أهم النباتات الطبيعية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
أهم النباتات الطبيعية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية

أهم النباتات الطبيعية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

 
 
الدهن اسم يطلق على مجموعة من أنواع هذه العائلة في مناطق متفرقة من المملكة، وشجيرة الدهن من هذا النوع معمرة وذات أغصان أسطوانية خضراء كثيفة ومتشابكة، وتتجه أطرافها دومًا إلى الأعلى، وارتفاعها من 40 - 100سم، وقطرها من متر إلى مترين، وإذا كسر منها عود تدفق منها سائل لبني له رائحة غير محببة، والأوراق صغيرة ومتعاقبة طولها نحو 1.5 - 3سم، وعرضها 3مم، وتظهر بعد موسم هطول الأمطار ثم تسقط سريعًا لتظل النبتة جرداء معظم أوقات السنة. أما الأزهار فهي صفراء إلى برتقالية أو صفراء مخضرة تخرج مجتمعة على رؤوس الأغصان، وهي مختلطة من الأزهار المؤنثة، ولها أربع بتلات ثخينة محيطة بوزيم قطني به زغب يبرز منه أصل الثمرة. الثمرة شبه بيضوية، والمذكرة لها ثماني بتلات محيطة بوزيم قطني يحتوي على حبوب اللقاح، والأخيرة تكون في وضع متوسط بين الزهور المؤنثة، وتذبل قبل ذبول الأزهار المؤنثة، والثمار تظهر خضراء مصفرة ثم حمراء مصفرة، ولها زوايا ثلاثية عميقة بينة، ثم تنفلق إلى ثلاثة فصوص بكل فص بذرة واحدة لونها أسود مشوب باللون الأبيض، لا تلبث أن تسقط إلى الأرض إذا لم تقطف  
 
ينتشر نبات الدهن من هذا النوع في جبال الحجاز عند الارتفاعات المحصورة بين 1200 و 1400م فوق سطح البحر، وفي منطقة المدينة المنورة تنتشر في الجبال إلى الغرب من المنطقة، مثل جبل قدس، وتتكاثر هذه الشجيرة بالبذور، ونموها متوسط السرعة وتعمر طويلاً، وتشكل أحيانًا مستعمرات كثيفة تغطي مساحات من السفح لا بأس بها.
 
وعلى الرغم من السمية الشديدة التي يعرف بها سائلها اللبني، إلا أن الأغنام تصيب منها ولا تضرها، في حين تموت الإبل لو تغذت عليها، ويقبل النحل على أزهارها ويجرسها، وينتج منها عسلاً لذيذ الطعم لكن رائحته غير محببة. وتجمعات هذه الشجيرة تعد مأوى وملاذًا لعدد من الحيوانات البرية، مثل الطيور مثل الحجل، والقطا، والقهب، التي تضع بيضها تحتها وترعى صغارها حتى تكبر، كما تلوذ بتجمعاتها الضواري مثل: الضبع، والذئب العربي، والثعالب. وكان الناس يستخدمون سائلها اللبني المخفف لتطهير الجروح الغائرة، وكانوا يدسون هذا السائل في اللحوم ويلقونها للسباع فيجدونها ميتة ملقاة إلى جانب اللحم المسموم بهذه المادة  .
- الذنبان (أم سمن) (Caylusea hexagyna) من العائلة البليخاوية (Resedaceae): 
 
عشبة شجيرية غالبًا، تنطلق قضبانها الخضراء المتفرقة بعدد كبير من قاعدة واحدة ملتصقة بالأرض، وتكون هذه القضبان على شكل شعاعي متجهة إلى الأعلى بارتفاع 35 - 50سم، تحمل في الثلثين العلويين منها أزهارًا صغيرة بيضاء في محيطها، صفراء برتقالية في مركزها, قطر الواحدة منها 3مم، وليس لها رائحة، تظهر أوائل فصل الصيف متراصة على شكل سبلة مستدقة في طرفها العلوي وملتفة؛ ولعل اسمها جاء من هنا. أما الأوراق فهي صغيرة مستطيلة تشبه أوراق نبتة حب الرشاد (الثفاء)، وتخرج من أصول قضبان هذه العشبة  
 
الذنبان عشبة واسعة الانتشار حتى 1900م فوق سطح البحر على طول القطاع الغربي من المملكة العربية السعودية، وهي في القطاع الجنوبي منه أوسع انتشارًا، وتعرف بهذا الاسم في جميع أمكنة وجودها، ومنابتها في بطون الأودية والحقول الزراعية المهجورة، حيث التربة الطميية الناعمة، وقد شوهدت في أمكنة متعددة، وتنبت بين الصخور؛ حيث تتجمع التربة الطميية، وتنتشر بمنطقة المدينة؛ حيث تكون هذه البيئات، في بني كلب من جهينة، والفقرة وجبل ورقان.
 
تتكاثر هذه العشبة بالبذور، ولربما عمرت أكثر من سنتين، وتنمو بسرعة بعد إنباتها، وتعطي الأزهار بداية فصل الصيف، ثم الثمار، وتظل حية لتعيد الكرة في عام قادم.
 
