فرانكفورت هي العاصمة لولاية هسن، وهي عاصمة ألمانيا الاقتصاديّة؛ حيث توجد بها العديد من المؤسسات التجارية والماليّة الكبرى في ألمانيا وأوروبا كلها، بالإضافة إلى كونها مدينة كبرى من الناحية الثقافيّة والعلميّة في ألمانيا. وتشتهر فرانكفورت بالمباني الشاهقة الارتفاع، بالإضافة إلى أنّها تحتوي على أكبر مطارات ألمانيا، وكانت المدينة تاريخيّاً من أهم المدن في الغرب الأوروبي وعاصمةً ثانية لألمانيا. ومن أشهر مواليد تلك المدينة المسرحي والأديب الألماني الأشهر على الإطلاق يوهات غوتة الّذي ولد في عام ألفٍ وسبعمائة وتسعةٍ وأربعين.

 

 

تقع فرانكفورت في جمهوريّة ألمانيا الاتّحادية في الوسط الغربي من البلاد، وتسمّى بالألمانية فرانكفورت أم ماين وذلك لوقوعها على ضفاف نهر الماين. تنقسم المدينة إلى قسمين، الأوّل: على الضفّة الشرقية لنهر الماين، ويضمّ المدينة القديمة بأحيائها التاريخية التي يقطنها العديد من التجّار والحرفيين والطلبة الّذين جاؤوا من مختلف أنحاء البلاد للدراسة في الجامعة، وعلى الضفّة الغربية من النهر توجد المدينة الجديدة التي تتميّز بمبانيها الشاهقة ذات الطابع الحداثي، ويقطنها رجال الأعمال وموظّفو الشركات الكبرى.

 

 

لقد كان لموقع المدينة الجغرافي أكبر تأثير على نشاطها الاقتصادي؛ حيث أدّى وقوعها في وسط البلاد إلى تقاطع طرق المواصلات الكبرى والحيويّة فيها؛ حيث توجد بها مراكز للسّكك الحديدية، بالإضافة إلى وقوعها في منتصف الطرق البريّة في ألمانيا، والنهريّة لوقوعها على ضفاف نهر الماين، والجويّة لموقعها الممتاز في أوروبا، وهذا أدّى إلى أنّ مطارها أصبح المطار الثاني في أوروبا من حيث نسبة الإشغال. وبسبب هذا الموقع أصبحت المدينة مركزاً تجاريّاً بامتياز؛ حيث توجد بها أكبر بورصة في البلاد، كما تمّ اختيارها لتصبح مقرّ البنك المركزي الأوروبي، بالإضافة إلى بنوك أخرى ومؤسّسات مالية عديدة أشهرها: البنك الاتّحادي الألماني؛ وهو أكبر وأهم البنوك الألمانيّة. وتمتاز المدينة بالعديد من المباني الشاهقة التي بنيت لأغراضٍ إداريّة فقط؛ حيث توجد فيها مقرّات الشركات والمؤسسات التجارية.

 

 

إلى النشاط التجاري والمالي الذي تشتهر به المدينة فإنّها توجد بها نهضةٌ صناعيّة كبيرة؛ حيث بدأت مرحلة التصنيع في فرانكفورت في بدايات القرن التاسع عشر، وأصبحت المدينة من أهمّ المدن الإنتاجيّة للصناعات الكيماويّة، وصناعات السيارات؛ حيث يوجد بها مقر ومصنع شركة أوبل العالميّة، وصناعات المنسوجات والحلويّات، ومصانع الورق، ومطابع الكتب، ويتمّ تنظيم معرض فرانكفورت الدولي للكتاب كلّ عام، ويحضره العديد من الناشرين من كلّ أنحاء العالم، وتعرض فيه للبيع آلاف الكتب، ويعدّ من أهم عوامل الجذب السياحي السنوي في المدينة.