يقع ضريح سيدي ابو الحجاج الأقصري فوق معبد الأقصر، داخل مسجد “معلق”، العجيب في أمر الضريح الذي يوجد به أبو الحجاج، أنه أقيم فوق كنيسة، تلك الكنيسة كانت قد أنشأت هى الأخرى فوق أحد أروقة معبد الأقصر، وتظهر نوافذ الكنيسة أسفل المسجد ” المعلق” إلى جانب برج الكنيسة الطويل، والذي تراه جيدا عندما تهبط إلى الأسفل داخل معبد الأقصر.
ضريح سيدي ابو الحجاج الأقصري، أكثر الأضرحة الشهيرة بالأقصر بسبب كراماته كبيرة جدا، حتى وصلت تلك الشهرة للأجانب الذين يأتون خصيصا لزيارته، والتي لا يصدقها الكثير إلا إذا رأى بنفسه، وأشهر الكرامات ليست فقط مرتبطة بأنه من أهل التصريف الذي يقضى عنده الحاجات بل أكثر من ذلك، الإجابة فيما أسرده في السطور التالية، بالقرب من أبو الحجاج مسجد فخم وجميل وبالسؤال عن هذا المسجد فوجئت أنه بالأصل كان معد لنقل ضريح أبو الحجاج، لكن أبو الحجاج رفض، نعم رفض، القصة لن يصدقها إلا من شهدها وأهل التصوف فقط، ويتداول أهل الاقصر سواح الأقصر سواء مصريين أو أجانب قصتين شهيرتين أولها عندما حاولوا نقل الضريح وذلك أكثر من مرة كانت الكراكات تقف ولا تتحرك مما جعل محافظ الأقصر في ذلك الوقت يأمر بوقف التنفيذ ويتركون كل شيء كما هو، أما اشهر قصة هو أصاب الضابط الذي أشار للعاملين بأن يهدموا الضريح فورا حيث أصيب بالشلل أثناء إصداره الأوامر
والحقيقة أن في مصر أضرحة ينطبق عليها نفس الشأن ربما أرويها مرة أخرى في رحلة من رحلاتي، فكم حاولوا إزالتها لكن فشلوا مما جعلهم يصنعون طريقا هنا او هنا بعيدا عن صاحب هذا الضريح والمعروف في أهل التصوف أن الضريح الذي لا يستطيع أحد نقله فقد اختار صاحبه مكانه ولا يتنازل عنه أبدا ويكون صاحب الضريح من أكابر الأولياء حتى أن قصة خوشيار زوجة الخديو إسماعيل عندما هدمت أضرحة لتجعل تلك المنطقة مخصصة لمقابر الأسرة الحاكمة تعتبر نموذج لأن فعلها أصابها بغضب هؤلاء الأولياء وأصيبت عقبها بالجنون.
وأعود مرة أخرى للزاهد يوسف الشهير، بأبو الحجاج الذي جاء إلى مصر في العهد الأيوبي كما يسجل التاريخ ويعود نسبه لمولانا الحسين، ضريح أبو الحجاج الذي تم بناؤه داخل مسجد قيل أنه هو الذي أنشأه لا يوجد به هو وحده، بل اثنان من تلاميذه، وابنه السيد عبد المعطي.
وخارج المسجد جواره مباشرة يفصل بين ضريحه هو وتلاميذه وبين ضريح ابن عمه سور حيث يقع ضريح ابن عمه في نفس المربع المرتفع عن الأرض والذي نصعد إليه بسلالم، حيث بنى المسجد، والمثير في الأمر ان ضريح أبو الحجاج يقابله مباشرة باب وراءه ضريح وكتب على الباب السيدة “تريزا” رضى الله عنها، ويطلب عامل المسجد قراءة الفاتحة لها ويثير العجب أن الاسم لامراة نصرانية كانت تعيش في الكنيسة المشيدة فوق معبد الأقصر، لكن تتداول القصص أن أبو الحجاج عندما اختار ذلك المكان وهو معبد الأقصر لبناء مسجده اختار الرواق الذي بنيت عليه كنيسة وبنى مسجده فوق تلك الكنيسة وكانت السيدة “تريزا” هناك عندما ذهب وقيل أنه تزوجها لكن احتفظت باسمها رغم إسلامها.
داخل المسجد ترى تلك العواميد الفرعونية ذات النقوش، والتي تقع الأضرحة جوارها.
أمام المسجد وفي ساحته تجد طيور “الحمام” وكأنك في الحرم وهذا ما يثير انتباه الناس لذلك فهم يرونها بقعة مباركة حتى أن نزلت لمعبد الأقصر تجد تلك الطيور محيطة بهذا الركن وتبني فيه عششها
كانت السيدة زيزي، وهى امرأه كبيرة في العمر كانت مصاحبة لي في رحلتي وكنت أتحدث معها عن أبو الحجاج، والدعاء عنه، لتقاطعني ايوة كراماته حقيقية، ثم فاجئتني وقالت إنها ذهبت هناك أثناء جولتنا في معبد الأقصر وظلت تبكي بسبب مشكلة ما أدت للقطيعة بينها وبين ابنها وعندما همت للخروج من المسجد وجدت هاتفها يرن ووجدت ابنها يتصل بها ويخبرها انه سيفعل ما تريد وانه يحبها وظل يعتذر
ضريح صغير يبدو أنه مبني من الطوب اللبن، وشكل البناء من أعلى كالقبة، وهو موجود في بداية مدخل معابد الكرنك، لكن له مدخل مختلف رغم انه يبدو غير ذلك، ويقال أن صاحب الضريح أحد علماء الأزهر
فتح الشيخ أحمد رضوان، أحد أكابر أولياء الصعيد، لنا الباب ودعانا لزيارته، كما يعرف الصوفيين لا يزور شخص أحد من آل البيت او الأولياء إلا بدعوة، وإن رفضوا زيارتك وقف في طريق عوائق تعطلك وتمنعك من الزيارة حتى لو وصلت على أعاتبهم أغلقوا الباب في وجهك، يقع ضريح الشيخ أحمد رضوان، في قرية البغدادية على بعد دقائق قليلة من الأقصر المدينة، و من اللافت أنه بمجرد وصولك إلى الأقصر تجد المحلات والسيارات تضع صورة للشيخ، الذي توفى في ستينيات القرن الماضي.
يقع ضريح مولانا الشيخ رضوان، داخل ساحة تحمل اسمه وجوار مسجد تم بناؤه بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر والذي يقع أيضا داخل الساحة، وقد أكد لي حفيد الشيخ أن جده اختار هذا المكان ليدفن فيه بعدما رأى رسول الله، صل الله عليه وسلم يقف في نفس البقعة.
الضريح ليس فقط قبلة للمصريين بل حتى للأجانب فقد التقيت بعجوز روسية، قيل أنها أعلنت إسلامها وجاءت لزيارة الشيخ والتبرك به
الساحة دائما عامرة بالمحبين وجلسات الذكر، وقد صادف وجودي حفلا للذكر، حيث يقدم وجبة العشاء للمدعوين، وبعد الطعام وصلاة العشاء يبدأ حفلة الذكر بالقرآن الكريم ثم بالابتهالات الحفل كان مزدحم بالحضور بشكل كبير، الشيخ مصطفى حفيد مولانا أحمد رضوان، الذي أكرمني بالضيافة، أكد أن جده، أوصاهم بعدم التفرقة بين الغني والفقير لتكون الساحة عامرة دائما
بداخل الضريح نفسه لافته كبيرة عليها نسب الشيخ الذي يمتد إلى سيدنا الحسن بن علي رضى الله عنهما، كذلك لوحة تحمل وصاياه.