أيها الملتزم هل تذكر أيام سعادتك؟

الكاتب: المدير -
أيها الملتزم هل تذكر أيام سعادتك؟
"أيها الملتزم، هل تذكر أيام سعادتك؟

 

أخي وحبيبي (الملتزم):

هل تذكر كيف كانت بدايتنا وكيف هو حالنا الآن؟

هل تذكر أيام سعادتك؟

هل تذكر وقتما كنت تنتهي من حفظ وجه أو نصف وجه من القرآن فتغمرك السعادة.

هل تذكر حين كنت تمشي المسافات الطويلة لتلحق بدرس في مسجد بعيد سيرًا على الأقدام.

هل تذكر فرحتك وأنت تثني الركب في مجلس علم وأنت جالس بين الإخوان.

هل تذكر حين كنت توفر من مصروف جيبك لكي تشتري كتابًا أعجبك.

هل تذكر رفيقك الذي لطالما ذهبت وجئت معه وكم باعدت بينكم الأيام.

هل تذكر حين كنت تستيقظ لصلاة الفجر في الشتاء البارد في خفة ونشاط.

هل تذكر حين كنت تجلس بعد صلاة الفجر في مصلاك لتصلي ركعتي الضحى طلباً للثواب.

هل تذكر وقت رجوعك للبيت بعد صلاة الضحى (وسماعك صوت العصافير، والناس يفتحون الدكاكين، وتسمع آيات من الذكر الحكيم في إذاعة القرآن).

هل تذكر الصلاة في الجماعات وكم كنت حريصاً عليها.

هل تذكر أول مصحف اشتريته، وأول قميص أبيضًا، وأول سواك.

هل تذكر كم كنت نشيطا في زيارة الأرحام والسعي في مساعدة الناس.

هل تذكر حين كنت تسارع لصلاة الجنازات طلبًا في القيراط.

هل تذكر سماعك للخطب والدروس في المسجل وكم كانت تَعْلو بهمتك، وتزيد من نشاطك في مواصلة السير إلى الله.

هل تذكر كم كان فرحك لرؤية العلماء والسفر إليهم لسماع درس أو خطبة.

هل تذكر كم كانت الدنيا جميلة والعبادة ميسرة وسهله على القلب.

هل تذكر وقت همتك، ونشاطك في الدعوة إلى الله.

هل تذكر وقت كنت تبكي من خشية الله فتطهر بها من آلام.

 

كيف أنت الأن؟

صدرك مقبوض؟

قصرت فيما كنت عليه من جميل الطاعات؟

فرطت في مصدر راحتك وسعادتك؟

العمر تقدم بك، ابتعدت عن الصالحين، أهملت العلم؟

تشعر بالضيق، وكأنك وحدك؟

ذهبت سعادتك؟

تخاف من نهايتك؟

تشتاق لأيام علو همتك؟

 

أخي وحبيب: همنا واحد، مصيبتنا واحدة، أسباب ضيقنا واحد.

 

وأما العلاج:

فبالرجوع إلى ما كنا عليه في بدايات الالتزام.

أحضر مصحفك، راجع قرآنك، ابحث عن رفيقك.

ارجع إلى مسجدك، والزم شيخك، وطهر قلبك.

حدد يومًا لزيارة الأرحام، ويومًا لزيارة القبور، واحرص على صلاة الجنازات.

أعد سماع الخطب التي كانت تؤثر فيك قديمًا من حين لآخر.

تذكر كل ما كان منك في بداياتك الأولى، من جميل الخصال وأنواع العبادات، فَعُد إليها، واجعلها بداية جديدة، وكأن اليوم هو بداية التزامك الثاني.

ادع الله كثيرًا أن يثبتك، وأن يحسن خاتمتك، وأن يرزقك السعادة التي كنت عليها؛ لتفوز بجنة الدنيا وبجنة الآخرة.


"
شارك المقالة:
28 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook