اختلفتْ طرق إلقاء التحيّة من أمّة لأخرى، فمنهم من كانت تحيّتهم بالانحناء أو بالإشارة بالكفّ أو بالكلام، وقد اختار الله سبحانه وتعالى للمسلمين تحيّةَ السلام بقولهم: السلامُ عليْكم، وهي أعظمُ تحيّة في التاريخ، وقد حثّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين عليها، على عدم ردّ السلام بتحيّات الأمم الأخرى.
أوّلُ من قال السلام عليكم هو آدم -عليه السلام-، وقد جعلها الله تحيّتَه وتحيّة ذريتِه من بعده، وجاء في الحديث الشريف أنّ الله لمَّا خلق آدمَ عليه السلام- ونفخ فيه الرُّوحَ عطسَ فقال الحمدُ للهِ ، فقال له ربُّه: رحمِك اللهُ يا آدمُ ، وقال له: يا آدمُ اذهبْ إلى أولئك الملائكةِ، إلى ملأٍ منهم جلوسٍ، فقلْ: السَّلامُ عليكم، فقالوا: وعليك السَّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، ثمَّ رجع إلى ربِّه عزَّ وجلَّ، فقال: (هذه تحيَّتُك وتحيَّةُ بنيك).
السلامُ من التسليم، وهو السلامة من أيِّ مرضٍ أو أذىً، فعندما يحيّي المسلم أخيه المسلم بالسلام عليكم، كأنّما يدعو له بالسلامة والعافية كأن يقولَ له: حفظكَ اللهُ ورعاك، والسلامُ أيضاً اسمٌ من أسماء الله الحسنى، وبه يلقي المسلم التحيّة على أخيه المسلم ويخبره أنه سالمٌ منه ولا خوفَ عليه، وقيل إنّ السلامة لا توجد إلا في الجنّة، لأنّ السلامة الدائمة التي لا تنقطعُ لا تكون إلا في الجنّة، حيث لا مرضٌ، ولا سقمٌ، ولا موتٌ، ولا فقرٌ، وبهذا فقد يكونُ المقصود بها هو الدعاء للمؤمن بأنَ يكون من أهل الجنة، لقوله تعالى: (لهم دارُ السّلامِ عندَ ربّهم).
موسوعة موضوع