
ركن الملابس النسائية والحلي: ويشتمل على تسع قطع من الملابس النسائية التراثية، إضافة إلى وجود عشر قطع من الحلي النسائية. ويصاحب هذا العرض خزانة عرض تحتوي على مغزل واحد لنسج القطن، وثلاثة أمشاط خشبية.
ركن المكاييل: ويشتمل على خزانة عرض تحتوي على ستة مكاييل مختلفة المقاسات.
ركن أواني الطهي والحفظ: وتضم أربع قطع من أواني الطهي مختلفة الأشكال والأحجام، إلى جانب عرض أربع قطع أخرى من المصنوعات الخشبية.
ركن الملابس الرجالية والأسلحة: وتوجد به ثلاث قطع من الملابس الرجالية بصحبة جنبيتين، وسيف بغمده (الجراب)، وخمسة خناجر، وسكين، وبندقية، إلى جانب عدد من الرصاصات وحافظة (جراب) البندقية (البارود).
ركن المصنوعات الجلدية: به شكوتان جلديتان.
ركن أدوات الإضاءة (الإنارة) القديمة: به ثلاثة مصابيح تعمل على الكيروسين، ومحقن يصب الكيروسين من خلاله.
ركن أدوات وأواني إعداد القهوة العربية والشاي: وهي مجموعة من الدلال النحاسية والأباريق يصل عددها إلى نحو خمس عشرة قطعة محفوظة داخل خزانة عرض.
ركن المصنوعات الخوصية: تظهر خزانة العرض مجموعة من المشغولات الخوصية متعددة الأشكال والأحجام، ويصل عددها إلى ثماني قطع.
ركن الأدوات الزراعية: ويضم طاولة عرض يشتمل سطحها على عرض للأدوات الزراعية، ومنها: مجموعة من المحاشّ والمقاصّ لأغراض الحصاد، ومحالة خشبية، ورحى حجرية، ومحراث خشبي، وغرب جلدي.
إلى جانب عرض بعض الأدوات والأواني الخاصة بأدوات الطب الشعبي، والألعاب الشعبية.
5 - قاعة (الباحة في العهد السعودي):
تحتوي هذه القاعة على صور معروضة لوثائق أصلية تحكي تاريخ منطقة الباحة خلال العهد السعودي، ومن نماذج العرض في القاعة ما يأتي:
وثائق تاريخية تبرز انضمام منطقة الباحة إلى الحكم السعودي بعد وقعة تربة في عام1337هـ/1918م.
وثيقة نص المرسوم الملكي برقم 166 وتاريخ 19/3/1353هـ الموافق 6/7/1934م الذي أصدره الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بإنشاء إمارة زهران، وتعيين تركي بن محمد بن ماضي أميرًا عليها.
قائمة بأسماء الأمراء الذين تعاقبوا على إمارة غامد وزهران (إمارة منطقة الباحة).
مقتطفات تاريخية تصور مشاركة أبناء منطقة الباحة في توحيد أطراف المملكة العربية السعودية، خصوصًا مشاركتهم الفاعلة في انضمام بلاد عسير عام1341هـ/1922م، ومدينة جدة عام 1343هـ/1924م، وجازان عام 1351هـ/1932م.
صور جدارية توضح عددًا من الزيارات الملكية الميمونة لمنطقة الباحة، ومنها: زيارة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود في عام 1374هـ/1954م، وزيارة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود؛ رحمهما الله، وزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وزيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود؛ حفظهما الله.
6 - قاعة (التعليم في الباحة):
تشتمل هذه القاعة على لوحات جدارية وصور فوتوغرافية (ضوئية) توضح مسيرة التعليم النظامي في منطقة الباحة بدءًا بافتتاح مدرسة الظفير الابتدائية ببلدة الظفير التي تُعدُّ أول مدرسة نظامية بالمنطقة، وقد بدأت هذه المدرسة باستقبال الطلاب عام 1353هـ/1934م.
وفي عام 1358هـ/1939م، افتتحت مدرسة أبا الرقوش الابتدائية لتكون المدرسة الثانية بالمنطقة، ثم افتتحت المدرسة الثالثة في مدينة بلجرشي عام 1363هـ/1943م، تبعها افتتاح مدرسة في بني ظبيان عام 1366هـ/1946م، ثم تبعها في عام 1373هـ/1954م افتتاح مدرسة بشير، ومدرسة أخرى بمدينة الباحة، ثم مدرسة في المخواة. وتتالى افتتاح المدارس بالمنطقة حتى الوقت الحاضر ليكتمل بذلك عقد مسيرة التعليم في منطقة الباحة.