إن أورام الثدي الحميدة مُنتشرة جداً بين النساء، حيث إنّ معظم التغيّرات التي تطرأ على الثدي هي حميدةٌ بطبيعتها، وعلى خلاف الأورام الخبيثة، فإن أورام الثدي الحميدة لا تُهدّد حياة المريضة. ومع ذلك فقد تتشابه أعراض الأورام الحميدة مع الخبيثة فيصعب تفريقهما، وكذلك بعض هذه الأورام الحميدة لا يُعطي أيّة أعراض وتُكشف عن طريق الصّدفة بالماموجرام.تحدث التغيّرات في أنسجة الثدي طوال فترة حياة المرأة؛ لأن هذه الأنسجة حسّاسة جداً لهرمونات الإستروجين والبروجيستيرون التي تتغيّر باستمرار في كل شهر أثناء الدورة الشهريّة، وذلك يجعلها عرضة لتكوين الأورام بشكل كبير، بحيث إنّ سرطانات الثدي تُعتبر ثاني أنواع السّرطانات انتشاراً بعد سرطانات الجلد للإناث.
تختلف أنواع الأورام بحسبب مُسبّبها، وكذلك تختلف أعراضها، ومن أهمّ أنواع الأورام الحميدة ومسبباتها والأعراض الناتجة عنها ما يأتي
تعتبر الأكياس أو الخراجات من أكثر الأسباب شيوعاً لورم الثدي الحميد لدى النّساء، وذلك في فترة ما قبل انقطاع الطّمث، إضافةً إلى التكتّلات الليفيّة تُشكّل سبباً آخر وتُعتبر سبباً عامّاً لوجود ورم ثديّ حميد، ولا سيّما بين السيدات الأصغر في السن، إلى جانب تشكُّل الخراجات أو الالتهابات، وهو سبب آخر لورم الثدي الحميد، إذ تأتي هذه الالتهابات نتيجةً للعدوى، وذلك على الرّغم من أنه يُمكن أن تكون هناك أسباب أخرى موجودة مُسبّبة لورم الثدي الحميد، فإنّ من أكثر أنواع أمراض أورام الثدي الحميد شيوعاً وانتشاراً تكون لدى النساء اللّواتي يتناولن حبوب منع الحمل، أو النساء اللّواتي يتعالجن بالهرمونات البديلة .
يمكن تشخيص أورام الثدي الحميدة من خلال عدة طرق منها
إنّ التكتّلات الليفيّة والأورام الدهنيّة صغيرة الحجم لن تحتاج بالعادة إلى علاج ما لم تُسبّب أعراضاً، ويمكن كذلك علاج الخراجات والأكياس عن طريق سحبها بواسطة إبرة، وفي أغلب الحالات لا تكون بحاجة لعلاج أكثر من ذلك، أما عن التكتّلات الليفيّة والأورام الدهنيّة فيتم استئصالها ثم فحصها في المختبر لتأكيد التّشخيص، ويتم العلاج بالمُضادّات الحيوية عند وجود الخراج والالتهابات، وفي بعض الأحيان يتم السّحب والتنظيف الجراحيّ في حال وجود تجمُّع الصّديد والقيح