الصيام هو التعبّد لله -تعالى- بالإمساك عن الطعام والشراب والجِماع، وسائر أنواع المفطرات، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، ويعدّ صيام شهر رمضان ركناً من أركان الإسلام، يكفر من جحد وجوبه على المسلمين، كما يعدّ تاركه مقترفاً لإثمٍ عظيمٍ، ويجب عليه التوبة إلى الله تعالى، وقضاء ما أفطره من الأيام، كما يجب ردعه عن فعله وتعزيره عليه، ويكون الصيام واجباً على كلّ مسلمٍ، بالغٍ، عاقلٍ، صحيحٍ، مقيمٍ، ويشترط لوجوبه على المرأة خلوّها من الحيض والنفاس.
إنّ لصيام رمضان أهميةً كبيرةً وفوائد عظيمةً؛ حيث إنّه يطهّر نفس المسلم ويهذّبها، ويزكيها من الأخلاق السيئة والصفات الذميمة، كما يعوّدها على الأخلاق والصفات الحميدة؛ كالصبر، والحلم، والجود، والكرم، كما يعرّف العبد قيمة نفسه، وحاجته وافتقاره لربه تعالى، كما يذكّره بعظيم نعمه وآلائه عليه، وينبّهه إلى حاجة إخوانه الفقراء، ويعدّ الصيام وسيلةً لتحقيق التقوى في قلب العبد، والإيمان بالله -عزّ وجلّ- وتوحيده، والإيمان برسوله عليه الصلاة والسلام، وطاعته بفعل كلّ ما أمر به وترك ما نهى عنه، والصيام وسيلةٌ لطهارة العبد وعفافه، فهو يضيّق على الشيطان مجاريه فيه، فيضعف سلطانه عليه، فتكثر بذلك طاعات الصائم، وتقلّ معاصيه وسيئاته، كما يكسب الإنسان صحّةً وقوةً في بدنه، ويخلصّه من الأخلاق الرديئة.
هناك بعض الأعذار التي قد تطرأ على المكّلف، فتصرف عنه حكم وجوب صيام رمضان، وفيما يأتي بيانها:
موسوعة موضوع