أهمية الحوار في الإسلام

الكاتب: علا حسن -
أهمية الحوار في الإسلام

أهمية الحوار في الإسلام.

 

الحوار

يشكّل الحِوار ركنًا أساسيًّا من أركان الدّعوة الإسلاميّة، فالدّعوة الإسلاميّة في الأساس قائمة على حوار المُخالفين وإقناعهم بالحجّة والمنطق والدّليل، وقد جاءت الدّعوة الإسلاميّة في أساسها لتُعطي الحريّة لجميع النّاس في اعتناق الإسلام فلا إجبار لأحد على ذلك ما لم يقتنع اقتناعًا كاملًا، قال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْث كان ديدن المسلمين على الدّوام هداية النّاس إلى الحقّ والصّراط المُستقيم بالحِكمة والموعظة الحسنة بعد أن يدخل نور الإسلام إلى قلوبهم فتنشرح له صدورهم.

تعريف الحوار

الحِوار هو: التناقش بطريقِ الكَلام المُباشر بين مجموعةٍ من الأشخاص الذين يُمثّلون اتجاهين متخالفين بطريقةٍ هادئة يحترم فيها كل طرفٍ الطرف المقابل له، دون التعصّب لرأيه أو جماعته، وتكون الغاية من الحوار الوصول إلى الحقيقة من خلال عرض الأفكار ووجهات النظر المتعهو كذلك يعني: التعاون والتباحث بين طرفين مُختلفين بِهدف الوصول إلى حقيقةٍ مُعيّنةٍ ومَعرفتها والاطلاع على تفاصيلها، بعد أن يَكشِف كلّ طرف ما لديه تجاه الآخ

آداب الحوار

حتى يكون الحوار ناجحاً وعقلانيّاً ومنهجياً، يُثمر في قلوب وعقول من يستمع إليه ويتناقش من خلاله لا بُدّ أن يحوي عدداً من الآداب والأمور المنهجيّة، منها:

  • أن تكون النيّة المقصودة للمتحاورين من الحوار الدائر بينهما الوصول للحقّ وإظهاره، لا إظهار ما يَعتقد به المتحاور بغضّ النظر عن كونه صائباً أم غير صائب، فلا يَنبغي أن ينبني التحاور على حبّ إظهار القدرات المعرفيّة من أجل الوصول للسمعة، أو الرياء، أو يكون القصد من ذلك مجرّد الجدال، أو إعلاء الباطل مع علمه ببطلانه. كان الشافعيُّ - رحمه الله - يقول: (ما ناظرتُ أحدًا قط على الغلبة، ووددتُ إذا ناظرتُ أحدًا أن يظهرَ الحقُّ على يديه)، وقال: (ما كلمتُ أحدًا قط إلا وددتُ أن يوفَّق ويسدد ويُعان ويكون عليه رعاية من الله وحفظ).
  • التواضع ولين الجانب وحُسن الخُلق عند طرح الفكرة المخالفة للآخر، ولذلك أثرٌ فعّالٌ على المُستمع والمتحاور؛ حيث إنّ المتحدّث إن انتقى كلماته وتحدّث بتواضع كان ذلك أدعى للإنصات له والاهتمام بما يقول.
  • أن يُتقن المُحاور فنّ الاستماع للآخر؛ فكما أنّ طريقته في الحديث تجذب الأسماع إليه، فكذلك حُسن استماعه لمن يحاوره يجب أن يكون جيّداً؛ فلا يَنبغي أن يكون الحوار من طرفٍ واحدٍ بحيث يستأثر هو بالكلام دون محاوره.
  • العلم التام بما يُحاور فيه: فلا ينبغي للمحاور أن يتكلّم إلا بما يَعرف، وذلك شرطٌ مهمٌ لنجاح الحوار والوصول إلى الغاية منه، ودون العلم يُصبح الحوار هشًّا لا نفع منه ولا فائدة، بل رُبّما ينقلب بالنّتيجة إلى عكس المرجو منه.
  • ينبغي أن ينبني الحوار على أدلّةٍ وبراهين منطقيّة وصحيحة حتّى يكون ناجحاً ومنهجياً، وإلا كان مُجرّد كلامٍ لا قيمة له ولا فائدة منه.

 

شارك المقالة:
265 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook