يُعتبر تقويم الأسنان (بالإنجليزية: Orthodontic treatment) أحد الخيارات العلاجية التي تهدف إلى تحسين مظهر الأسنان وأدائها الوظيفي من خلال تحريكها أو تعديل استقامتها، كما أنّه يُوزّع قوّة الضغط المتولّدة من إطباق الأسنان على الأسنان كافّة وهذا بدوره يُحسّن الصحّة العامّة للأسنان واللثة ومفاصل الفك، ويعتبر الفحص الكامل هو الخطوة الأهم لبدء العلاج بتقويم الأسنان، ويشمل ذلك مُعاينة الأسنان بأخذ صور الأشعة وصنع نماذج جبصية (بالإنجليزية: Plaster Models)، ثم يُناقش طبيب الأسنان خيار العلاج الأمثل وإذا ما استقر القرار على التقويم فيبدأ العلاج عند ظهور عدد معيّن من الأسنان الدائمة، وعليه فإنّ إجراء التقويم في مرحلة الطفولة يستلزم منح الطفل فترةً كافيةً لبزوغ عدد كافٍ من الأسنان قبل البدء بالتقويم، مع الإشارة إلى احتمالية تركيب التقويم للبالغين أيضًا فلا ينحصر استخدام هذا النّوع من العلاجات في الأطفال فقط، ويُشار إلى أنّ العلاج بالتقويم يستغرق عادةً سنتين، بحيث يزور خلالها المريض أخصائي التقويم بانتظام لمتابعة الحالة، ويستخدم أغلب المرضى بعد التقويم جهازاً آخر لبضعة سنوات أو مدى الحياة يعمل على تثبيت الأسنان في مواقعها الجديدة؛ نظرًا لاحتمالية رجوع الأسنان إلى مواقعها الأصلية مع مرور الوقت، وقد يُستخدم المُثبّت ليلاً فقط أو قد يكون دائم طيلة الوقت، بحيث تتمّ مناقشة ذلك مع الأخصائي المُعالج.
فيما يأتي بيان لأكثر مشاكل الأسنان التي تستدعي العلاج بالتقويم:
يوجد أربعة أنواع رئيسية للتقويم، نُبيّنهما فيما يأتي:
يُعتبر التقويم الثابت (بالإنجليزية: Fixed Braces) النوع الأكثر استخداماً من أجهزة التقويم، ولا يستطيع المُصاب إزالته من تلقاء نفسه؛ لأنّه يتكوّن من دعائم (بالإنجليزية: Brackets) تلتصق بالسّطح الخارجي لكل سنّ وتوصل مع بعضها البعض بأسلاك، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ التقويم الثابت يُصنع غالباً من المعدن وهذا ما يجعله واضحاً للعيان خاصّة على الأسنان الأمامية، ولكن قد يوفّر بعض أخصائيي التقويم خياراتٍ بديلة ذات تكلفةٍ أعلى؛ مثل التقويم الثابت الشفّاف، أو التقويم الخزفي المصنوع من السيراميك (بالإنجليزية: Ceramics)، أو التقويم المعدني المُثبّت على الأسطح الداخلية للأسنان، وبشكلٍ عامّ يستطيع المريض تناول الطعام بشكلٍ طبيعي بعد مرور عدّة أيام على تركيب هذا التقويم، ولكن يجدُر تجنّب بعض أنواع الأطعمة والمشروبات؛ مثل السكاكر الصلبة والمشروبات الغازية لأنّها قد تؤذي الأسنان وتضرّ بالتقويم، أمّا مرضى التقويم الذين يُمارسون رياضات تتطلب الاحتكاك الجسدي؛ كرياضة كرة الركبي أو الرغبي فإنّهم سيحتاجون إلى ارتداء واقي اللثة لحماية كلٍّ من الفم وجهاز التقويم.
يُعالج التقويم المتحرّك (بالإنجليزية: Removable braces) مشاكل صغيرة مثل اعوجاج الأسنان الطفيف أو مشكلة مصّ الإبهام، ولا يُسمح للمريض بإزالة الجهاز إلا عند تناول وجبات الطّعام، وعند الحاجة لتنظيف الأسنان بالخيط أو تنظيف الجهاز نفسه، وقد ينصح الطبيب مريضه بإزالة الجهاز عند القيام بأنشطة مُعينة؛ مثل العزف بأدوات النّفخ الموسيقية أو ركوب الدراجة، ونذكر من أمثلة أجهزة التقويم المتحرّك ما يأتي:
تهدف الأجهزة الوظيفية (بالإنجليزية: Functional appliances) أو الطبيقة الوظيفية إلى مُعالجة المشاكل المتعلقة بمواقع الفكين العلوي والسفلي وتصحيح وتحسين إطباق الأسنان بالاستعانة بزوج من الأجهزة البلاستيكية القابلة للإزالة واللذان يعتمدان على استخدام عضلات الوجه والفكّين، وتُستخدم هذه الأجهزة عادةً قبل التقويم الثابت بهدف تقليل التباين الموجود بين الفكّين والأسنان؛ فهي تعتمد على إمكانات النمو الطبيعية لدى المريض في إحداث الفرق، وعليه فإنّ أفضل النتائج لهذه الأجهزة تكون عند استخدامها للمرضى في مرحلة نموّ الأسنان، وبالتالي فهي لا تُستخدم البالغين.
تُمثل مِترسة الرأس (بالإنجليزية: Headgear) أو حزام الرأس المُصنّع من أجل تقويم الأسنان أحد الأجهزة التي تُستخدم خارج الفم وغالبًا ما يتمّ ذلك بالتّزامن مع التقويم لتعديل سوء الإطباق (بالإنجليزية: Malocclusion)، ففي حين يُصحّح التقويم مواضع الأسنان تُضاف مترسة الرأس إلى العلاج بهدف تغيير استقامة الفك، ولتحريك الأسنان خاصّة الأضراس (بالإنجليزية: Molars) في بعض الحالات، ويقوم مبدأ عمل مترسة الرأس -بصرف النّظر عن الهدف المرجو منها- على توليد ضغط على التقويم من خلال لفائف معدنية (بالإنجليزية: Coils)، وخطّافات (بالإنجليزية: Hooks)، وأربطة تقويم معدنية ومطاطية وغيرها من الأجهزة المُلحقة، وكسابقتها من الأجهزة الوظيفية، تُعطي مترسة الرأس أفضل النتائج عندما يكون الفك قيد النمو كما في الأطفال والمراهقين، وإذا تقرر استخدامها لشخصٍ بالغ فيكون ذلك لتصحيح موضِع الأسنان التي تحرّكت من مكانها نتيجة اقتلاع أسنان أخرى، ولم يعد استخدام مترسة الرأس رائجاً كما في السّابق، ولكن هذا لا يعني أنّها بالية وغير مستخدمة على الإطلاق؛ بل أوجدت الدراسات أنّ بعض حالات سوء الإطباق لا تُعالَج إلا بها.
تجذب العديد من ملحقات التقويم كالأسلاك والأربطة المطاطية ما يُسمّى باللويحات (بالإنجليزية: Plaque) والطعام، ممّا يُسبّب تصبّغ الأسنان إذا لم تُنظّف بالشكل الصحيح، وينصح أخصائيو التقويم بتفريش الأسنان بعد كلّ وجبة طعام بمعجون أسنان يحتوي على الفلورايد (بالإنجليزية: Fluoride) وإزالة الطعام العالق بين التقويم والأسنان بكل حذر، كما قد يصِف بعضهم غسول فم يحتوي أيضاً على الفلورايد بما يُمكّن من الوصول إلى الأماكن التي لا تصِلها فرشاة الأسنان، ويُمكن كذلك استخدام مضخّة الماء والهواء (بالإنجليزية: Airflosser) لطرد عوالق الطعام. ولتفريش الأسنان بالطريقة الصحيحة يُنصح باتّباع الخطوات التالية:
ينصح الخبراء أيضًا بالتنظيف بالخيط السنّي (بالإنجليزية: Floss) بطريقةٍ مماثلةٍ للوضع الطبيعي باستثناء أنّه مع التقويم يُدخل الخيط من بين الأسنان أسفل الأسلاك، ولإتمام ذلك بسهولة تُستخدام إبرة الخيط (بالإنجليزية: Floss Threader) البلاستيكية الضخمة لتمرير الخيط بين الأسنان ثم تُزال الإبرة ويُسحب الخيط من خلال الفراغ بين السِنّين بيدٍ واحدةٍ بينما تُستخدم اليد الأخرى لتثبيت الخيط وتحريره من الجهة الثانية، وهكذا تُكرّر هذه الخطوات مع باقي الأسنان.