أهمية الصداقة

الكاتب: رامي -

أهمية الصداقة


عمون - أهمية الصداقة للإنسان


تعتبر الصداقة مهمة جداً في حياة الإنسان، حيث يحتاج كل شخص إلى صديق يقف إلى جانبه ويدعمه في كافة مجالات حياته، فلا يستطيع الإنسان العيش بمفرده دون صديق، ويعتبر امتلاك صديق حقيقي كنز في هذه الدنيا يجب المحافظة عليه، وللصداقة الكثير من الفوائد التي سوف نتعرف عليها في هذا المقال.



الحد من الشعور بالوحدة


إنّ وجود الصّداقة يحدّ من شعور الإنسان بالوحدة، حيث يتشارك الأصدقاء تجاربهم سوياً، ويعيشون بعض المواقف الخاصّة بحياة بعضهم البعض، كما يمتلكون غالباً وجهات نظر، ومبادئ، ومعتقدات وتقاليد مشتركة، ويشهدون معاً التغيّرات المختلفة التي تحدث في الحياة، سواء تغيّرات إيجابية أو سلبية، ويُشاركون بعضهم المناسبات بنوعيها الحزين والسّعيد.



تعزيز الإنتاجية


أُجريت إحدى الدّراسات على حياة البالغين، وقد خرجت بنتائج عديدة أهمّها هي أنّ الأشخاص الذين يمتلكون أصدقاء مقرّبين ومنذ فترة زمنية طويلة حققوا نتائج أفضل على مستوى العمل من أولئك الأشخاص الذين كانوا لا يملكون أصدقاء؛ ذلك لأنّ الصّداقة تُحسّن المزاج، وبالتّالي تُحسّن أداء العمل.



تعزيز الصحة العاطفية والجسدية


توصلت دراسة حديثة في جامعة هارفارد إلى أنّ وجود صداقات قوية في حياة الإنسان يُساهم في تعزيز صحّة الدّماغ، إضافةً إلى قدرة الصّداقة على الحدّ من الشّعور بالتوتّر، وتمكين الإنسان من اختيار أسلوب الحياة الأفضل الذي يُحافظ على قوّته، كما تُساهم في الخروج من المشاكل الصحّيّة بشكلٍ أسرع.



التفاعل مع الآخرين


إنّ التعرّف إلى الآخرين لا يعني التحدّث معهم فقط، إنّما يعني التعلّم منهم أيضاً، وهذا ما يحدث في العلاقة مع الأصدقاء، حيث يتمّ رؤيتهم بمختلف حالاتهم، عندما يُخطئون، ويغفرون، ويضحكون ويُجرون حواراً، وإنّ هذه الأمور تُساهم في تعلّم طريقة التّفاعل مع النّاس حتّى مع أولئك الذين يمتلكون وجهات نظر مختلفة، ومن جانبٍ آخر تُعدّ الصّداقة المكوّن الأساسيّ لأيّ علاقة سواء كانت في الزواج أو مع زملاء العمل أو غيرها.



الحصول على مصدر للدعم


وجد العلماء الذين درسوا العلاقات الإنسانية بتعمّق أنّ الأشخاص الذين يمتلكون أصدقاء جيدين يعيشون حياةً أطول، بحيث تكون ظروفهم الصحية أفضل، وذلك من منطلق أنّ علاقات الصداقة الجيدة ترتبط بصورة مباشرة في انخفاض مستوى التوتر، وتحد من ضغط الدم، كما تجعلهم أقل عرضةً للإصابة بالاكتئاب؛ حيث يُقدِّم الأصدقاء الحقيقيون المساعدة كلما أتيحت لهم الفرصة للقيام بذلك، فالأصدقاء يقفون بجانب صديقهم في أوقات الشدّة والرّخاء، وبالتالي عندما يكون لدى الشخص أصدقاء فإنّه يصبح من السهل عليه مواجهة المواقف الحياتية المختلفة.



تحقيق السعادة ومحاربة الحزن


يكون الشخص سعيداً على الأرجح إذا كان لديه صديق حقيقي، وبذلك يكون قادراً على نشر هذه السعادة للأشخاص الآخرين من حوله، فالشخص الذي لديه صديق سعيد يعيش بالقرب منه يستطيع الشعور بالسعادة، كما أنّ وجود الأصدقاء يُقلّل من الشعور بالحزن أو الكآبة، فالأشخاص الذين يتلقّون الدعم الاجتماعي من الأصدقاء أو العائلة يعتبرون أكثر قدرةً على التعامل مع أحزانهم، كما أنّ أهمّ أشكال الدعم ببساطة هي الحضور والتواجد عند الحاجة والاستماع والتفهّم والتعاطف وتقديم التشجيع والمساعدة، كإعداد وجبات الطعام ومشاركة أفراح الأصدقاء وأتراحهم، وعلى النقيض فإنّ الذي لا يمتلك أصدقاء يشعر بعدم الانتماء الاجتماعي فيشعر بالحزن والأسى، بالإضافة إلى ذلك فإنّ السعادة تزيد إلى حدّ كبير من قوة الجهاز المناعي في الجسم من خلال تعزيز مستوى الصحة عن طريق زيادة المشاعر الإيجابية، الأمر الذي يُقلّل إلى حدّ كبير من الإرهاق البدني والأعراض المرافقة له.



تعزيز التطور الصحي للأطفال


تعتبر الصداقة مهمة للأطفال في سن المدرسة وذلك لما لها من الفوائد الكبيرة، حيث أظهرت الأبحاث أنّ الأطفال الذين لا يمتلكون أصدقاء يمكن أن يعانوا من صعوبات عقلية وعاطفية في وقتٍ لاحق، ولا تقتصر أهمية الصداقة على زيادة المرح بل تساعد على التطور الأخلاقي والنفسي عند الأطفال، بالإضافة إلى اكتساب الطفل العديد من المهارات الاجتماعية من خلال الصداقة، مثل التواصل والتعاون من أجل حلّ المشكلات، كما يتعلم الطفل من خلال الصداقة القدرة على التحكم بالعواطف واحترام مشاعر الآخرين، والقدرة على التفكير والتفاوض في المواقف المختلفة التي تنشأ في علاقاتهم، كما يمكن للصداقة التأثير على أداء الطفل في المدرسة، وذلك لأنّ الطفل الذي يمتلك أصدقاء في المدرسة يميل إلى امتلاك مواقف أفضل حول المدرسة والتعليم.



مقومات الصداقة الناجحة


إنّ للصداقة الناجحة العديد من المقومات، ومنها ما يأتي:



الارتكاز على الأخلاق، فكلّما ارتكزت الصداقة على عناصر الأخلاق والتقوى حققت نتائجها المرجوّة وكانت أطول أمداً وأكثر استمراراً، بخلاف تلك القائمة على المصالح الماديّة فهي تنتهي بانتهاء هذه المصالح.


الإخلاص، وذلك بأن يكون كلّ صديق مخلصاً نحو صديقه، ويتجلى ذلك في عدّة مظاهر، منها: صدق النصح، والإيثار، وخدمة الصديق والتضحية من أجله، والحرص على نصحه، والصدق في إبداء المشورة، والعفو عن الإساءة والتقصير، ومنعه من الإساءة لغيره، والوقوف إلى جانبه في مواجهة أيّ ظلم.


النفع والإفادة، وهذه علاقة تبادليّة يجب أن تكون بين الأصدقاء، ولا سيما في المصالح المشتركة بينهم، فالحياة ومتطلباتها هي في الأصل نتاج علاقات تبادليّة بين الأفراد، ترتكز على النفع والإفادة في شتى جوانب الحياة.


آثار الصداقة الناجحة


إنّ للصداقة الناجحة العديد من الآثار، ومنها ما يأتي:



راحة الفرد وطمأنينته، وسعادته، حيث يجد من بين النّاس والأقران من يلوذ إليه في الأوقات الصعبة، ويحتاج إلى عونه في مختلف الجوانب.


تحقيق الفرد كفايته في بعض الأمور التي لا يمكنه الوصول إليها بمفرده.


تحقيق مفهوم التعاون بين أفراد المجتمع، حيث إنّ الكثير من مستلزمات الحياة تتوقف على تعاون الأفراد مع بعضهم، وهو بين الأصدقاء أقوى وأفضل أثراً.


تماسك المجتمع وترابطه، وانتشار المحبّة بين أفراده، كنتيجة لحسن تواصل الناس مع بعضهم وتكوينهم للصداقات بينهم.


تحقيق التفوّق والنجاح في جوانب متعددة في الحياة على مستوى الفرد أو الجماعة، حيث تلتقي طاقات الأصدقاء وتتكامل فيتحقق بها الإبداع والتفوق.


تعزيز القيم الإيجابيّة بشكل عام، كعلو الهمّة، وقوّة الإرداة، وحسن تنظيم الوقت، والحدّ من القيم السلبيّة كالكسل، والاتكاليّة، وضعف الهمّة وخفوت الإرادة، وذلك لتأثر الصديق إيجابيّاً بسجايا صديقه وطباعه.


شارك المقالة:
226 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook