إقناع الفتاة بالحجاب وأفضل أسلوب لذلك.

الكاتب: حنان حوشان -
إقناع الفتاة بالحجاب وأفضل أسلوب لذلك.

إقناع الفتاة بالحجاب وأفضل أسلوب لذلك.

 

نظرة الإسلام للمرأة

 
نظر الإسلام للذكر والأنثى نظرة تكريم؛ فقال الله تعالى: (وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ)،[] وأنّهما نوعان لجنسٍ واحدٍ، ولكلّ منهما خصائص ومزايا حسب ما اقتضته حكمة المولى -سبحانه وتعالى- من الفطرة التي فطرهم عليها، ومن ذلك أن جعل الأنثى ذات طبيعة رقيقة، وحتى لا تطغى أنوثتها على كلّ من يراها أوجب الإسلام عليها الحجاب على غير المحارم من الرّجال، فما هو الحجاب الشرعيّ، وما هو حكمه وشروطه، وكيف يمكن إقناع الفتاة المسّلمة به؟
 
 
 

كيفيّة إقناع الفتاة بالحجاب

 
تحتاج الفتاة غير الملتزمة بالحجاب الشرعيّ إلى التّذكير بفوائد الحجاب وفضله وأثره في حياة المسلمين على مستوى الأفراد والجماعات، ومن ذلك تذكير الفتاة المسلمة بالأمور الآتية:[]
 
أنّ الحجاب الشرعيّ أمرٌ إلهيّ واجب الاتّباع، ولا يخضع لهوى النّفس، والمرأة المسلمة بحجابها تستجيب لأمر الله -سبحانه وتعالى- الأعلم بما يصلح حالها وحال المجتمع من الفساد الأخلاقيّ وانتشار الرذيلة.
إنّ الحجاب يحجب الشّيطان عن المرأة المسلمة ويعصمها من شروره؛ فلا يتعرّض لها ولا ينظر إليها.
أنْ تعلم المرأة المسلمة أنّ التزامها بالحجاب فيه مرضاة لله تعالى، وتركها له مرضاة لشياطين الإنس والجنّ، والحقّ أحقّ أنْ يُتّبع.
أنّ تعلم المرأة المسلمة أنّ حجابها دليل على طهارة قلبها، ومظهر من مظاهر إيمانها بالله تعالى.
أنّ الحجاب وسيلة ناجحة في حماية المرأة من فاسدي الأخلاق، ومانع من أذيتها قصداً أو دون قصد.
إنّ حجاب المرأة المسلمة يُضفي عليها المهابة والوقار أمام غير المحارم من الرّجال، ويجُمّل حياتها بالسّكينة.
أنّ الحجاب صفة لازمة للحرائر، أمّا التّبرّج والتّكشّف فهو مظهرٌ اشتُهرت به الإماء، وشتّان بين التّشبّه بينهما.
أنّ الحجاب الشرعيّ وسيلة شرعيّة من الوسائل الهادفة إلى حفظ أعراض المسلمين، وصيانة أخلاقهم.
التزام الفتاة بالحجاب الشرعيّ فيه اقتداء بسيرة الصّحابيّات الطاهرات ونساء السّلف الصّالح، اللواتي كنّ الأكثر تقوى بالله تعالى، والأطهر قلوباً والأحرص على الانقياد لأمر الله تعالى، والاقتداء بهنّ مسلك المؤمنات الطّاهرات.
إنّ المرأة المسلمة بالتزامها بالحجاب تكون صاحبة دعوة صامتة بمظهرها وحشمتها؛ فتعين المجتمع على نشر الفضيلة وهدم الرّذيلة.
إنّ الحجاب مظهر يميّز الفتاة في الأمّة الإسلاميّة عن غيرها من الأمم التي لا ترى ذلك أمراً جديراً بالاهتمام.
إنّ محافظة الفتاة المسلمة على الحجاب ودعوتها إليه دليل على احترامها لذاتها، وتقديرها لمكانتها التي أكرمها الله -تعالى- بها، ومظهر من مظاهر تعظيم حرمات الله عزّ وجلّ.
ومن الأساليب في الدّعوة إلى الحجاب أن تكون دعوة الفتاة غير المحجّبة بالحِكمة والموعظة الحسنة، من غير تعنيف ولا تفسيق، وأنْ يواجهها بالأدلّة الشرعيّة القطعيّة في دلالتها على فرضيّة الحجاب وأهميته في الشّريعة الإسلاميّة، مع بيان أثر التّبرج والسفور والعريّ والتّكشّف في المجتمع على أخلاق أبنائه، والمسلمة لا تقبل أنْ تكون مِعْولَ هدم في البناء الأخلاقي المتين الذي ارتضاه الإسلام لأتباعه، وأنّ التّبرج سلوك موجب لدخول النّار، والمسلمة تحرص على اجتناب دخول النّار بترك مسالك الأعمال التي تؤدي إلى دخولها، وأنّ اللحظات التي تمضيها بترك الحجاب تزداد بها بُعداً عن مولاها عزّ وجلّ.[]
 
