تقف هذه الفقرة مع تفسير قوله تعالى في سورة يس: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ}،وهذه الآية تحكي العذاب الذي نزل بأهل القرية المذكورة في قوله تعالى في السورة نفسها: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ}؛ إذ قد ذهب أكثر أهل التفسير إلى أنّ القرية المذكورة هي أنطاكيّة، وهي قرية كان -كما يروي المفسّرون وبعض أهل التأويل من السلف- يحكمها ملك يعبد الأصنام هو وقومه، فأرسل الله -تعالى- رُسلًا تدعوهم لعبادة الله الواحد ونبذ الأوثان، فكذبوهما فأرسل الله -تعالى- رجلًا ثالثًا ليشهد بصدقهم،ولكنّهم كذّبوهم وقالوا لهم: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}قال الإمام الطبري إنّ قولهم هذا بسبب أنّهم مُنعوا القَطر ثلاث سنين، وقد ظلّ الرّسل يدعونهم عشر سنين وأمّا الرجل الثالث فقد ذهب أهل التفسير إلى أنّ اسمه حبيب، وقال ابن عبّاس في رواية عنه إنّ اسمه حبيب النجار، فعندما قال لهم: {إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