تميّز الدّين الإسلامي عن غيره من الأديان بأنّه كان مهيمناً عليها خاتماً لها، ومنذ أن حمل النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام هذه الرّسالة العظيمة ونورها ينتشر في البلاد وفي قلوب العباد، حتّى كان النّاس يقبلون على الإيمان بهذه الرّسالة حبّاً لشرائع الدّين الإسلامي التي جاءت لإنقاذ البشريّة من ضلالاتها وتحقيق السّعادة لها في الدّنيا والآخرة.
عرّف العلماء الرّدة لغةً الرّجوع عن الأمر، وفي الاصطلاح هي حلّ العقد الإيماني بين العبد وربّه، أو هي الخروج من ملّة الإسلام ودائرته بالكفر به بعد الإيمان.
بعد وفاة النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام ارتدّت كثيرٌ من قبائل العرب عن الإسلام، وقد كانت ردّتهم تنحصر في مظهرين، فمنهم من امتنع عن دفع الزّكاة التي كان يدفعها المسلمون إلى بيت مال المسلمين أيّام حياة النّبي عليه الصّلاة والسّلام، فاعتبر مرتداً، لأنّ الزّكاة هي فرض ويجب أن تؤدّى ويقاتل مانعها أو منكرها.
أما المظهر الآخر فيمثل في الخروج من الملّة كما فعلت قبيلة أسد التي ينتمي إليها مدّعي النّبوة الكاذب طلحة بن خويلد، وعرف من أوائل الذين ارتدوا عن الإسلام الأسود العنسي في اليمن، حيث ادعى النّبوّة أيّام حياة النّبي عليه الصّلاة والسّلام، وارتد من القبائل قبيلة هوازن وغطفان وطيء ومعظم قبائل العرب، وقد حاربهم الخليفة أبو بكر الصّديق رضي الله عنه حتّى أعاد جزيرة العرب إلى حمى الإسلام.