محافظة شرورة

 تعتبر محافظة شرورة من المحافظات الجنوبية في السعودية، وتقع بالتحديد في الجزء الجنوبي الغربي من صحراء الربع الخالي، كما يطلق عليها بعروس الربع الخالي، لما تمتاز به من جمال الطبيعة الصحراوية، وأجوائها النقية الصحية غير الملوثة بالمخلفات الصناعية، تحيط بها الرمال من ثلاث جهات، الشمالية والشرقية والغربية، أما الجهة الجنوبية فهي عبارة عن منطقة صخرية، ومن خلال شرورة يمكن العبور لجمهورية اليمن، إذ إنها تعتبر بوابة المملكة الجنوبية على اليمن، وتبلغ مساحتها 43كم²، كما تتبعها العديد من القرى والمراكز، مثل: أم البراميل، والوديعة، ومجة، والقراين، وتماني، وحمراء نثيل، وبهجة، وقلمة خجيم، وأم غوير، وقلمة سلطان، وأم الملح.

 

تسمية شرورة

ترجع تسمية شرورة بهذا الاسم إلى الشرر المتطاير نتيجة اصطدام الصخور الصغيرة الحجم ببعضها أثناء مشي الجمال عليها محدثة بذلك الشرر المضيئ، وقد أطلقه عليها العرب من أهل الهجن، كما تسمى بحيرة شرورة أي المكان الذي يتجمع فيه الماء، وتصب فيه السيول، وتعتبر في الوقت الحالي موقعا مناسبا لإقامة سباق الهجن المعروف فيها.

 

 تاريخ شرورة

 تعتبر شرورة منطقة رملية صحراوية لذلك لم تكن في السابق مأهولة بالسكان، حتى أن قوافل الجمال كانت تمر بطرق أخرى بعيدة عن شرورة، ومع مرور الزمن لجأ إلى شرورة العديد من السكان، على شكل هجرات متتالية، إما للبحث عن الماء ورعي الإبل، أو الهرب من الحروب التي دارت في اليمن قديمًا، والبعض الآخر طلبًا للتجارة، وبذلك ازدادت الكثافة السكانية في شرورة.

 

جغرافية شرورة 

 تمتاز شرورة بطبيعتها الصحراوية تحيط بها رمال صحراء الربع الخالي من ثلاث جهات والجهة الرابعة وهي الجنوبية تمتاز بطبيعتها الصخرية، إذ إن أغلب مساحتها منطقة صحراوية، لذا يسودها المناخ شبه الصحراوي الجاف، فترتفع درجات الحرارة صيفا وتنخفض شتاء، وتتساقط عليها الأمطار في فصل الشتاء فتتشكل بذلك الأودية.

 

خدمات شرورة الحكومية

 قامت حكومة المملكة بتأسيس أول مركز إداري في شرورة عام 1375هـ، ومنذ ذلك الحين والمنطقة في تطور متسارع، حيث تقدم الخدمات المتنوعة للمواطنين، فتأسست بلدية شرورة عام 1395هـ، التي ارتبطت بالوزارة ثم بالمديرية العامة للشؤون البلدية بالمنطقة الوسطى ثم بالمديرية العامة للشؤون البلدية بالمنطقة الجنوبية، كما تم ربط بلدية شرورة مع بلدية منطقة نجران عام 1404هـ، وكانت البلدية بداية فئة (د) وفي ميزانية عام 1417/ 1418هـ تم رفع فئتها إلى درجة (ج)،

يوجد في شرورة مراكز وخدمات حكومية عديدة وهذا يدل على تطورها وحسن تنظيمها منجه الحكومة السعودية، مثل دائرة التحقيق والادعاء العام، وفيها محكمة قضائية وتحتها مكاتب عدل رئاسية، ووحدة السجن العام، بلدية المحافظة، وشرطة المحافظة، وشعبة المرور، ومكتب الأحوال المدنية، ومكتب جوازات الأجانب، ومركز سلاح الحدود، ووحدة سجن، ومركز أمن الطرق، مكتب لمديرية المياه، ومكتب لوزارة المالية، ومكتب لوزارة الزراعة، ومكتب فرع بنك التسليف السعودي، ومكتب العمل، مكتب لوزارة المالية، ومكتب العمل والموارد البشرية، كما يوجد بها إدارة التربية والتعليم.

 

اقتصاد شرورة

من أهم الأنشطة الاقتصادية التي مارسها أهل شرورة قديماً وحديثاً، النشاط التجاري، وذلك لموقعها الاستراتيجي مع اليمن، فيوجد في شرورة العديد من الأسواق التجارية الحديثة المتخصصة في تجارة الملابس، وأسواق الأثاث، والأواني المنزلية، وأدوات الزينة، كما يوجد بها مستودعات الأغذية بأنواعها المختلفة، وتصل الخضار والفواكه لشرورة من مختلف مدن المملكة مثل: التمور، والأسماك، واللحوم، كما يعرف أهل شرورة بتجارة المواشي، إضافة لذلك يوجد في شرورة معارض للسيارات: وحراج متخصص ببيع السيارات القديمة والمستعملة.

تشهد شرورة تطوراً متسارعاً في مختلف مناحي الحياة، يظهر التطور العمراني واضحاً فيها، حيث يوجد أماكن للترفيه، وتوجد بها المطاعم التي تقدم الوجبات المختلفة، كما يوجد بها البنوك المصرفية مثل: مصرف الراجحي، والبنك الأهلي، وبنك الرياض، وبها أيضاً مكاتب السفر والسياحة، والعديد من مقاهي الإنترنت ومحلات بيع وصيانة أجهزة الحاسب الآلي.

 

الثقافة في شرورة

 يغلب على محافظة شرورة الطابع البدوي القبلي، إذ سكنت فيها القبائل العربية الأصيلة منذ القدم، لذا يتحدث أهلها اللغة العربية الأصيلة، ويحفظون الأمثال والحكم العربية التي أثرت في نمط حياتهم، ومازال أهل شرورة متمسكين بالعادات والتقاليد العربية التي يعتزون بها، مثل الكرم والجود والشهامة والمرؤة ،كما أنهم يحيون التراث البدوي مثل سباق الهجن الذي يقام في كل عام، ويمارسون هواية القنص في فصل الشتاء، ويقيمون الرقصات الشعبية الأصيلة في المناسبات والأعراس، لذا هي منطقة غنية بالتراث، ومن قبائلها المعروفة قبيلة الصيعر، والنهد، والهمامي، والمنهالي، والكرب آل بريك، وبالعبيد، والمهري، وآل كثيري، وآل يافع، وبها العامري وبعض العوائل العريقة أيضاً، وهي امتداد لمنطقة نجران العريقة و بها قبائل يام ، ولعلّ أكثر قبائل الربع الخالي من القبائل القحطانية مثل: همدان، وحمير، والأزد، وبعض القبائل العدنانية كالدواسر.

 

 التعليم في شرورة 

اهتمت حكومة المملكة بقطاع التعليم في جميع محافظاتها دون استثناء ويظهر ذلك بوضوح من خلال انتشار المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية في محافظة شرورة، للبنين والبنات، إذ يوجد 38 مدرسة للبنين و46 مدرسة للبنات، كما يوجد معهد علمي ومعهد مهني، وأدركت المملكة أهمية وجود الأنشطة الرياضية للشباب لذا وفرت النوادي الرياضية في مختلف المدن والمحافظات، فيوجد في شرورة نادٍ رياضي وصالة رياضية تحت مسمى نادي شرورة الرياضي يلتحق به الشباب لممارسة هواياتهم وأنشطتهم الرياضية.

 

الصحة في شرورة

إن وزارة الصحة في المملكة تولي اهتماماً كبيراً لتقديم الخدمات والرعاية الصحية للمواطنين في جميع المدن والمحافظات، من خلال مستشفياتها ومراكزها الصحية، ويوجد في محافظة شرورة مستشفى عسكري مجهز وفق أحدث التخصصات الطبية والأجهزة الحديثة، كما يوجد مستشفى عام وشامل لجميع التخصصات الطبية، إضافة لمراكز طبية متخصصة كمركز طب الأسنان، ومركز غسيل الكلى، ومراكز الرعاية الأولية، ومستوصف خاص، بالإضافة للصيدليات الطبية.

 

النقل والمواصلات في شرورة

تعتبر شبكة المواصلات والطرق في المملكة حديثة ومتطورة تربط جميع مدن ومحافظات المملكة ببعضها فلايوجد صعوبة في الوصول إلى أية مدينة أو محافظة في المملكة، حيث يمكن الوصول لمحافظة شرورة من خلال عدة طرق، إذ ترتبط بطريق بري من جهة الغرب مع مدينة نجران يبلغ طوله 350كم، ومنه يتفرّع طريق إلى محافظة الخرخير الواقعة في جنوب نجران، ويصل طوله 535كم، ومن الجنوب طريق آخر يصلها بمدينة الوديعة يصل طوله 50كم، ومنها حتى المنفذ السعودي إلى اليمن، كما يوجد في شرورة مطار داخلي تنطلق منه يوميًا رحلات إلى كل من مدينة الرياض، وجدة، وجيزان، والطائف، والمدينة المنورة، ونجران.