ابو فراس الحمداني اراك عصي الدمع

الكاتب: رامي -
ابو فراس الحمداني اراك عصي الدمع
أبو فراس الحمداني هو الحارث بن سعيد الحمداني التغلبي الوائلي، وهو أمير وشاعر عربي من قبيلة الحمدانيين وُلِدَ عام (320هـ) في الموصل بالعراق ، وتوفي سنة (357هـــ)، نشأ أبو فراس الحمداني يتيمًا في كَنَفِ ابن عمه سيف الدولة صاحب حلب ، وقد كان يميّزه ويصطحبه في غزواته ويستخلفه على أعماله.

أُسر أبو فراس في إحدى معاركهم مع الروم، وكان جريحاً مصاباً بسهم، وبقي في الأسر حتى افتداه سيف الدولة ، جاء شعره محملاً بجل مشاعره مستخدماً التلميح والإيماء وقد نظّم أبو فراس في أسره مجموعة من القصائد الوجدانية وقد عرفت بـ (الروميات)، وقال قصيدته هذه في سجنه مخاطباً سيف الدولة .

أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّبْرُ

بَلى، أنا مُشْتاقٌ وعنديَ لَوْعَةٌ

إذا اللّيلُ أَضْواني بَسَطْتُ يَدَ الهوى

تَكادُ تُضِيْءُ النارُ بين جَوانِحي

مُعَلِّلَتي بالوَصْلِ، والمَوتُ دونَهُ

حَفِظْتُ وَضَيَّعْتِ المَوَدَّةَ بيْننا

وما هذه الأيامُ إلاّ صَحائفٌ

بِنَفْسي من الغادينَ في الحيِّ غادَةً

تَروغُ إلى الواشينَ فيَّ، وإنَّ لي

بَدَوْتُ، وأهلي حاضِرونَ، لأنّني

وحارَبْتُ قَوْمي في هواكِ، وإنَّهُمْ

فإنْ يكُ ما قال الوُشاةُ ولمْ يَكُنْ

وَفَيْتُ، وفي بعض الوَفاءِ مَذَلَّةٌ،

وَقورٌ، ورَيْعانُ الصِّبا يَسْتَفِزُّها،

تُسائلُني من أنتَ؟ وهي عَليمَةٌ

فقلتُ كما شاءَتْ وشاءَ لها الهوى:

فقلتُ لها: لو شَئْتِ لم تَتَعَنَّتي،

فقالتْ: لقد أَزْرى بكَ الدَّهْرُ بَعدنا

وما كان لِلأحْزان، ِ لولاكِ، مَسْلَكٌ

وتَهْلِكُ بين الهَزْلِ والجِدِّ مُهْجَةٌ

فأيْقَنْتُ أن لا عِزَّ بَعْدي لِعاشِقٍ،

وقلَّبْتُ أَمري لا أرى ليَ راحَة،ً

فَعُدْتُ إلى حُكم الزّمانِ وحُكمِها

كَأَنِّي أُنادي دونَ مَيْثاءَ ظَبْيَةً

تَجَفَّلُ حيناً، ثُمّ تَرْنو كأنّها

فلا تُنْكِريني، يابْنَةَ العَمِّ، إنّهُ

ولا تُنْكِريني، إنّني غيرُ مُنْكَرٍ

وإنّي لَجَرّارٌ لِكُلِّ كَتيبَةٍ

وإنّي لَنَزَّالٌ بِكلِّ مَخوفَةٍ

فَأَظْمَأُ حتى تَرْتَوي البيضُ والقَنا

ولا أًصْبَحُ الحَيَّ الخُلُوفَ بغارَةٍ

ويا رُبَّ دارٍ، لم تَخَفْني، مَنيعَةً

وحَيٍّ رَدَدْتُ الخَيْلَ حتّى مَلَكْتُهُ

وساحِبَةِ الأذْيالِ نَحْوي، لَقيتُها

وَهَبْتُ لها ما حازَهُ الجَيْشُ كُلَّهُ

ولا راحَ يُطْغيني بأثوابِهِ الغِنى

وما حاجَتي بالمالِ أَبْغي وُفورَهُ

أُسِرْتُ وما صَحْبي بعُزْلٍ لَدى الوَغى،

ولكنْ إذا حُمَّ القَضاءُ على امرئٍ

وقال أُصَيْحابي: الفِرارُ أو الرَّدى؟

ولكنّني أَمْضي لِما لا يَعيبُني،

يَقولونَ لي: بِعْتَ السَّلامَةَ بالرَّدى

وهلْ يَتَجافى عَنّيَ المَوْتُ ساعَةً

هو المَوتُ، فاخْتَرْ ما عَلا لكَ ذِكْرُهُ

ولا خَيْرَ في دَفْعِ الرَّدى بِمَذَلَّةٍ

يَمُنُّونَ أن خَلُّوا ثِيابي، وإنّما

وقائِمُ سَيْفٍ فيهِمُ انْدَقَّ نَصْلُهُ،

سَيَذْكُرُني قومي إذا جَدَّ جِدُّهُمْ،

فإنْ عِشْتُ فالطِّعْنُ الذي يَعْرِفونَهُ

وإنْ مُتُّ فالإنْسانُ لابُدَّ مَيِّتٌ

ولو سَدَّ غيري ما سَدَدْتُ اكْتَفوا بهِ

ونَحْنُ أُناسٌ، لا تَوَسُّطَ عندنا،

تَهونُ علينا في المعالي نُفوسُنا

أعَزُّ بَني الدُّنيا وأعْلى ذَوي العُلا،
شارك المقالة:
100 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook