يُشكّل الماء 60% تقريباً من وزن الجسم، ومن المهمّ الحصول عليه من خلال شرب السوائل وتناول الأطعمة التي تحتوي على الماء؛ وذلك لأنّ الجسم يفقده من خلال عمليات التّنفُّس، والتعرّق، والهضم، وتعتمد احتياجات كلّ فرد من الماء على مناخ المنطقة التي يعيش فيها، ومدى نشاطه البدني وصحّته، ومن الجدير بالذكر أنّ الماء يساعد على تنظيم درجات الحرارة في الجسم ووظائفه الأخرى، كالحفاظ على رطوبته، وحماية الأنسجة والنّخاع الشّوكي والمفاصل، وإضافةً إلى ذلك، فإنّ للماء العديد من الاستخدامات الأخرى في الأنشطة الزّراعيّة كالرّي، وسقاية الحيوانات، والأنشطة الصّناعيّة كتبريد الأبراج، والأنشطة الطبيّة كغسيل الكلى (بالإنجليزية: Hemodialysis) والإجراءات المُتعلِّقة بالأسنان، كما أنّ الماء يُستخدَم في الكهرباء والتّدفئة أيضاً.
للماء فوائد عديدة، نذكر منها:
يُمكن تغطية حاجات الإنسان من الماء من خلال تناول الأطعمة الّتي تحتوي على كميّات كبيرة من الماء مثل أنواع مختلفة من الشّوربة، والبندورة، والبرتقال، لكن يمكن الحصول عليه من خلال شرب الماء وغيره من المشروبات كالحليب والعصائر، لكنّ المشروبات التي تحتوي على الكحول أو الكافيين مثل القهوة والمشروبات الغازيّة وغيرها لا تُعَدُّ خياراً جيِّداً للحصول على الاحتياجات اللّازمة من الماء.
ويمكن القول إنّ حاجات مُعظَم الأفراد الّذين يتمتّعون بصحّة بدنيّة جيّدة من الماء وغيره من السّوائل تُغطّى عند شربه عند الشّعور بالعطش ومع كل وجبة يتناولونها، لكن في حال عدم معرفة الفرد كفايته من الماء يُمكنه تحديد ذلك من خلال لون البول، فإذا كان داكناً فعليه زيادة كميّة السّوائل التي يشربها.
وبحسب الأكاديميّة الوطنيّة الأمريكيّة للعلوم والهندسة والطّب، فإنّ المعدّل اليومي للماء سواءً من الطّعام أو الشّراب كالفواكه والخضراوات الطّازجة والأشربة غير الكحوليّة للرجال حوالي 3.7 لترات أي ما يُعادِل 15.5 كوباً، و2.7 لتر للنّساء أي ما يُعادِل 11 كوباً، ومن الجدير بالذكر أنّه يُنصح بالحصول على ما نسبته 80% من هذه الاحتياجات من خلال شرب السّوائل بما فيها الماء، أمّا الباقي فيمكن الحصول عليه من الأطعمة، وعليه يمكن القول إنّ الرّجال عليهم شرب حوالي 12.5 كوباً من السوائل، أمّا النّساء فإنّ احتياجاتهم اليومية من الماء هي 9 أكواب، وتزداد هذه الكميّة في حال ارتفاع درجات الحرارة، أو الإصابة بالإسهال، أو التقيّؤ، أو الحمّى، أو التّعرُّق الشّديد.
بالرغم من أنّ جميع خلايا الجسم بحاجة إلى الماء، إلّا أنّ الإفراط في شربه قد يؤدّي إلى حالة التّسمُّم بالماء (بالإنجليزيّة: Water intoxication) التي قد تكون قاتلة في بعض الحالات، فهي تُسبِّب اضطراباتٍ في وظائف الدّماغ، كما أنّ شرب كميّات كبيرة من الماء يزيد كمية الماء في الدم، الأمر الّذي يؤدّي إلى نقص تركيز الصّوديوم فيه نسبياً، بحيث تتناقص مستويات الصّوديوم إلى أقلّ من 135 مليمولاً/لتر، وتجدر الإشارة إلى أنّ الصّوديوم يساهم في المحافظة على توازن السّوائل بين داخل الخلايا وخارجها، وعند انخفاض مستوياته يختلّ هذا التّوازن، ممّا يؤدّي إلى انتفاخ الخلايا وتضخّمها، وقد تكون هذه الحالة مهدّدةً للحياة في حال حدثت في خلايا الدماغ، وفي الحالات الشّديدة قد يؤدّي تسمُّم الماء إلى تلف الدّماغ والغيبوبة والتشنّجات (بالإنجليزية: Seizures) والموت.