يُعدّ النحاسُ معدَناً أساسيّاً يوجد في جميع أنسجة الجسم، إذ يوجد هذا العنصر في العديد من الأعضاء؛ كالكبد، والدماغ، والقلب، والكِلى، والعضلات الهيكليّة، وهو ضروريٌّ لبقاء الجسم على قيد الحياة؛ إذ يُساعده في الحِفاظ على صحّة الأوعية الدمويّة، والأعصاب، والجهاز المناعيّ، والعظام، كما يُشارك في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، مثل: امتصاص الحديد، وإنتاج الطاقة، وتكوين الكولاجين، ويتشارك مع عنصر الحديد في تكوين خلايا الدم الحمراء، ومن الجدير بالذكر أنّ النحاس يُشارك أيضاً كعاملٍ مُساعد للإنزيمات، وتُسمّى هذه الإنزيمات Cuproenzymes والتي تُشارك في تنشيط الببتيدات العصبيّة (بالإنجليزية: Neuropeptide)، وتكوين الأنسجة الضامّة، والنواقل العصبيّة.
هناك بعض الفوائد الأخرى التي يوفرها النحاس للجسم، ولكن ليست هناك أدلة كافيةٌ تؤكد فعاليته في توفير هذه الفوائد، ومنها: التخفيف من التهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis)، والمساعدة على التئام الجروح.
فيما يأتي جدولٌ يُبين الكميّات الموصّى بتناولها يوميّاً من عنصر النحاس لمُختلف الفئات والمراحل العُمرية:
العمر | الكميّة المُوصى بتناولها يوميّاً (ميكروغرام) |
---|---|
الرُّضع منذ الولادة حتى 12 شهراً | 200 |
الأطفال من عُمر سنة إلى 3 سنوات | 340 |
الأطفال من عُمر 4 إلى 8 سنوات | 440 |
الأطفال من عُمر 9 إلى 13 سنة | 700 |
الأشخاص من عُمر 14 إلى 18 سنة | 890 |
الأشخاص من عُمر 19 سنة وأكثر | 900 |
الحامل من عُمر 14 إلى 18 سنة | 1000 |
المُرضع من عُمر 14 إلى 18 سنة | 1000 |
الحامل من عُمر 19 سنة وأكثر | 1300 |
المُرضع من عُمر 19 سنة وأكثر | 1300 |
يُعد النُحاس آمناً في الغالب عند تناوله بكميّةٍ لا تزيد عن 10 مليغرامات يومياً، ولكن يُحتمل عدم أمان تناوله بكميّاتٍ أكبر، ومن الجدير بالذكر أنّ تناول كميّةٍ قليلة تُعادل غراماً من كبريتات النحاس قد يؤدي إلى الفشل الكلوي والموت في بعض الأحيان، ومن الجدير بالذكر أنّ النحاس يُعدُّ آمناً في الغالب للحوامل والمُرضعات عند تناوله بالكميّات المسموح بها؛ حيثُ تُنصح النساء الحوامل والمرضعات اللاتي تتراوح أعمارهنّ بين 14 إلى 18 عاماً تجنُّب استهلاك أكثر من 8 مليغرامات يوميّاً، وألّا تزيد الكميّةُ المتناولةُ عن 10 مليغراماتٍ يوميّاً للحوامل والمُرضعات في عمر 19 عاماً أو أكبر، إذ يُحتمل عدم أمان تناول كميّاتٍ أكبر من هذه، كما يجدر الذكر تناول النحاس ضمن المستوى الأقصى المقبول (بالإنجليزيّة: Tolerable Upper Limit) للأطفال يُعدّ آمناً في الغالب، بينما يُحتمل عدم أمان تناولهم لكميّاتٍ أكبر من هذا المستوى الذي يُعادل مليغراماً واحداً للأطفال من عُمر السنة إلى الثلاثة سنوات، و3 مليغراماتٍ من النحاس لمن تتراوح أعمارهم بين 4 إلى 8 سنوات، و5 مليغراماتٍ للأطفال بين عُمر 9 إلى 13 سنة.
قد يؤدي تناول جرعةٍ زائدة من النحاس إلى حدوث بعض الأعراض الخطيرة، مثل: الغثيان، والتقيؤ، والإسهال الدموي، والحمّى، وآلامٍ في المعدة، وانخفاضٍ في ضغط الدم، وفقر الدم، وبعض مشاكل القلب، كما يجب الانتباه عند استهلاك النحاس في بعض الحالات المرضيّة، ومنها:
يكون النحاس عادةً مُرتبطاً مع البروتينات في الجسم، إذ إنّ النحاس غير المرتبط أو الحُرّ يُعدّ سامّاً، وتتحكّم الآليّة الجينيّة في دمج النحاس مع البروتينات، ممّا يمنع التراكم السامّ للنحاس في الجسم، كما يُفرز النحاس الزائد عن الحاجة عن طريق عُصارة المرارة، أمّا بالنسبة لنقص النحاس في الجسم فقد يكون وراثياً، أو مُكتسباً، وهو أمرٌ نادرُ الحُدوث، لكن في حال حدوثه فإنّه يُسبب الإصابة بأمراض الدم (بالإنجليزية: Haematological)، والأعصاب (بالإنجليزية: Neurological)، ويمكن تشخيص الإصابة بنقص النُحاس بشكلٍ واضحٍ في حال الإصبة بمرض مينكيس (بالإنجليزية: Menkes disease)، الذي لا يستطيع فيه الجسم نقل النحاس عبر الحاجز المعويّ بسبب طفرةٍ في الجين ATP7A، كما قد تؤدي مُختلف أمراض سوء الامتصاص في الأمعاء إلى خللٍ في امتصاص النحاس والذي قد يؤدي إلى نقص مستوياته في الجسم أيضاً، كما قد يُصاب الأفراد الذين خضعوا لعملياتٍ جراحية في المعدة أو الأمعاء بسوء امتصاص النحاس، وعلى الرغم من أنَّ سوء الامتصاص هو السببُ الشائعُ لنقص النحاس، إلّا أنّه قد يحدث أيضاً بسبب تناول كميّاتٍ عالية من الزنك.
ولقراءة المزيد من المعلومات حول نقص النحاس يمكن الرجوع إلى مقال أعراض نقص النحاس.
تختلف الأدلّة العلمية حول دور عنصر النحاس في تطوّر مرض ألزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer's disease)؛ حيث لوحظ في دراسةٍ نُشرت في Journal of Neural Transmission عام 2008 أنّ استهلاك مرضى ألزهايمر للنحاس مدّةً تصل إلى 12 أسبوعاً لم يؤثر في حالاتهم، في حين أظهرت دراسةٌ نُشرت في مجلّة Proceedings of the National Academy of Sciences عام 2013 أنّ زيادة مستوى النحاس في الجسم وتراكمه قد يزيد من تطوّر مرض ألزهايمر من خلال منع البروتينات السامّة من مغادرة الدماغ، كما وُجِد أيضاً أنّ زيادة النحاس وتراكمه في الدماغ مع مرور الوقت قد يُُسبب الضرر لبعض المُركّبات المسؤولة عن التخلُّص من مادة ببتيد بيتا النشواني (بالإنجليزية: Amyloid Beta)، ومن المعروف أنّ تراكم هذه المادة في الدماغ يُعدُّ العاملَ الرئيسي في تشكُّل اللويحات (بالإنجليزية: Plaques) التُي تُسبّب مرض ألزهايمر، كما أنَّ ارتفاع معدلات الإصابة بمرض ألزهايمر قد يحدث بسبب تناول النحاس غير العضويّ، ومع ذلك فقد أشار الباحثون إلى أنّ هناك حاجةً إلى مزيد من الأدلّة لتأكيد النظريّة الصحيحة.
قد يكون الأشخاص المصابون بأمراضٍ في الكلى، ويخضعون لغسيل الكلى (بالإنجليزية: Hemodialysis) مُعرّضين للإصابة بنقصٍ في عنصر النحاس، وقد يكونون بحاجةٍ إلى استهلاك مكملات هذا المعدن، ولكن يجب استشارة الطبيب لتحديد حاجة المريض إلى هذه المكمّلات.