لهذه النبتة - مثل غيرها من النباتات البرية - أهمية بيئية، وبخاصة في بيئتنا شديدة الحساسية، ويزيد هذه العشبة أهميةً تحملها للظروف القاسية وبقاؤها أكثر من عامين كونها معمرة، وهذا له أثره الجيد على التربة والكائنات الحية البرية، علاوة على هذا فهي عشبة معطاء، فرحيق أزهارها غزير يجمعه نحل العسل، فينتج عسلاً صيفيًا خفيفًا أبيض اللون، وفي جميع أمكنة وجود هذه العشبة تعد غذاءً ممتازًا للحيوانات الداجنة وفي مقدمتها الأغنام والجمال، إذ تقبل عليها بشوق ونهم شديدين، فتصح أبدانها، وتنتج لبنًا دسمًا؛ ولذلك سميت (أم لبن) في بعض نواحي وجودها، و (أم سمن) في نواح أخرى لغزارة ما تنتجه إناث الأغنام من لبن وسمن نتيجة تغذيتها على هذه العشبة.
 
- الرّتم (Retama raetam) من العائلة البقولية (Leguminosae): 
 
شجيرة معمرة يصل ارتفاعها إلى ثلاثة أمتار، أغصانها المزدحمة تخرج من أصلها عند سطح التربة على شكل مخروط رأسه إلى الأسفل، هذه الأغصان على شكل أعواد أسطوانية أسفلها أصفر بني وبقيتها خضراء مغطاة بطبقة شمعية وراتينجية لتقليل عملية النتح، وعليها أوراق صغيرة جدًا، لا تلبث أن تسقط بعد ظهورها بوقت قصير لتبقى هذه الأعواد جرداء من الورق بقية السنة، وتتفرع في أعلاها إلى فريعات مستدقة مثل الخيوط، تشبه خويطات البان، وهي مرنة وقوية جدًا. وتنتثر على هذه الأعواد في تجمعات أزهار فراشية بيضاء يتوسطها لون وردي غامق ومعرقة بهذا اللون، قطر الواحدة منها 8مم، ولها رائحة عطرية خفيفة، وتبقى مزدهرة فترة طويلة. تتكون بعد الأزهار ثمار خضراء مصفرة، وتحمر أحيانًا عند نضجها، وتشبه عند اكتمال نضجها حب الهال (الهيل) في الشكل، وتنفطر عند ذلك عن بذرة واحدة أو اثنتين أو ثلاث، لونها بني مسود حجمها حجم بذرة اللوبياء (الدجر)  
الرتم نبات واسع الانتشار تقريبًا في الأجزاء الشمالية من جبال الحجاز، وفي الأجزاء الشمالية من منطقة المدينة المنورة، ولكنه في تجمعات متفرقة عند الارتفاعات من 700 - 1800م ف
وق سطح البحر، في بطون الأودية والشعاب الواسعة والسفوح الجرداء، وأفضل منابته التربة
الرملية الطميية الحمراء.
 
تتكاثر هذه العشبة بالبذور، وتنمو بشكل تدريجي، وهي صبورة على الجفاف والرياح العاصفة وما تحمله من رمال، تعمر سنوات متعددة، وتجدد أعوادها بشكل مستمر، وتزهر سنويًا، وهي كثيفة الأزهار؛ إذ تغطيها بشكل شبه كامل لأسابيع طويلة، فترى من بعيد بيضاء لامعة، وفي كثير من الأحيان تكون أفرادًا أو تجمعات معزولة. وهي لا شك ملاذ ومصدر غذاء للحيوانات البرية التي تعيش في بيئتها، وتعد أيضًا مرعى ممتازًا للأغنام، لكن إكثارها من هذه الشجيرة يضر بها. والإبل لا تقبل على الرتم الأخضر لكنها تأكل هشيمه الجاف المتساقط على الأرض. ويصاب من يأكل بذوره - التي تشبه اللوبياء شكلاً وطعمًا - بحالة من الهبوط والخمول، بل إن من يشرب من حليب الضأن التي ترعى هذا النبات أو يأكل من لحومها وهو غير معتاد عليها يصاب بخمول وخدر ودوار ورعشة في الأطراف وانخفاض في سكر الجسم. والسكان المحليون حيث منابت هذا النبات يسمون هذه الحالة التي تصيب الإنسان (الرتام)، ويعالجون من أصابته بسرعة إطعامه شيئًا حلوًا مثل: التمر، والسكر، والرتم يعد وقودًا جيدًا، ويستخدم في دباغة الجلود
 
- السحاء (شوك الضب، نقيع، ناغي) (Blepharis ciliaris) من العائلة المظية - الأقنثية (Acanthaceae): 
 
