أهمية العقل في الإسلام

الكاتب: علا حسن -
أهمية العقل في الإسلام.

أهمية العقل في الإسلام.

 

العقل

وردت كلمة العقل في اللغة العربية بعدّة معانٍ؛ منها الحبس، فهو يحبس العاقل عن ذميم القول والفعل، وقد يأتي بمعنى نقيض الجهل، فبالعقل يصل الإنسان إلى معرفة ما كان يجهله، وقال تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)وتعقلون في الآية الكريمة تأتي بمعنى أفلا تفهمون وتدركون قُبح ما تأتون به من المعصية التي تأمرون النّاس بتركها مع علمكم أنَّ طاعة الله -تعالى- حق عليكم؟ ويسمَّى الرجل عقول إذا كان حسن الفهم، ويأتي العقل بمعنى النهي، وبذلك فإنَّ مجمل معاني العقل تُشير إلى أنَّه أداةٌ للعلم والمعرفة والتمييز بين الأشياء، ولم يُفرّق ابن المنظور في المعنى بين العقل والقلب، وذهب سيبويه إلى أنَّ العقل صفة، وعرَّف بعض العلماء العقل بأنَّه الروح انطلاقاً من أنَّ العقل لا يُدرك من غير روح، والبعض يجعله القلب؛ لأنَّ محل العقل القلب، وبعضهم يقول أنَّ العقل هو الإنسان؛ لأنَّ العقل هو ما يتميّز به الإنسان عن غيره.

أهمية العقل في الإسلام

يُعدّ العقل آلة الإدراك التي تميَّز بها البشر عن باقي المخلوقات، ومع ذلك تبقى قدرة العقل محدودة، ففي بعض الأحيان يُدرك العقل ظواهر الأشياء دون الوصول إلى أعماقها، ومن يقرأ القرآن الكريم بتدبّر مُحاولاً فهم معانيه، يجد العديد من الآيات الداعية إلى التعقّل والتفكّر، وقد كان ورود العقل في القرآن الكريم بصيغة الفعل، ولم يَرد في صيغته الاسمية مطلقاً، كما إنَّه اقتصر في وروده على المدح والتبجيل، وقد اشتمل النّص القرآني على جميع معاني التفكير الإنساني، ودعا إلى إعمال العقل ونبذ التقليد والجمود، فمن يغفل نعمة العقل فإنَّه ينزل إلى مرتبة أدنى من مرتبة الحيوان، قال تعالى: (وَلَقَد ذَرَأنا لِجَهَنَّمَ وقد أثنى الله -سبحانه- على أصحاب العقول، فالعقل أساس التكليف

العقل والوحي

يتفاوت النّاس في عقولهم من شخص إلى آخر، ويعود السبب في هذا التفاوت إلى أصل خلقتهم لا إلى ما يحصل عليه الإنسان في الجانب الكسبي، فلو تعرَّض النّاس إلى نفس المستوى التعليمي، سيبقى البعض أكثر حكمةً وعقلانيةً من البعض الآخر، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "الصحيح الذي عليه جماهير أهل السنة وهو ظاهر مذهب الإمام أحمد، وأصح الروايتين عنه، وقول أكثر أصحابه أنّ العلم والعقل ونحوهما يقبل الزيادة والنقصان"، ويتعلّق العقل في الدماغ والقلب، فمبدأ الفكر والنظر يكون في الدماغ، أمَّا الإرادة والقصد فمحلّها القلب، وقد اعتمد الإسلام في تحصيل المعرفة على طريقتين هما: الوحي؛ أي الخبر الصادق عن الله تعالى، وكل ما يأتي من الوحي هو الحق واليقين، حيث يتعلّق الوحي بالأُمور الغيبية، كالحديث عن الجنّة والنّار، أمَّا الطريقة الثانية للمعرفة فهي التجربة، وتجمع التجربة بين العقل والحس

شارك المقالة:
116 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook