راعى الإسلام ضروريات الحياة البشرية بتنوّعها، ولم يتعارض مع فطرة الناس التي فطرهم الله عليها في أيِّ جزئيّةٍ منه، وكذلك لم يُضيّق عليهم في كسب الرزق ما دامَ الرزق من حلالٍ وفي حلال، ولم يعتبر الإسلام العمل إلا إن كان فيما يعود بالنفع على الناس ولا يُلحق بهم الضرر كأفراد أو مجتمعات، فليس من الدين أن يتمّ الاتجار بما يجلب الضرر للناس، كالعمل في تجارة المُخدّرات على سبيل المثال، ولا يُعتبَر هذا عملاً مشروعاً، ومِن هُنا يدرك المسلم أنَّ الدين إنما أباح العمل ما دامَ فيه الخير والنفع للناس، وفيه تحقيقٌ للمصالح العامّة والخاصّة، فما هي أهمية العمل في الإسلام؟ وكيف دعا الإسلام إلى العمل؟
سبقت الإشارة إلى أهمية العمل في الإسلام والقيم المستمدّة منه، وكان من أهمية العمل وقيمته في الإسلام أن جُعل طلبه مقدماً على الكثير من الأمور الأخرى بل حتى على العبادة من غير الفريضة؛ حيثُ يرى أهل العلم أنّ العمل وطلب الكسب والسعي له واجبٌ مفروضٌ على كل مسلمٍ قادرٍ عليه، ثم يتدرَّج الحكم بحسب حال طالب الكسب إلى عدّة أقسام هي: