أول من أسلم من الرجال

الكاتب: علا حسن -
أول من أسلم من الرجال.

أول من أسلم من الرجال.

 

 

مكانة أبي بكر الصديق

كانت لأبي بكر رضي الله عنه مكانة كبيرة في قريش، وعندما أسلم أبو بكر رضي الله عنه أظهر إسلامه ولم يخفِه، ودعا إلى دين الله عز وجل، وإلى تصديق رسوله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر رجلاً محبباً لدى قومه، ليّناً سهلاً، وكان أنسب قريش لقريش وهو أعلم قريش بها، وما فيها من خيرٍ وشرٍ، وكان أبو بكر تاجراً، يتميّز بأخلاقه الرفيعة، وكان الرجال من قومه يأتونه، ويستشيرونه في أمورهم؛ وذلك لعلمه وتجارته، وما يجدونه من حسن مجالسته، فأصبح يدعو الناس إلى الله عزّ وجل، ويدعو إلى الإسلام كلّ من وثق به من قريشٍ ممن كان يجلس إليه، فأسلم على يدي أبو بكر الصديق: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص.


وكانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أول من اتَّبع الرسول صلى الله عليه وسلم من النساء، ومن الصبيان علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن الموالي زيد بن حارثة رضي الله عنه، ومن الرجال أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

 

الهجرة إلى المدينة

قال الله تعالى: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، عندما أَذن الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة إلى يثرب همّ أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه بالهجرة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً)، ففهم أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قصده بالصاحب، وعندما تجهّز أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه للهجرة إلى يثرب (المدينة المنورة) قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي، قال: وهل ترجو بأبي وأمي أنت؟ قال: نعم)، فلم يخرج أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه في طريقه للهجرة إلّا عندما أُذن للرسول صلى الله عليانت بعد ذلك أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تأخذ لهما الطعام في مخبأهما، ولمّا لم تجد يوماً رباطاً تحمل فيه الطعام، قطعت أسماء بنت أبي بكر قطعةً من نطاقها لتربطه وتضع فيه الطعام؛ ولذلك سُمّيت بذات النطاقَين، وسلك الرسول وأبو بكر طريقاً غير طريق يثرب، فبدلاً من أن يتجها نحو الشمال، ذهبا إلى الجنوب، ولمّا خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة نظر إليها وقال: (والله إنك لأحب أرض الله إلي، وإنك لأحب أرض الله إلى الله، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ماخرجت)، فكان أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم ورفيقه في السفر، وعندما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يثرب استقبله أهلها استقبالاً حافلاً وسُميت بالمدينة المنورة.

شارك المقالة:
52 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook