أوزان الثلاثي المجرَّد من الأفعال
وأمَّا المجرَّد من الأفعال فللثلاثي منه ثلاثة أوزان: 1 " فَعَلَ " مفتوح العين كَضَرَبَ، و " فَعِل " مكسور العين ( كشَرِب، و" فَعُل " مضموم العين كَقَرُبَ 2.
فمضارع الأول مكسور العين ) 3 أو مضمومها نحو: يَضْرِب، ويَكْتُب، ولا تفتح إلاَّ وهي أو لامه حرف حلق 4. نحو: " يَسْأَل، وَيَقْرَأ "، وقد لا تفتح مع كونها أو كون اللام حرف حلق، نحو:
" يَنْحِت 5 ويَمْنَح 6، ويلغب 7، ويَبْلُغ 8.
شرح الأرقام
(1)هذا هو مذهب أكثر النحاة، وينسب إلى المبرد وآخرين القول بأنَّها أربعة بزيادة (فُعِل) بضم الفاء وكسر العين. والجمهور يرون أنَّ هذه الصيغة متفرعة عن بناء الفعل المبني لنائب الفاعل. ينظر: شرح ابن إياز على تصريف ابن مالك ص 19، وشرح الملوكي ص 30، وشرح المفصل لابن يعيش 7/71، 152، أوضح المسالك 4/322
(2)جمع الناظم أوزان المجرَّد من الأفعال بقوله في لامية الأفعال:
بفَعْلَل الفعل ذو التجريد أو فَعُلاَ يأتي ومكسور عين أو على فَعَلاَ
(3)ما بين الأقواس ساقط من (ب).
(4)قال المصنِّف في لامية الأفعال:
في غير هذا لذي الحلقى فتحا أشع بالاتفاق كآت صيغ من سألا
إن لم يضاعف ولم يشهر بكسرة أو ضم كيبغي وما صرفت من دخلا
(5)النحت لغة: النشر والقطع والقشر، وقد ورد في مضارعه فتح العين وكسرها. ينظر اللسان ( نحت ).
(6)قال في اللسان: منح " مَنحه الشاة والناقَةَ يَمْنَحُه ويَمْنِحُه أعاره إيَّاها، الفراء مَنَحْتُه أمْنَحُه وأمْنِحُه من باب يَفْعَل ويَفْعِل ".
(7)اللُّغُوب: التعب والإعياء. قال في اللسان ( لغب ): " لَغَبَ يَلْغُب بالضم لُغُوباً ولَغَباً. ولَغِبَ بالكسر لغة ضعيفة، أعيا أشد الإعياء ".
(8)بَلَغَ الشيء يَبْلُغ بلوغاً وبلاغاً وصل وانتهى ". السان ( بلغ ).
*************************
وشذ الفتح في مضارع " أبَى " 1 وليس حرف الحلق إلاَّ فاؤه، ومضارع " فَعِل " مفتوح العين نحو: " شَرِبَ يَشْرَبُ "، وجاء
بفتح وكسر مضارعُ: " حَسِبَ 2، و: نَعِمَ 3، و: بَئِسَ 4،
و: يَئِسَ 5، و: يَبِسَ 6، و: وَغِرَ 7، و: وَحِرَ 8، و: وَلِهَ 9 و: وَهِلَ " 10.
شرح الأرقام
(1)ينظر الكتاب 4/105، والمفتاح في الصرف للجرجاني ص 37، والأفعال لابن القطاع 1/11، ونزهة الطرف في علم الصرف ص100، وشرح الشافية للرضي 1/123.
(2)حَسِبَ: أي ظنَّ، مضارعه: يَحْسَبُ، على القياس، ويَحْسِب شاذ.
(3)نَعِمَ حاله إذا طاب ولان واتسع، تفتح عين مضارعه قياساً وتكسر شذوذاً.
(4)بَئِسَ يَبْأَس بالفتح على القياس، ويَبْئِس بالكسر شذوذاً، أي ضاق حاله وافتقر.
(5)يَئِسَ يَيْأَس بالفتح على القياس، وبه قرأ جميع القُرَّاء قوله تعالى: {وَلاَ تَيْأَسُوا مِن روحِ الله }، وقوله: { إنَّه لا يَيْأَس من روحِ الله إلاَّ القوم الكافرون}
ويَيْئِس بالكسر شاذ، ومعناه: قنط وانقطع رجاؤه.
(6)يَبِسَ يَيْبَس بالفتح على القياس، ويَيْبِس بالكسر شذوذاً أي جفَّ.
(7)وَغِرَ صدره يَوْغَر بالفتح ويَوْغِر بالكسر: امتلأ حقداً وتوقَّد غيظاً.
(8)وَحِرَ يَوْحَر بالفتح ويَوْحِر بالكسر: إذا اشتد غضبه.
(9)وَلِهَ يَوْلَه بالفتح، ويَوْلِه بالكسر: حزن حزناً شديداً أذهب عقله.
(10)وَهِلَ يَوْهَل ويَوْهِل فزع، وكذلك عن الشيء نسيه.
والفتح على القياس، والكسر على الشذوذ.
وجمع المصنِّف هذه الأفعال بقوله في لامية الأفعال:
وجهان فيه من أحْسِب مَع وَغِرَت وحِرْت أنعم بَئِسَت يَئِسَت أوله يبس وهلا
فهذه تسعة أفعال يجوز فيها فتح عين المضارع على القياس وورد فيها كسرها شذوذاً. وذكر صاحب مناهل الرجال ومراضع الأطفال بلبَان معاني لامية الأفعال أربعة أفعال أخرى تفتح عين مضارعها وتكسروهي:
وَلِغَ الكلبُ يَوْلَغ ويَوْلِغُ إذا شرب بأطراف لسانه، أو أدخل فيه لسانه وحرَّكه.
= و: وَبِقَ يَوْبَقُ ويَوْبِقُ إذا هلك.
*************************
وبِكَسْرٍ وَحْدَهُ مضارع: " وَرِثَ "، و " وَلِيَ " 1، و " وَرِعَ " 2، و " وَثِقَ " 3، و " وَمِقَ " 4، و " وَفِقَ " 5، و " وَرِمَ " 6، و" وَرِيَ المخ "، أي اكتنز 7.
و: وَحَمِت المرأةُ تَوْحَمْ وتَوْحِم وَحماً إذا حبلت واشتدت شهوتها لبعض
المأكل.
و: وَزِعَ يَوْزَعُ وَيَوْزِعُ بالفتح والكسر ومعناه كَفّ ومنع.
ينظر الكتاب 4/54، وشرح الشافية للرضي 1/136، ومناهل الرجال ص 35، والمفتاح في الصرف ص 37، والأفعال لابن القطاع 1/12، ونزهة الطرف ص 103، وشرح الملوكي ص 42، والمزهر 2/37، ودروس التصريف لمحمد محي الدين ص 94
شرح الأرقام
(1)ولي فلاناً يليه ولياً: دنا وقرب منه، وولي الشيء وعليه يَلِي بالكسر أيضاً إذا قام به وملك أمره، وولي الرجل إذا نصره، وولي البلد إذا سلط عليه. ينظر القاموس (الولي )، ومناهل الرجال ومراضع الأطفال ص 35
(2)وَرِعَ يَرِع بالكسر وَرَاعة إذا كفّ عنه.
أمَّا وَرِعَ عن المعاصي والشبهات ورعاً ووروعاً فهو بالوجهين: الكسر والفتح. ينظر الكتاب 4/54، وشرح الشافية للرضي 1/136، والتسهيل ص 195، وشرح التسهيل لابن مالك 3/438، والمساعد 2/588،ومناهل الرجال ص 35
(3)وَثِقَ به قوى اعتماده عليه وائتمنه. ينظر الصحاح ( وثق )، ومنهل الرجال ص 36
(4)وَمِقَ يَمِقُ مِقَةً ووَمْقاً أحب. ينظر الصحاح ( ومق ).
(5)وَفِقَ: يقال: وَفِقْتَ أَمْرَك تَفِقُه أي صادفته مُوَافِقاً. الصحاح ( وفق ).
(6)وَرِمَ العضو يَرِم: دخله الوَرَم. ينظر القاموس ( ورم ).
(7)وَرِيَ المخ اكتنَز واشتدَّ وامتلأ وهو من علامات السمن.
اقتصر ابن مالك في التسهيل ولامية الأفعال على هذه الأفعال الثمانية، ولكن بعض العلماء أوصلها إلى عشرين فعلاً. ينظر مناهل الرجال ومراضع الأطفال بلبان لامية الأفعال ص 35-36، ودروس التصريف لمحمد محي الدين ص 93، والمغني في تصريف الأفعال ص 154.