مر الشاعر ابن خفاجة بجبل .. فتخيل ذلك الجبل رجلا معمرا قد شهد عهودا وعصورا منذ القدم .. وعرف كذلك الخبيث والطيب .. وميز بين اللص والناسك و ذلك عندما حاور الجبل كأنه شخص يحاكيه .
الشاعر ابن خفاجة :
هو أبو إسحاق إبراهيم بن خفاجة , شاعر غَزِل من مواليد جزيرة (شَقْر) المنعزلة الواقعة في شرقي الأندلس، عاش حياة مليئة بالهدوء , منقطعة تماما عن اللعب و اللهو, ولم يتولَ ابن خفاجة أي عملاً من الأعمال، الا كتابة الشعر خصوصا شاعرنا "" الشاعر البُستاني "" الشعر الذي يصف الطبيعة فسميحيث ركز على شعر الطبيعة بكثرة و هو شعر سهل و واضح ليس فيه غرابة أو تعقيد كما سمي أيضا "" صنوبري الأندلس "" لأنه يشابه صنوبري المشرق في أسلوب شعره .
6-وقال ألا كم كنتُ ملجأ قاتلٍ وموطن أوَّاهٍ تبـتَّلَ تائبِ
7-وكم مرَّ بي من مدلجٍ ومـؤوِّبِ وقـال بظلِّي من مطيٍّ وراكبِ
8-فما كان إلا أن طوتهم يدُ الردى وطارت بهم ريح النوى والنوائبِ
9-فحتى متى أبقى ويظعنُ صاحبٌ أودِّ منه راحلا غيرَ آيبِ
10-وحتى متى أرعى الكواكب ساهرا فمن طالعٍ أخرى الليالي وغاربِ
وصف جبل و غلبت على القصيدة كتب أبياتها في
عاطفة الشاعر و هي عاطفة صادقة صادرة عن تجربة نفسية عاشها في حياته و قد بلغ الشاعر قمة الذروة في استخدام الخيال الواسع لوصف الجبل كما أن القصيدة تعدُّ احدى أبرز عيون الشعر العربي لـما يتخللها من أصالة الفكرة ،وجمال الأسلوب ، كما اتضحت روعة التصوير و شفافيته .
و من الواضح كذلك ان ألفاظ القصيدة مناسبة جدا لمعانيها فهي تعتبر ألفاظ قوية في الحديث.
و من أبرز السمات الظاهر ة في النص سمة التشخيص ؛ وهي تقوم على إقامة الحياة على الأمور المادية أوعلى الجمادات و القيام بعد ذلك بتجسيمها و مخاطبتها كأنها كائن حي، و هذه السمة انتشرت بكثرة في الشعر الأندلسي منذ القدم و قد قام شاعرنا ابن خفاجة باستخدام هذه السمة بكثرة .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.