أين عاش قوم نوح

الكاتب: علا حسن -
أين عاش قوم نوح.

أين عاش قوم نوح.

 

القصة في القرآن الكريم

تعرّف القصة بأنّها الحكاية والخبر، ولقد استخدم القرآن الكريم ذلك الأسلوب، فروى الكثير من قصص الأمم السابقة، ودعوة الأنبياء، وما عانوه مع أقوامهم، وما تعرّضوا له من الأذى، وكيف صبروا وتحمّلوا في سبيل كلمة الله تعالى، وفي سبيل إعلائها، وبالتالي فإنّ تلك القصص القرآنية، هي بمثابة دُربةٍ لكيفية سلوك طريق الدعوة، وخير مثالٍ على ذلك، النبي صلّى الله عليه وسلّم، الذي ضرب الله له تلك الأمثلة في القرآن الكريم؛ دعماً وتثبيتاً له، حيث قال الله تعالى: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ في هذِهِ الحَقُّ وَمَوعِظَةٌ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ)

دعوة نوح عليه السلام لقومه

بعث الله -تعالى- نوحاً -عليه السلام- لقومه، وبدأ بدعوتهم إلى توحيد الله، وإفراد العبادة له، وألّا يشركوا معه في العبادة صنماً ولا طاغوتاً، ومن رحمة وصبر نوحٍ عليه السلام، فقد استخدم مع قومه كلّ الأساليب والوسائل، فدعاهم بالليل والنهار، والسرّ والجهر، وتارةً يرغّب وتارةً أخرى يرهّب، إلّا أنّ ذلك لم ينجح مع قومه، بل ما زادهم إلّا عناداً واستكباراً، فصبّوا له العداوة، وسخروا منه أشدّ السخرية، ومع ذلك ما كان منه إلّا أن استمرّ في دعوته، حيث قال الله تعالى: (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)،بعد تلك المدة الطويلة لم يؤمن به إلّا القليل، فلمّا يئس منهم ومن صلاحهم، دعا عليهم دعوة غضبٍ لله تعالى، فاستجاب الله -تعالى- له، حيث قال: (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ*وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)حينها أمره الله تعالى بصنع سفينةٍ عظيمةٍ، وأن يحمل معه فيها كلّ من آمن، وأن يحمل كذلك من كلّ زوجين اثنين من الحيوانات، فإذا جاء أمر الله -عزّ وجلّ- فلا يراجع قومه، حيث قال الله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُو\ء وعد الله، واستجاب لدعاء نوحٍ عليه السلام، فغرق من قومه كلّ من كفر واستكبر، ولم يبق منهم عين تطرفٍ.

 

أهداف القصة في القرآن الكريم

القرآن الكريم هو عماد لغة العرب، وملاذ الدين الأسمى، ولقد أرسى بين طياته أسساً كثيرةً لحياة الناس، وانتهج في عرض ذلك عدة أساليبٍ، ومنها أسلوب سرد القصة، والتي لها الأثر الكبير في النفس، وفيما يأتي بيانٌ لبعض أهداف وأغراض إيراد القصة في القرآن الكريم

  • لقد بيّنت القصة الغاية الكبرى التي بُعث الأنبياء من أجلها، وهي الدعوة إلى توحيد الله تعالى، والإيمان به، فذلك هو أساس الأديان كلّها.
  • وضّحت القصة الوسائل التي استخدمها الأنبياء أثناء دعوتهم لأقوامهم، وكيف أنّ ردّة فعل الأقوام كانت متقاربةً، وهي الرفض والإنكار والتآمر لقتل الأنبياء.
  • أكّدت القصة على أنّ الغلبة والنصر في الصراعات دائماً للمسلمين، والهزيمة والانحسار للكفار والمتكبّرين.
  • أثبتت القصة بتحقيق وعد الله ووعيده، وأنّ التبشير أو التخويف، كلّها حقائق حصلت، ولكنّ الله يمهل ولا يهمل، فيجعلها تأتي في الوقت المناسب الذي يريد.
  • بيّنت القصة عظمة قدرة الله تعالى، فكانت المعجزات وخوارق العادات التي أجراها الله على يد أنبيائه، من أوضح الشواهد على تلك القدرة.

 

شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook