تنتشر بين الناس معلومة خاطئة عن أول رسول بعد آدم -عليه الصَّلاة والسَّلام- حيث يعتقد أغلب الناس أنَّ أول رسول الله بعد آدم هو إدريس -عليه السَّلام- وهذا القول ليس لديه دليل أو شاهد يستند أصحابه عليه، والصحيح هو أنَّ رسول الله نوحُ -عليه الصَّلاة السَّلام- هو اول رسول يبعثه الله -سبحانه وتعالى- ليبلغ شرع الله لقومه بعد نبيه آدم -عليه السَّلام- وهذا ما أشار عليه كتاب الله تعالى في سورة النساء في قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}
نوح -عليه السَّلام- هو أول رسول يبعثه الله بعد آدم كما صحَّ واتفق أهل العلم، وقد جاء ذكر رسول الله نوح في كثير من السور القرآنية في كتاب الله، كسورة آل عمران والنساء والمائدة وسورة الأنعام وسورة نوح التي اختصَّتْ بسَرْدِ أحداثِ قصَّته، وتقول قصة نبي الله نوح -عليه السَّلام- إنَّ هذا النبي بقي في قومه وعاش بينهم يدعوهم إلى الإيمان مدة ألف سنة إلَّا خمسين عامًا، ثمَّ يأمره الله -سبحانه وتعالى- ببناء سفينة كبيرة ويحذره من أنَّ الأرض ستغرق بأكملها فأخرج معك في السفينة من كلِّ زوج اثنين، ثم يفور الماء من باطن الأرض ويبدأ الطوفان العظيم، قال تعالى: {حتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِي