تقع دولة بوتان في قارّة آسياً تحديداً في الطّرف الشّمالي لجبال الهمالايا؛ حيث تحدّها من الجهة الشّماليّة والشّرقيّة جمهوريّة الصّين الشّعبيّة، ومن الجهة الجنوبيّة والغربيّة الهند، وتُعدّ من الدّول الدّاخليّة التي ليس لها منفذٌ على البحر، ولكنّ خليج البنغال هو أقرب السّواحل لها من الجهة الشّمالية بمسافة 530 كم، ومن الدّول المجاورة لبوتان من الجهة الغربيّة نيبال، وتفصلها عنها ولاية سيكيم الهنديّة، ومن الجهة الجنوبيّة بنغلاديش وتفصلها عنها ولاية البنغال الغربيّة.

 

 

يُطلِق سكّان بوتان على أرضهم أرض التنّين، ولكن سُمِّيت قديماً بعدّة مُسمّيات، مثل: (لو مون) وتعني بلاد الجنوب المظلمة، و(لو تسيند ينيو نغ) وتعني بلاد السّند الجنوبيّة، و(لو مين خازي) وتعني البلاد الجنوبيّة ذات الأطراف المترامية، و(لو مين يونغ) أي البلاد الجنوبيّة ذات الأعشاب الطبيّة، كما تعني عند التبتيّين (بوتا أنتا) أي نهاية التّبت، لأنّها تقع في الطرف الجنوبيّ لهضبة التّبت، وترجع أصول كلمة بوتان إلى اللغة السّنسكريتيّة وتعني الأراضي المرتفعة.

 

 

تبلغ مساحة دولة بوتان ما يساوي 46620 كم²، وهي تساوي تقريباً مساحة سويسرا في أوروبا؛ لذلك تُلقَّب هذه الدولة بلقب سويسرا الآسيويّة، وتُعدّ مدينة تيمبو أو تيمفو(Thimphu) هي العاصمة، ويوجَد في بوتان قممٌ جبليّة مرتفعة؛ فأعلى قمّة فيها تتجاوز 7000 متر عن سطح البحر، وأبرزها قمّة كولا غانغري بارتفاع 7554 متراً، وتقع على الحدود الشماليّة مع الصّين، وقمّة تشومو لهاري بارتفاع 7314 متراً على الحدود الغربيّة مع الهند.

 

 

البوذيّة هي الدّيانة الرسميّة في بوتان؛ إذ يعتنق 90%من سكانها البوذيّة، ونسبة 10% منهم يعتنقون الدّيانة الهندوسيّة، حيث انتشرت البوذيّة في بوتان خلال فترة القرن السّابع بعد الميلاد؛ نتيجة وقوعها بالقرب من الهملايا التي تحتضن ما يقارب 108 معابد بوذيّة؛ لنشر الديانة البوذيّة في أنحاء التبت جميعها.

 

تأثّرت بوتان كثيراً بثقافة التّبت؛ حيث ينحدر الشّعب البوتانيّ في أصوله من أصول الشارتشوب التي تتمركز في الجهة الشرقيّة للبلاد وتعتنق البوذيّة التبتيّة دروكبا كاجيو، وفي غرب البلاد تُعدّ سلالة النغالوب هي الأكثر انتشاراً في تلك المناطق، وترجع في أصولها كذلك إلى هضاب التبت.

 

لغة الدزونخا هي اللغة الوطنيّة للبلاد التي تتشابه مع اللغات التبتية التي يبلغ عددها 53 لغة تبتيّة، ويتحدّث السكان أيضاً لغاتٍ أخرى، مثل: النيباليّة، والهندواريّة، وكذلك تُدرَّس اللغة الإنجليزيّة إلى جانب اللّغة الوطنيّة؛ للنّهوض بالدّولة في المشاريع الاقتصاديّة كافّة.