من المعلوم أنَّ القرآن الكريم نزل في شهر رمضان المبارك الذي اصطفاهُ الله على سائر الشهور ليتنزّل فيه الوحي على قلب الرسول .وقد جاء في مُحكم التنزيل من كلام الجليل:{ شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيّناتٍ من الهدى والفرقان}. وهذه الآية الكريمة دليل على أنَّ القرآن أنزل في شهر رمضان الذي لذلك الشرف العظيم نال رفعةً وقداسة في الحضرة القدسية. وقد كان ابتداء نزوله ليلة السابع والعشرين حين كان النبي محمد الصادق الأمين وقد بلغ من العمر الأربعين يتحنّث وحده في غار حراء في أعلى الجبل وقد انقطع إلى الله وتبتّل وجلس يتفكر ويتأمل وبينما هو كذلك في خلوته الروحانية جاءهُ روح القدس وأمين الوحي الملاك جبرائيل عليه السلام فضمّهُ إلى صدره ضمّةً شديدة ثم أرسلهُ فقال إقرأ. قال: ما انا بقارئ فضمّهُ مرة أخرى ثم أرسلهُ وقال له: إقرأ. فردَّ عليه الجواب نفسه ثم ضمّهُ مرة أخرى وقال له مثل مقالته الأولى ثم أخذ يردد عليه كلام الله تعالى:{إقرأ باسم ربك الذي خلق.*خلق الإنسان من علق *إقرأ وربك الأكرم *الذي علَّمَ بالقلم* علّمَ الإنسان ما لم يعلم}. فكانت هذه الآيات الكريمة بداية نزول القرآن الكريم على قلب نبينا الكريم المبعوث رحمةً للعالمين عليه صلوات الله وسلامه في كل حين.