السحاء عشب شوكي معمر يصل ارتفاعه إلى 30سم، وأزهاره زرقاء طولها 2سم، وتظهر في الربيع غالبًا من آباط الأشواك
لكنها ربما ظهرت أكثر من مرة خلال السنة الواحدة. وينتج عن هذه الأزهار ثمار بها بذور صغيرة بيضوية مدببة في أحد طرفيها، لونها بني غامق. ويحيط بالساق من أسفله حتى أعلاه أشواك ذات قاعدة عريضة، ورأس مستدق وحاد، ولونها خليط من الأخضر والأبيض، أما الأوراق فمستطيلة وقليلة، وتنتهي أطرافها بشوك غير مؤذ، وتظهر غالبًا على أسفل الساق ممتدة على الأرض.
السحاء نبات شائع الانتشار في أنحاء المملكة العربية السعودية، وهو في مرتفعات السراة والحجاز أكثر شيوعًا، بما في ذلك منطقة المدينة المنورة، حتى ارتفاع 1500م فوق سطح البحر. وتزدهر في الغالب على السفوح الحصوية والترب الحصوية الرملية الطميية، ومن أمكنة نموها في منطقة المدينة المنورة ديار بني كلب من جهينة، وورقان والفقرة  . 
يتكاثر هذا النبات عن طريق البذور التي تسقط في الصيف والخريف، وهو سريع النمو نسبيًا، ويعمر لسنوات إذا واتته الظروف، كما أنه يتحمل الجفاف بشكل ممتاز بسبب جذوره العميقة والمنتشرة نسبيًا.
لهذا النبات مثل غيره من النباتات البرية أهميته البيئية الخاصة؛ إذ يعد مصدر غذاء لعدد من الحيوانات البرية، فالضب مثلاً يتغذى على أوراقه المخضرة الملتصقة بالأرض، وبذوره الغنية بالدهون غذاء لبعض القوارض والطيور، والنحل يجرس زهوره وينتج عنها أفضل أنواع العسل. لونه أبيض مصفر، ولا يفسد حتى لو طال عليه الوقت، ويشربه ناس من جهينة بمنطقة المدينة المنورة لمعالجة السرطان، أما أهل ورقان والفقرة من نفس المنطقة فيأكلون الأزهار لعلاج أمراض الجهاز الهضمي، وترعاه إبلهم وأغنامهم فتسمن عليه وتدر ألبانها  . 
وأوراق هذا النبات قابضة ومقوية جنسيًا، والجذور مدرة للبول وتعالج السعال، والبذور المهروسة تعالج الجروح، كما أن الأزهار جيدة للمعدة. وبعض مربي الأغنام يجمعون الناضج من هذا النبات ثم يدقونه بعصا غليظة حتى تتكسر أشواكه، ثم يقدمونه للأغنام وبه البذور، وقد خضد شوكه فتتمكن من أكله  . 
 
- السّراء (العجرم) (Grewia erythraea) من العائلة الزيزفونية (Tiliaceae):
 
شجيرة كثيفة رعوية معمرة قائمة ارتفاعها متر واحد، وأوراقها رقيقة ومسننة وشبه بيضوية، لكنها مستدقة عند نهايتها، والأزهار بيضاء اللون، وقطرها نحو 1.4سم، وثمارها تكون برتقالية، وتظهر متجمعةً في ثلاث أو أربع حبات. وتختلف هذه الشجيرات في حجمها ومساحة أوراقها وقطر أزهارها من مكان إلى آخر، وبعضها بطبيعته متقزم  
يصل ارتفاعها إلى 3م، وتقوم على جذع واحد أو أكثر لونه رمادي داكن ومجعد تجاعيد طولية، وأوراقها خضراء غامقة، وأزهارها البيضاء ذات رائحة عطرية طيبة، والثمار عند تمام النضج لونها أحمر قان 
تنتشر شجيرة السراء في سفوح الجبال وضفاف الأودية على ارتفاع ينحصر بين 600 و 1500م فوق سطح البحر، على طول المرتفعات الغربية للمملكة العربية السعودية، وتنتشر بمنطقة المدينة المنورة في مواقع متفرقة ومنها: الفقرة، وورقان، وقدس، وصبح، وجبال البيضاء شمال المدينة المنورة. وتتكاثر هذه الشجيرة بالبذور، وتنمو ببطء وبخاصة إذا تعرضت للرعي، وتقف عن النمو إذا تعرضت للرعي الجائر، لكنها تعمر طويلاً، وكلما عمرت تصلبت أغصانها وأصبحت خشنة، وقل عدد أوراقها وظهرت عليها تورمات يطلق عليها محليًا (العجارم)، ومن هنا اشتق اسمها الثاني، أما أعوادها فهي شديدة الصلابة، وجذوها راسخة في الأرض وقوية.
شكل هذه الشجيرة جميل جدًا, خصوصًا على سفوح تكون أحيانًا مقفرة أو نباتها نادر، وتشكل مرعى للحيوانات العاشبة البرية مثل: الوعول، والأرانب، والوبارة، والمستأنسة مثل: الضأن، والمعز. وثمارها الحلوة غذاء للطيور مثل: القهب، واليمام، والبلبل العربي، وتأكلها القرود بشراهة، كما أن الرعاة يأكلونها، وأعوادها قوية وثقيلة؛ لذلك كانت القسي المصنوعة منها من أفضل وأقوى القسي لدى العرب، ومنها تصنع أقوى العصي والهراوات  
 
- السواس (السوسي) (Periploca aphylla) من العائلة العشارية (Asclepiadaceae): 
 
السواس شجيرة معمرة، يصل ارتفاعها إلى مترين، وتنطلق أغصانها من ساق قصيرة إما مطمورة تحت الأرض أو تبرز فوق سطحها قليلاً، وهذه السيقان خضراء اللون وأوراقها الصغيرة لا تلبث أن تسقط بسرعة فيظل الغصن أجرد، وتظهر الأزهار في تجمعات متقابلة على الأجزاء العلوية من هذه الأغصان. والزهرة وردية غامقة، ومركزها أبيض تكسو بتلاتها شعيرات زغبية بيضاء، وقطر الزهرة نحو 2سم، وثمارها قرون أسطوانية زوجية مستدقة الرأس تشبه ثمار المرخ، ويصل طولها إلى 10سم، وإذا نضجت انفلقت في مصراعين، وبداخلها بذور لونها بني محمر، وتتصل بها خصلة من الزغب تساعدها على ركوب متن الريح ومن ثم التنقل، وربما هبطت بعيدًا جدًا عن النبات الأم ونشأ عنها نبات جديد  
 
السواس شجيرة واسعة الانتشار، منابتها السفوح العالية والقمم الباردة وبطون الشعاب، على ارتفاع يبدأ عند 1300م وينتهي عند 2000م فوق سطح البحر، على طول المرتفعات الغربية للمملكة العربية السعودية. ومن مواطن انتشارها بمنطقة المدينة المنورة: الكويرة، والفقرة، وديار بني كلب من جهينة، وجبل ورقان، وديار بلي  
 
يتكاثر هذا النبات بالبذور وسرعة نموه متوسطة، ويعمر لعشرات وربما مئات السنين. أما جذوره فهي ضاربة بعمق في الأرض ويصعب اقتلاعها. وأغصانها مع ساقها وجذورها مرنة جدًا لا سيما وهي خضراء لم تجف بعد، وهي شبيهة بالمرخ في نموها وشكلها العام، لكنها أصغر منه حجمًا، وأزهارها وردية غامقة، في حين تكون أزهار المرخ صفراء. وتعيش هذه الشجيرة في الغالب منفردة، وأحيانًا تكون أجمات محدودة المساحة.
 
تشارك هذه الشجيرة شجيرات الشث وأشجار العرعر والعتم المشهد البيئي على سفوح جبال السراة والحجاز وقممها، وأهميتها البيئية لا تكاد تقل أهمية عن غيرها، وتعشش فيها الطيور وتأكل أطراف أغصانها الطرية حديثة النمو وتتغذى على بذورها. وتختبئ فيها وتحتها، وفي تربتها الحيوانات البرية مثل: القوارض، والثعالب، والزواحف؛ ذلك لتشابكها وصعوبة اختراقها. وتعد شجيرة السواس نباتًا رعويًا جيدًا للجمال والأغنام، والرعاة يأكلون الأغصان الطرية حديثة النمو، وفي الكويرة من ديار جهينة بمنطقة المدينة المنورة يأكلون أزهارها، ويسمونها (النمر)، وأهل الفقرة يسمونها (النمير)، وتستخدم أعوادها مساويك، ومن أليافها يصنع أهل الفقرة الحبال الصغيرة والخطم والشراك، وأوكية السقاء  
 
- السمح (Mesembryanthemum forsskalii) من العائلة الأيزونية (Aizoaceae):  
 
السمح عشبة عصارية حولية، ذات قضبان متزاحمة تحمل أوراقًا منتفخة وحوامل أزهار متفرعة، ارتفاع السمح نحو 13سم، وأزهاره بيضاء في محيطها، صفراء في مركزها، وقطرها نحو 1.2سم   والبذور صغيرة جدًا بنية اللون تكون بأعداد كبيرة داخل الثمرة التي تتخذ شكل علبة (كبسولة) يسميها البادية في منابت السمح (الكعبر).
 
نبات السمح واسع الانتشار في الصحاري الحصبائية الجافة التي بها نسبة من الملوحة، وتكون حارة في الصيف ومعتدلة إلى باردة في الشتاء، مثل الصحراء الجنوبية الشرقية المصرية، والشمال الأوسط والغربي من المملكة العربية السعودية، ومن مواطن انتشاره بالمملكة صحراء بسيطة بمنطقة الجوف، وفي منطقة المدينة المنورة ينتشر هذا النبات في الجزء الشمالي الشرقي منها، على طريق المدينة المنورة القصيم على ارتفاع نحو 900م فوق سطح البحر.
 
يتكاثر هذا العشب بالبذور، وينبت أوائل فصل الشتاء بعد هطول الأمطار الغزيرة، ذلك أن مياه الأمطار تستحث العلبة (الكعبرة) لتفتح مغاليقها فتنفتح من مصاريع متعددة، وتنثر البذور على الأرض التي بدورها تنبت، ومع انقضاء فصل الصيف يكون النبات قد أكمل دورة حياته وهكذا. وتعد جذور هذا النبات من أبسط جذور النباتات وأقلها تعمقًا في التربة، ويتكون مجموعه الجذري من جذر رئيس لا يلبث أن يتفرع لجذور ليفية متفرعة وقريبة من سطح التربة. ولوحظ أن بذور السمح صعبة الإنبات في المختبر، في حين أنها في بيئتها الطبيعية تنبت منها أعداد كبيرة.
 
يغطي هذا النبات مساحات كبيرة من الأرض التي ينتشر عليها في مجتمع يكاد يكون الوحيد فيه، كما هي الحال في صحراء البسيطة؛ ما يعطي منظرًا جميلاً لهذه الصحارى. وتتركز أهمية نبات السمح في هذا المقام على أنه مصدر غذاء للإنسان في بيئاته، وعلى الأخص خلال سنوات الجدب؛ إذ نجد أن الناس قد اكتشفوا أن بذوره تصلح لصنع الطحين ومن ثم الخبز وأنواع من الحلوى مثلها مثل حبوب القمح، وربما فضلوها عنها. ولطرافة هذا الموضوع سنسرد الأكلات التي تصنع من بذور السمح:  
 
 البكيلة: وتحضر بتحميص هذه البذور ثم تطحن وتمزج مع تمر وسمن بمقادير متساوية.
 
 البسيسة: يمزج دقيق بذور السمح محمصًا أو غير محمص بدبس التمر لتكون عجينة غير رخوة.
 
 البثولية: وهي بذور السمح محمصة ومجروشة لتكون دقيقًا خشنًا يستعمل في صناعة الحلويات وبعض المعجنات الخاصة بالسمح.
 
 عصيدة السمح: وفيها يتم مزج دقيق السمح مع الماء المغلي مع الاستمرار في غليه وإضافة هذا الدقيق حتى الحصول على عصيدة بالقوام المطلوب، وهذه العصيدة لها أسماء حسب ما يضاف لها وحسب قوامها، فتسمى (تلبينة) إذا أضيف لها اللبن أو الحليب أثناء الطبخ، ويقال عنها (رغيدة) إذا كانت رخوة، أو (عريقة) إذا أضيف لها السمن البري.
 
 المثقلة: وهي إضافة دقيق السمح المذاب في الماء على جريشة القمح عند استوائها، ثم يصب عليها السمن البلدي.
 
 خبز السمح: يتم بعجن دقيق بذور السمح بالماء ثم عمل خبز الملة منه، والملة حجر منبسط يسخن بإشعال النار فوقه فترة ثم ينظف بسرعة من الجمر والرماد، ثم توضع العجينة عليه، ويوضع فوقها الرماد الساخن والجمر لتستوي، أو أن العجين يوضع مباشرة على الرماد الساخن والجمر ويطمر داخلها حتى يستوي، ويجد فيه محبوه طعمًا جيدًا.
 
وهذه الأكلات أشهر ما تكون لدى قبيلة الشرارات، من قبائل شمال المملكة، ولشدة اهتمامهم ببذور السمح وولعهم بمأكولاته يدفع أحدهم ما بين 20 و 25 ريالاً للكيلو الواحد من هذه البذور. وقد أثبت العلم الحديث صدق حدسهم وتجربتهم المتوارثة عبر الأجيال حول علو القيمة الغذائية لهذه البذور، حيث إن محتوى هذه البذور من البروتين يعادل محتوى بذور البقوليات 22.5% من وزن البذرة، كما أن بها من الدهون ما نسبته 4.8%، ومن السكريات 54.2%، و 8.5% أليافًا، و 5.5 رمادًا، و 4.5 ماء، والباقي معادن متعددة على رأسها البوتاسيوم وفيتامين (ج) وزيت طيار  
 
- السّيّال (Acacia tortilis ssp raddiana) من العائلة البقولية (السنفية) (Leguminosae):  
 
شجرة معروفة في جبال الحجاز ومنطقة المدينة المنورة، وهي شوكية كثيفة الأغصان والأوراق، وتقوم على جذع واحد خشن اللحاء، ومشقق طوليًا من أسفله، ويصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار أو اثني عشر مترًا، وينتشر على أغصانها شكلان من الأشواك، أحدهما طويل مبيض، ينتهي بانحناءة بسيطة عند الطرف المدبب، والآخر قصير ومعقوف كأنه كُلاّب ولونه بني داكن، أما الأزهار فهي منفردة وتبدو مثل كرات صغيرة مشععة ذات لونين متمازجين هما الأبيض والأصفر، وثمارها القرنية مستدقة ملتوية بشكل شديد يصل طولها ثمانية سنتيمترات تقريبًا، وبداخلها عدد من البذور الصغيرة  
 
السّيّال نوع من جنس الأكاسيا الذي يعد عنوانًا للبيئة في المملكة. وتنتشر بشكل واضح، وتكون غابات متشابكة أحيانًا في الأجزاء الشمالية من جبال الحجاز وبالذات في الأجزاء الوسطى والغربية والشمالية لمنطقة المدينة المنورة عند 400 - 1000م فوق سطح البحر، وتنمو في بطون الأودية وعلى ضفافها. وتتكاثر هذه الأشجار عن طريق البذور، وفي العادة لا تنبت بذورها إلا بعد هطول كمية جيدة من المطر؛ وذلك ضمانًا لنجاة البادرات الصغيرة من الجفاف، على الأقل في الأشهر الأولى من حياتها، وهي سريعة النمو نسبيًّا، وتعمر عشرات وربما مئات السنين، وتبلغ أحجامًا كبيرة في الجذع والأفرع، ويعرف عنها أنها تضرب بجذورها في باطن التربة مسافات كبيرة جدًا؛ وذلك طلبًا للمياه الجوفية. ومن مميزات هذه الشجرة أنها تنتج أحجامًا متعددة من البذور (الصغيرة والمتوسطة والكبيرة)، كما أن هذه الشجرة تزهر في الخريف وتبقى فترة الإزهار فيها ثلاثة أشهر، ويسمي الناس بمنطقة المدينة هذه الأزهار (البلة)، وثمارها تظل عليها مدة خمسة أشهر، ويسمونها (الحبلة)  
شجرة السيال مثل غيرها من النباتات البرية، وتشكل أهمية بيئية بالغة على مستوى التربة، والمناخ، والبعد الطبيعي. والفائدة المرجوة للكائنات الحية، نباتية، وحيوانية، وإنسانية؛ فنبات العنم (الهدال) الطفيلي يفضلها عما سواها، ويتطفل عليها، وتراه أحسن ما يكون ازدهارًا إذا كان متطفلاً على أغصانها، وكثير من الشجيرات والحشائش تشكل في ظلها دوحة تسر الناظرين، وتعشش عليها وبين أغصانها الطيور من أنواعٍ شتى، وتتزاحم عليها وحولها الحشرات من مختلف الأنواع، فهي إذًا بيئة قائمة بذاتها، والغنم والمعز والإبل ترعى السيال بشراهة، وصنع الإنسان القديم من لحائها في هذه المنطقة فتائل خاصة للبنادق المسماة (أبو فتيل)  .  ويستخدم الناس خشبها في الوقود، وفي صنع حواجز لحظائر الأغنام. وهذه الشجرة لا تزال بخير في مواطنها الشمالية من المملكة.
 
- الشوحط (النبع، الشريان) (Grewia tembensis) من العائلة الزيزفونية (Tiliaceae): 
 
شجرة سيقانها الأسطوانية متعددة ونحيلة، ويصل ارتفاعها إلى 4م، أوراقها عريضة ورمحية تقريبًا ومسننة، وهي خضراء داكنة، وأزهارها بيضاء قطرها قرابة 2سم، وتتوسطها خيوط اللقاح، وهي دقيقة قاتمة ذات لون وردي غامق، ومتوجة بمآبر صفراء. وتأتي هذه الأزهار في مجموعات مكونة من ثلاث زهرات   تضفي بهاءً على المنظر العام للشجرة، وقد وصفت من حيث تعدد سيقانها بأن لها أحيانًا 30 ساقًا، وأنها ترتفع حتى 5م، كما وصف ثمارها التي تأتي في تجمعات ملتصقة تكون عند النضج ذات لون أحمر قان.
 
تنتشر هذه الشجرة في أمكنة متعددة على طول القطاع الغربي من المملكة عند الارتفاعات المحصورة بين 900 و 1500م فوق سطح البحر، وتنتشر في قواعد الجبال وسفوحها وقممها؛ حيث البيئة الصخرية التي تجد جذورها مسارًا لها عبر شقوق في هذه الصخور، وتنتشر في منطقة المدينة؛ حيث البيئة المناسبة سالفة الوصف فقد سجلت في جبال ورقان، وقدس، والفقرة  
وعلى الرغم من محدودية بيئات هذا النبات إلا أن له أهمية بيئية كبيرة، فهو يعيش في بيئات صخرية قلما يعيش فيها غيره من النباتات، وثماره حلوة المذاق تشكل غذاءً لكثير من الكائنات الفطرية مثل القرود، وأنواع من الطيور مثل: الحجل، واليمام، والبلبل العربي، كما يقبل عليها الرعاة ويأكلونها وهي خضراء أو ناضجة، كما أن لها عددًا من الاستخدامات عند الإنسان في جزيرة العرب، ومن بينهم سكان القرى والبوادي التابعة لمنطقة المدينة المنورة، فمن أعوادها اتخذوا العصي والقسي، وسقف البيوت، وصنعوا منها أدواتهم المنـزلية والزراعية، وأعمدة الخيام وبيوت الشعر وأوتادها، ويمضغ ورقه الأخضر لشد اللثة وتطهيرها، كما كانت الأوراق في القديم تهرس وتستخدم لغسل شعر الرأس، فتطهره وتنظفه، وهذا النبات يعد نبات زينة ممتازًا خصوصًا في الحدائق الصخرية، وهو في الوقت نفسه نبات سياج مناسب.
 
- صفوي (صفيرة) (Dipterygium glaucum) من العائلة الكبارية (Capparidaceae):
 
عشب شجيري يصل ارتفاعه إلى 50سم، وقد يصل قطره إلى متر، وأغصانه أسطوانية ناعمة وكثيفة ومتشابكة وأوراقها متساقطة، أما خضرته فهي ساطعة، تجللها أعداد كبيرة من الأزهار الصفراء صغيرة الحجم، وتنتج عنها بذور بيضوية مفلطحة ومجنحة.
 
ينتشر هذا العشب في المناطق شبه المدارية، وفي المملكة نجده ينتشر على الأراضي الرملية المنبسطة على طول سهل تهامة حتى شمال أملج على ساحل البحر الأحمر، كما ينتشر في منطقة الرياض والأجزاء الشمالية من المنطقة الشرقية من المملكة  .  وهذا العشب - بعد هطول الأمطار - ينشر سيقانه الغضة الخضراء على وجه الرمال البيضاء الشاحبة، فيحولها إلى بساط أخضر ممتد على مدى البصر، وتنتشر عليه أزهار صفراء فاقعة تسر الناظرين.
 
تحل الثمار محل الأزهار بعد أسابيع قليلة من النمو والنشاط، وتحوي بذورًا صغيرة بيضوية مفلطحة ومجنحة، وتجف هذه العشبة بعدما تؤدي ما عليها من رعاية لأجنتها حتى تنضج، لكنها لا تقف عند هذا الحد، بل تنفصل عن مجموعها الجذري عند نقطة التقاء المجموع الجذري بالخضري، ثم تسلم نفسها للرياح تدحرجها كيف تشاء، وأثناء ذلك تنفلت البذور زرافات ووحدانًا منتثرة على الأرض في النقر التي تحدثها أطراف سيقان هذه العشبة، ولا تلبث أن تطمر قريبة من سطح التربة، وتكمن لموسم مطير جديد لتعيد دورة حياتها من جديد.
 
تشكل هذه العشبة بمواصفاتها وطريقة حياتها بعدًا بيئيًا مهمًا للمساحات الشاسعة من الأراضي الرملية في سهل تهامة بمناطق: المدينة المنورة، ومكة المكرمة، وجازان، وفي شمال شرق المملكة ووسطها، فهي تحافظ خلال أسابيع متعددة من السنة على تربة هذه الأجزاء من الانجراف أثناء ازدهارها ونموها، وتحفظ هذه التربة بعد موتها بإبقائها لجذورها العميقة أوتادًا تثبت هذه التربة حتى حلول موسم جديد. ولا تكتفي هذه العشبة المتواضعة بهذا، بل تضيف على طول حياتها وفي مماتها مادة عضوية تخصب التربة، وهي في حياتها تشكل مسكنًا ومعيشة للحيوانات البرية، وتقبل عليها قطعان الجمال والمعز فتجد فيها غذاءً غنيًا بالسكريات؛ ومن هنا اشتق اسم هذه العشبة، ويستخدمها السكان المحليون في إيقاد نيرانهم، ويجدون فيها شفاءً لبعض أسقامهم، مثل مغلي الأوراق والسيقان الغضة الذي يشرب بوصفه منبهًا وموسعًا للشعب الهوائية التنفسية عند من يواجه صعوبة في التنفس، وتصلح هذه العشبة لتزيين الحدائق وكسوة الأراضي العارية.
 
- ضيمران (خوشع: ضرم) (Lavandula dentata) من العائلة الشفوية (Labiatae): 
 
شجيرة معمرة وعطرية، كثيفة الأغصان والورق، ويصل طولها إلى 65سم، وتتوضع أزهارها البنفسجية ناصلة اللون الصغيرة 4مم حول محيط نورة مستطيلة وبنفسجية غامقة  ،  يصل طولها إلى 5سم. وأوراقها تميل إلى الأخضر الرمادي، وهي صغيرة مفصصة وسميكة، طولها يصل إلى 3سم، وقطرها نحو 2مم.
 
ينتشر هذا النبات في بيئة العرعر 1700 - 2500م فوق سطح البحر في المرتفعات الغربية للمملكة من الجنوب إلى الشمال، وينتشر بكثرة في جبال بني مالك، والباحة وعسير، وبين غابات العرعر وفي محيطها، حيث الندى والضباب الكثيف، كما أنه موجود بجبال ورقان، وقدس، والفقرة بمنطقة المدينة المنورة  
يتكاثر هذا النبات بالبذور، وهي على الرغم من كثرتها إلا أن ما ينبت منها قليل، ونموه بعد الإنبات متوسط السرعة وتدريجي، وربما قضت الشجيرة سنوات طويلة حتى تبلغ حجمًا كبيرًا، وتقوم هذه الشجيرة على ساق قصيرة جدًا تتفرع قرب الأرض إلى عدد لا نهائي من الأفرع التي تتفرع بدورها، وهذا ما يكسبها كثافة ملموسة، وجميع الأفرع تتجه إلى أعلى، وكذلك حوامل الأزهار؛ ما يجعل هذه الشجيرة في موسم الإزهار وكأنها تلبس تاجًا مرصعًا بالجواهر البنفسجية، والبيضاء البنفسجية. وتشكل هذه الشجيرة عند الظروف المناسبة مستعمرات مكونة من عدد لا بأس به منها.
 
تعد هذه الشجيرة معلمًا بيئيًا مهمًا، وعلى الرغم من أنها لا ترعى من قبل الحيوانات الداجنة، إلا أنها تشكل أهمية بالغة لعدد من الطيور والقوارض البرية والحشرات، ونحل العسل يزورها وينتج منها عسلاً متميزًا يسمى باسمها. وفي منطقة المدينة المنورة حيث يسمونها (الضيمران) و (العبيثران) يتم غلي الأوراق مع الشاي فتكسبه نكهة عطرية مميزة، ويضعونها تحت شكاء اللبن فتكسبه رائحة عطرية ومذاقًا طيبًا. ولطيب رائحة هذه النبتة ونعومة أوراقها ونوراتها يحشون بها الوسائد.
 
- اللّصف (Capparis sinaica) من العائلة الكبارية (Capparidaceae): 
 
شجيرة معمرة كثيفة كثيرة التفرع، وفروعها متعرجة تنتشر أفقيًا على شكل دائرة تقريبًا، وتمتد هذه الأغصان لتصل إلى خمسة أمتار يخرج منها عند قواعد الأوراق أشواك صغيرة معقوفة ومتباعدة، أوراقها جلدية سميكة وبيضوية، وأزهارها بيضاء كبيرة قطرها نحو 6سم، وثمارها تشبه في شكلها ثمار الكوسة الصغيرة، ويصل طولها إلى 10سم، ويصبح لونها أحمر عند نضجها  
 
تعد هذه الشجيرة واسعة الانتشار في القطاع الغربي من المملكة، حيث تكون بيئتها المناسبة حتى علو 2000م فوق سطح البحر، فهي تفضل البيئات الصخرية، وحوائط المدرجات، وأحيانًا حوائط الآبار المحفورة يدويًا، وحوائط الأبنية القديمة  .  وهو نبات واسع الانتشار بمنطقة المدينة المنورة (الفقرة وجبل قدس وجبل ورقان).
 
تتكاثر هذه الشجيرة عن طريق البذور ونموها بعد الإنبات متوسط السرعة، وتظل تكبر سنويًا حتى تصل فروعها المنبسطة على الأرض أو المتدلية على الصخر أو الأبنية إلى خمسة أمتار طولاً، أما أزهارها فهي كبيرة، وبيضاء جذابة، وتتفتح ليلاً أثناء الصيف، ولها رائحة عطرية جميلة، ويغشاها جزئيًا لون بنفسجي جميل أوائل النهار لا تلبث بعده أن تذبل وتعقبها ثمار بيضية صغيرة تبدأ خضراء وتتخذ اللون الأحمر عند النضج، كما أن أوراقه الجلدية السميكة تساعده على المحافظة على الماء، ويظل هذا النبات معمرًا سنوات متعددة.
 
واللصف نبات جميل في الطبيعة، وأزهاره الرائعة تجذب الحشرات ليلاً وخلال ساعات الصباح الأولى، والنحل يبكر عليها ويجرسها لجمع الرحيق وحبوب اللقاح، وثمارها اليافعة تجمع ويصنع منها مخلل اللصف، وعند نضوج هذه الثمرة تنشق وتتكشف عن لب لونه أصفر مائل إلى الحمرة حلو المذاق يستسيغ أكله الحيوان والإنسان. ويتخذ بعض أهل منطقة المدينة المنورة من بذوره توابل لطعمها الحراق، وكانوا يضعونه على اللحم فيكسبه طعمًا جيدًا. ومسحوق أوراق اللصف الجافة نافع في علاج اللشمانيا، ومعجون هذا المسحوق يعمل منه لبخة لمعالجة آلام الظهر والمفاصل، وتضمد به بطون الأقدام المجهدة والمتسلخة، ويأكلون أزهاره المتفتحة عند الصباح بغرض تفتيت حصيات الكلية، ولتطهير المسالك البولية، ويستعملون مهروس ثماره وأوراقه لمعالجة الكحة لدى الإنسان والأغنام 
 
- الهدال (العنم) (Phragmanthera acaciae) من العائلة العنمية (Loranthaceae): 
 
الهدال (العنم) نبات متطفل ومعمر، يتطفل على أغصان الأشجار مثل: السمر، والسيال، والقرض، والضهياء، والطلح، والسدر وغيرها. أوراقه بيضوية خضراء ثخينة. وهو كثير التفرع، ويشكل مستعمرات على أغصان الشجرة العائلة حتى يكاد يغطيها مع مرور الزمن، وأزهاره مفردة أو زوجية، تبدأ بلون أخضر، وتتحول إلى لون أحمر قان، وكذلك لون ثمارها، والثمرة لها لب صمغي يحيط بالبذرة  
وهو نبات واسع الانتشار في القطاع الغربي من المملكة، ومداه الجغرافي واسع، وينتشر بمنطقة المدينة المنورة بشكل جيد في الفقرة بالقرب من المدينة المنورة  . 
 
يتكاثر نبات الهدال بالبذور، وله في ذلك حيلة جيدة، فالطيور تقبل على أكل ثماره، وتمر الثمرة وبداخلها البذرة عبر القناة الهضمية للطائر مع ملاحظة عدم زوال جميع المادة الصمغية، وعند تخلص الطائر من هذه الثمرة بالإخراج تلتصق بالغصن الذي يحط عليه الطائر، وفي أول بادرة رطوبة تنبت البذرة ممصًا تغرزه في أوعية الشجرة، وتبدأ في امتصاص العصارة الجاهزة للنبات العائل، وتغذي بها مجموعها الخضري الذي ينمو ويزدهر على حساب النبات العائل.
 
العنم نبات غير تقليدي؛ فهو لا يتخذ الماء أو التربة بيئة له، بل ينبت على أغصان شجرة العائل، وعلى الرغم من حصوله على ما يفترض أنه يكفيه من الغذاء الجاهز من النبات العائل إلا أنه يقوم بعملية البناء الضوئي عن طريق مجموعه الخضري ككل، فله خصوصية بيئية متفردة، ليس هذا فقط؛ فأزهاره وثماره الحمراء الزاهية محط الأنظار، ولقد افتتن العرب بها قديمًا وشبهوا بها بنان الحسان المخضبة بالحناء، يقول النابغة الذبياني:
 
 
ســقط النصيـف ولـم تـرد إسـقاطه     فتناولتــــه  واتقتنــــا بـــاليد
بمخــضب رخــص كــأن بنانــه     عنــم يكــاد مــن اللطافــة يعقـد
أزهار العنم وثماره غذاء لبعض أنواع الطيور والقوارض، وربما أكلها الناس وقت المجاعات. ويجمع الأطفال ثمار العنم ثم يدقونها حتى تصبح عجينة لزجة فيفردونها على الصخور، فتلتصق بها الطيور التي تحط عليها، ويقومون بجمعها صيدًا سهلاً. وفي رواية عن أهل الفقرة بالقرب من المدينة المنورة أنهم كانوا يستعملون أوراق العنم مخلوطة مع أوراق العرن والعرعر والشث في دباغة الجلود، كما أنهم يطبخون الأوراق ويتناولون مغليها لمعالجة داء السكري وقرحة المعدة، والإسهال الناشئ عن الزحار الأميبي، وفي ديار جهينة تستخدم مع أوراق الضرو لتطهير الجلود وتطييبها.  
 
شارك المقالة:
800 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook