تقع مدينة مَدْيَن على بحر القُلزُم بالقرب من منطقة تبوك السعودية، وتقع بين المدينة والشام؛ حيث قال الحازمي: "مدين بين وادي القرى والشام، وقال القاضي أبو عبد الله القضاعي: "مدين وحيّزها من كورة مصر القبلية"، كما ذكرت مدينة مدين في القرآن الكريم؛ إذ يقول تبارك وتعالى: (وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا)، وقيل إنّ مدين هي نفسها كفرمندة من أعمال طبرية، وتعد كفرمندة قرية في الأردن وتقع بين مكة وطبريا.

 

 

مدين هي مدينة قوم نبي الله شعيب عليه السلام، وسمّيت بهذا الاسم نسبةً إلى الشخص الذي بناها، وهو مدين بن إبراهيم الخليل جد شعيب، ومَدْيَن بفتح الميم، وتسكين الدال، وفتح الياء يوجد فيها البئر الذي استقى منه نبي الله موسى عليه السلام لبنات شعيب، وقيل إنّه تمّ بناء بيت فوق البئر، كما توجد في مدين الصخرة التي قلعها نبي الله موسى عليه السلام من فوق هذا البئر، والصخرة موجودة إلى الآن، ويقول كثير عزة في مدين:

 

رهبان مدين والذين عاهدتهم

 

يبكون من حذر العقاب قعودا

 

لو يسمعون كما سمعت حديثها

 

خروا لعزة ركعاً وسجودا

 

 

قامت عدة رحلات استكشافية في مدينة مدين السعودية للعثور على المعالم الأثرية فيها، وكانت من بينها رحلة هاري سانت جون؛ حيث انطلق برحلة استكشافية مكثّفة لأودية، وسهول، وجبال أرض مدين القديمة جداً، والتي يرجع تاريخها إلى أيام سليمان، وإبراهيم، وموسى عليهم السلام، وأيام نبوخذ نصر، وملوك الأنباط الذين حكموا ثمود وعاد، وغيرهم من الملوك الذين سيطروا على الطرق التجارية المهمّة آنذاك، وقد عثر المستكشف جون على نقوش سيناء البدائية الشهيرة، وتبدو هذه النقوش نقوشاً ثمودية في واقع أمرها؛ إذ تمّ العثور عليها في أماكن ممتدّة من المدينة وحتى خليج العقبة.