يُعدّ الشخص الطيّب إنساناً خيّراً يتسم بصفات جيّدة، تنعكس بالنفع على ذاته وعلى الآخرين، وعلى الرغم من اختلاف الفلاسفة حول تحديد المفهوم الدقيق للإنسان الطيّب إلّا أنّ ذلك الإنسان لا بدّ أن يمتلك صفات حميدة، حيثُ يهتم الإنسان الصالح باتباع القواعد العامة، ويتجنّب اختراق القوانين والأنظمة، ويحرص كلّ الحرص على الإبتعاد عن السمات السلبية كالنفاق أو الكذب، كما يبذل الإنسان الطيّب قُصارى جهد في نشر الخير بشتى أشكاله، ويُعرف عن الشخص الطيّب سعيه وراء إنجاز مهام مفيّدة من شأنها إصلاح المجتمع والحفاظ على تنشئة جيل يتسم بالأخلاق الفضلى.
يتّصف الإنسان الطيّب بسمات جيّدة تنعكس على الآخرين عند التعامل معهم، ومن أهمّ هذه الصفات الآتي:
صفة الصدق من الصفات الملاصقة للشخص الطيّب حيثُ يحرص على تجسيد هذه الصفة في علاقاته المختلفة لضمان نجاحها، كما يتخذ النزاهة والصراحة أسلوباً كي يتعامل بها مع الآخرين، ويؤمن جيّداً أنّ للكذب حبال قصيرة تُدمر جسور العلاقات المتينة.
يسعى الإنسان بشكل عام لا سيما الإنسان الطيب لتطوير العلاقات مع الآخرين والإهتمام بهم، حيثُ يُبادر في التواصل مع الأصدقاء لا سيما أولئك الذين انقطعت بهم أساليب التواصل منذ زمن طويل، مما يجعل ذلك طريقاً لإستعادة أجمل الذكريات واللحظات السعيدة بينهم.
يتصف الشخص الطيّب بقدرته على فعل العديد من الأمور التي من شأنها إسعاد الآخرين حتّى وإن كانت أموراً بسيطة، كأنّ يتعامل بلطف مع من أساء له يوماً.
يُقدّر الشخص الطيب الآخرين ويتعامل معهم بطريقة عادلة وشفافة، حيث يُعطي كلّ ذي حقٍ حقه، ويسعى جاهداً لإظهار المحبة والإحترام لمن حوله من خلال اتباع أساليب وفنون التواصل والتعامل الرفيع.
على الرغم من مشاغل الحياة المختلفة، إلا أنّ الشخص الجيّد والطيب يُؤمن بأهمية برّ الوالدين، حيثُ يجد الوقت الكافي للتواصل مع الوالدين والتحدث لهما والإعتناء بهما مهما كلّف الأمر.
يحترم الشخص الطيّب الآخرين ويسعى لإيجاد طُرق ملائمة للتصرف مع الآخرين دون إيذاء مشاعرهم، وانتقاء الكلمات المناسبة في المواقف المختلفة وتجنّب استعمال الكلمات الجارحة، كما يعرف حدوده مع الآخرين ويتجنّب اختراقها، ويحترم حُرمة الأسرار ويكتمها، ويُغلق الطُرق الشائكة التي تكثر بها الشائعات أو التحدّث عن الآخرين في غيابهم، كما يحترم الإنسان الطيّب الجميع ويُعاملهم بأساس واحد بعيد عن عنصرية الدين أو العرق أو الجنس أو الهوية، حيثُ يُحاول إيجاد طُرق مُشتركة بينه وبين الآخرين لا سيما للغرباء منهم، كمناقشة المواضيع العامة التي تضفي روحاً من كسر الجمود.
يتصف الشخص الطيب بسمة الكرم حيثُ تغمره السعادة عندما يمنح الآخرين جُزئاً مما يمتلكه بطريقة عقلانية، كأن يمنح أحدهم هدية ما، كما يعكس الإنسان الطيّب كرمه من خلال إظهار المشاعر للآخرين، بالاهتمام بهم كأن يُرسل رسالة عبر البريد الإلكتروني لأحد المقربين يُعبر بها عن مدى إمتنانه لموقف ما، أو كتابة ملاحظة مُلفتة وإيجابية لأحد الزملاء في العمل.
للمرء الطيّب بصمة خيّرة يتركها أينما كان، حيثُ يسعى جاهداً لما يلي
يتصف الإنسان الطيب بقدرته على تخطي هفوات الآخرين وأخطائهم، ومسامحتهم على ذلك، مما يجعل منه إنساناً مُتسامحاً ومتعاطفاً ومحباً للآخرين.
يُعتبر الشخص الطيب إنساناً عطوفاً يُحب الآخرين، ويتحكّم بردود أفعاله وبنوعية تصرفاته وبطريقة كلامه، من خلال وضع الذات محلّ الطرف الآخر ورؤية وجهة النظر المخالفة.
يُحب الإنسان الطيب مُجاملة الآخرين لنشر المحبة بين البشر، وذلك من خلال مواقف بسيطة تدعم ذلك، كالثناء على الكلمات الشعرية التي كتبها أحد الزملاء في العمل.
يُدرك الشخص الطيّب أهمية الإصغاء للآخرين، إيماناً منه أنّ ذلك يُعبر عن الإهتمام والمحبة، حيثُ يسعى جاهداً في تركيز حواسه نحو من يتحدّث معه، ويتجنّب المشتتات المختلفة كاستعمال الهاتف الخلوي، ويحرص على التفاعل الجيّد أثناء المحادثة من خلال طرح العديد من الأسئلة التي تُعبّر عن الإهتمام المطلق بالطرف الآخر.
يُحبّ الشخص الطيّب الآخرين تماماً كما يُحب ذاته، ويُراعي احتياجاتهم وكأنّها احتياجات شخصية مُلحة، حيثُ تغمره السعادة عندما يقدم للآخرين أو يمنحهم شيئاً ما وإن كان ضمن قائمة متطلباته، كما يسعى دائماً للمبادرة بإيثار الآخرين على ذاته، والتضحية من أجل سعادتهم، إيماناً منه أنّ للإيثار تأثير مباشر في تحسين الحالة النفسية والتقليل من التوتر والقلق.
يمتلك الإنسان الطيّب صفات داخلية تؤثر إيجاباً على بناء شخصيته، ومن أهمّ هذه الصفات الآتي:
يتحلّى الشخص الطيب بالشجاعة الكافية لمواجهة الظلم الواقع على نفسه وعلى غيره أيضاً، ويُدرك أنّ الشجاعة هي الطريق الأمثل لإظهار القيم الفضلى، حيثُ يمتلك القدرة على تحمّل أخطاءه.
يتّصف الشخص الطيب بالحكمة التي من شأنها إدراة الأمور بالطريقة الصحيحة، آخذاً بعين الإعتبار دراسة المعطيات، والتحقق من المعلومات، وأخذ النصح والمشورة من الآخرين، للوصول إلى النتيجة الصحيحة المبنيّة على الإعتدال والتوسط والبعيدة كلّ البعد عن التطرّف أو التشدد.
يتسّم الشخص الطيب بقدرته على التحكم بالمشاعر والعواطف التي قد يتأثر بها الإنسان جرّاء تعرضه لمواقف عصيبة تؤدي فقده للأمل أو إثارة غضبه، حيثُ يحدّ من غضبه من خلال النقاش السلمي واتخاذ وقت كافٍ للوصول إلى القرار المناسب، كما يتجنّب إلقاء اللّوم على الآخرين، إذ يتحمل الشخص الطيب مسؤولية أخطاءه، ويتسم أيضاً بقدرته على تخفيف وطأة الغضب على الآخرين من خلال الإصغاء لما يقولونه والتحلي بالهدوء والصبر أثناء ذلك، مع الحرص على تقديم يد العون والمساعدة لهم إن احتاج الأمر إلى ذلك.
يمتلك الشخص الطيب روحاً إيجابية، حيثُ يُركز على الجانب المضئ من المواقف المختلفة، ويسعى جاهداً حول السيّر في المستقبل الباهر الجميل، ويرسم العديد من الطرق التي من شأنها حلّ النزاعات والمشكلات المختلفة.
إنّ مشاعر الغيرة بعيدة كلّ البعد عن الشخص الطيّب، حيثُ يؤمن الشخص الطيّب بذاته ويُوقن أنّه ما من شخصية مثالية تمتلك جميع الصفات الإيجابية