 
 

تعريف الحجاب الشرعيّ وحكمه

 
لا بدّ من بيان المقصود بالحجاب الشرعيّ قبل بيان كيفيّة إقناع الفتاة به؛ وفيما يأتي بيان المقصود بالحجاب لغةً وشرعاً:
 
تعريف الحجاب لغةً: الحجب يُقصد به المنعُ؛ فيُقال: حَجَبْتُ المال عنه؛ أي: منعته منه، واحتجب عن النّاس؛ أي: استتر عنهم، وحاجب السلطان، البوّاب الذي لا يدخل النّاس إلى السلطان إلّا بإذنه، والحجابَة: حِرفة الحاجب، وحجاب الصّبح: أوّله، وفي الفقه يُستخدم الحجب للدّلالة على منع المرء من حصّته من الميراث لسببٍ شرعيٍّ.[]
تعريف الحجاب شرعاً: يتّفق المعنى اللغويّ في دلالته على المعنى الشرعيّ لحجاب المرأة في المنع والسّتر، وهو ما تغطّي به المرأة بدنها أمام غير المحارم؛ ستراً لعورتها.[]
حُكْم الحجاب شرعاً: أجمع الفقهاء على وجوب ستر المرأة البالغة لعورتها عن نظر من لا يَحلّ له النّظر إلى عورتها، والعورة بالنّسبة لغير محارم المرأة كلّ جسدها باستثناء وجهها وكفّيها، أمّا عورتها لمحارمها من الرّجال فاستثنى العلماء وجه المرأة ورأسها وعنقها وذراعيها، وعورتها أمام النّساء ما بين صُرّتها ورُكبتيها، والدليل على ذلك قول الله تعالى: (قُل لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُل لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا)،[] ولقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: (يا أسماءُ إنَّ المَرأةَ إذا بلغتِ المَحيضَ لم يَصلُحْ أن يُرى منها إلَّا هذا وَهَذا، وأشارَ إلى وجهِهِ وَكَفَّيهِ)،[] وستر العورة يكون بِلِبْس ما يمنع رؤية العورة.[]
 
 

شروط الحجاب الشرعيّ

 
حدّد العلماء لحجاب المرأة شروطاً تنسجم مع الحِكمة المُرادة من تشريعه، والشروط هي:
 
أن يكون الحجاب ساتراً لجميع جسد المرأة.
أن يكون الحجاب سميكاً، ولا تسمّى الثياب الرقيقة حجاباً؛ لأنّها لا تمنع الرؤية ولا تحجب النّظر.
ألّا يكون الحجاب في نفسه زينة، أو تظهر فيه ألوان تجذب النّظر إلى المرأة.
أن يكون الحجاب فضفاضاً وغير ملتصق ببَدن المرأة، فلا يشفّ ولا يكشف ولا يُجسّد بدنها.
ألّا تكون ثياب المرأة معطّرة؛ لأنّ في ذلك لفتٌ للأنظار إليها، وإثارة لشهوة من يراها ويشمّ رائحتها من الرّجال.
ألّا تكون المرأة متشبِّهة بالرّجال في ثيابها.
 
 
شارك المقالة:
71 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook