ابيات في عزة النفس

الكاتب: رامي -
ابيات في عزة النفس
"عزّة النفس

تُعرف عزة النفس بأنها الارتفاع عن مواضع الإهانة، وما يُهين النفس، فعزيز النفس لا يسمح لأحد أن يُريق ماء وجهه ويسعى دوماً حتى يبقى موفور الكرامة، ومرتاح الضمير، ومرفوع الرأس شامخ العينين، ومُتحرّراً من ذل الطمع، ولا يسير إلا وفق ما يمليه عليه إيمانه والحق الذي يحمله ويدعو إليه.

يقولون لي فيك انقباض
هذه القصيدة لعلي بن عبد العزيز بن الحسن بن علي القاضي الجرجاني، ومن أجمل قصائده في عزة النفس:[1]

يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما

أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم

ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا

وما زلتُ مُنحازاً بعرضيَ جانباً

إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى

أُنزِّهها عن بَعضِ ما لا يشينُها

فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مسلَّما

وإني إذا ما فاتني الأمرُ لم أبت

ولكنه إن جاء عَفواً قبلتُه

وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ

وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابساً

وكم طالبٍ رقي بنعماه لم يَصِل

وكم نعمة كانت على الُحرِّ نقمَةً

ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي

أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً

ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم

ولكن أهانوه فهانو ودَنَّسُوا

فإن قُلتَ جَدُّ العلم كابٍ فإنما

وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني

ولكن إذا ما اضطرني الضُّرُّ لم أَبتِ

إلى أن أرى ما لا أغَصُّ بذِكره

وقالت النفس لما أن خلوت بها
أبو عامر أحمد بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن عمر بن محمد بن عيسى بن شهيد الأشجعي، ولد في عام (323هـ) وتوفي في عام (393هـ)، وقال في قصيدته هذه عن عزة النفس.[2]

وقالت النفس لما أن خلوت بها

حتام أنت على الضراء مضطجع

وفي السرى لك لو أزمعت مرتحلا

ثم استمرت بفضل القول تنهضني

الملحفين رداء الشمس مجدهم

ألمت بالحب حتى لو دنا أجلي

وذادني كرمي عمن ولهت به

تخونتني رجال طالما شكرت

لئن وردت سهيلا غب ثالثة

هناك لا تبتغي غير السناء يدي

حتى تراني في أدنى مواكبهم

ريّان من زفرات الخيل أوردها

قدام أروع من قوم وجدتهم

العزم وأبناؤه
محمد مهدي الجواهري شاعر عراقي، وهو من شعراء العصر الحديث، ولد في عام 1899م، وتوفي في عام 1997م، وصدر له ديوان شعري في عام 1928م باسم (بين الشعور والعاطفة)، ومن أجمل قصائده في عزة النفس.[3]

هو العزم لا ما تدعي السَّمَر والقضب

ومن أخلفته في المعالي قضية

ومن يتطلّب مصعبات مسالك

ومن لم يجد إلا ذعاف مذلّة

وهل يظمأ اللاوى من الذلّ جانباً

إذا رمت دفع الشكّ بالعلم فاختبر

أما والهضاب الرّاسيات ولم أقل

لئن أسلمتهم عزة النفس للردى

أحبّاي لو لم تمسك القلب أضلعي

قضيتم وفي صدر الليالي وليجة

سقاك الحيا أرض العراق ولا رقّت

تضمنّت، لا ضمنت شراً لظالم

بكيت وحيداً في رباك ولم أرد

فيا شرق حتى الحشر تربك فوقه

كفى بك داءً أن ترى الموت شافياً
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي، ولد في عام 915م، وتوفي في عام 965م، واشتُهر في مدح الملوك في قصائده ومنهم مدحه لسيف الدولة الحمداني، وهذه القصيدة التي تحدث بها عن عزة النفس.[4]

كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا

تَمَنّيْتَهَا لمّا تَمَنّيْتَ أنْ تَرَى

إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ

وَلا تَستَطيلَنّ الرّماحَ لِغَارَةٍ

فما يَنفَعُ الأُسْدَ الحَياءُ من الطَّوَى

حَبَبْتُكَ قَلْبي قَبلَ حُبّكَ من نأى

وَأعْلَمُ أنّ البَينَ يُشكيكَ بَعْدَهُ

فإنّ دُمُوعَ العَينِ غُدْرٌ بِرَبّهَا

إذا الجُودُ لم يُرْزَقْ خَلاصاً من الأذَى

وَللنّفْسِ أخْلاقٌ تَدُلّ على الفَتى

أقِلَّ اشتِياقاً أيّهَا القَلْبُ رُبّمَا

خُلِقْتُ ألُوفاً لَوْ رَجعتُ إلى الصّبَى

وَلَكِنّ بالفُسْطاطِ بَحْراً أزَرْتُهُ

وَجُرْداً مَدَدْنَا بَينَ آذانِهَا القَنَا

تَمَاشَى بأيْدٍ كُلّمَا وَافَتِ الصَّفَا

وَتَنظُرُ من سُودٍ صَوَادِقَ في الدجى

وَتَنْصِبُ للجَرْسِ الخَفِيِّ سَوَامِعاً

تُجاذِبُ فُرْسانَ الصّباحِ أعِنّةً

بعَزْمٍ يَسيرُ الجِسْمُ في السرْجِ راكباً

قَوَاصِدَ كَافُورٍ تَوَارِكَ غَيرِهِ

فَجاءَتْ بِنَا إنْسانَ عَينِ زَمانِهِ

تجُوزُ عَلَيهَا المُحْسِنِينَ إلى الّذي

فَتىً ما سَرَيْنَا في ظُهُورِ جُدودِنَا

تَرَفّعَ عَنْ عُونِ المَكَارِمِ قَدْرُهُ

يُبِيدُ عَدَاوَاتِ البُغَاةِ بلُطْفِهِ

أبا المِسكِ ذا الوَجْهُ الذي كنتُ تائِقاً

لَقِيتُ المَرَوْرَى وَالشّنَاخيبَ دُونَهُ

أبَا كُلّ طِيبٍ لا أبَا المِسْكِ وَحدَه

يُدِلّ بمَعنىً وَاحِدٍ كُلُّ فَاخِرٍ

إذا كَسَبَ النّاسُ المَعَاليَ بالنّدَى

وَغَيرُ كَثِيرٍ أنْ يَزُورَكَ رَاجِلٌ

فَقَدْ تَهَبُ الجَيشَ الذي جاءَ غازِياً

وَتَحْتَقِرُ الدّنْيَا احْتِقارَ مُجَرِّبٍ

وَمَا كُنتَ ممّن أدرَكَ المُلْكَ بالمُنى

عِداكَ تَرَاهَا في البِلادِ مَساعِياً

لَبِسْتَ لهَا كُدْرَ العَجاجِ كأنّمَا

وَقُدتَ إلَيْها كلّ أجرَدَ سَابِحٍ

وَمُخْتَرَطٍ مَاضٍ يُطيعُكَ آمِراً

وَأسْمَرَ ذي عِشرِينَ تَرْضَاه وَارِداً

كَتائِبَ ما انفَكّتْ تجُوسُ عَمائِراً

غَزَوْتَ بها دُورَ المُلُوكِ فَباشَرَتْ

وَأنْتَ الذي تَغْشَى الأسِنّةَ أوّلاً

إذا الهِنْدُ سَوّتْ بَينَ سَيفيْ كَرِيهَةٍ

وَمِنْ قَوْلِ سَامٍ لَوْ رَآكَ لِنَسْلِهِ

مَدًى بَلّغَ الأستاذَ أقصَاهُ رَبُّهُ

دَعَتْهُ فَلَبّاهَا إلى المَجْدِ وَالعُلَى

فأصْبَحَ فَوْقَ العالَمِينَ يَرَوْنَهُ

حكم سيوفك في رقاب العذل
عنترة بن شداد بن قراد العبسي، وهو أحد أشهر شعراء العرب ما قبل الإسلام توفي في عام 601م، عُرف بحبه وغزله العفيف بابنة عمه عبلة، واشتهر بأنه شاعر المعلقات، وهو من أشهر الفرسان العرب، ومن قصائدة في عزة النفس.[5]

حكّمْ سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل

وإذا بُليتَ بظالمٍ كُنْ ظالماً

وإذا الجبانُ نهاكَ يوْمَ كريهة ٍ

فاعْصِ مقالَتهُ ولا تَحْفلْ بها

واختَرْ لِنَفْسِكَ منْزلاً تعْلو به

فالموتُ لا يُنْجيكَ منْ آفاتِهِ

موتُ الفتى في عزهِ خيرٌ له

إنْ كُنْتُ في عددِ العبيدِ فَهمَّتي

أو أنكرتْ فرسانُ عبس نسبتي

وبذابلي ومهندي نلتُ العلاَ

ورميتُ مهري في العجاجِ فخاضهُ

خاضَ العجاجَ محجلاً حتى إذا

ولقد نكبت بني حريقة َ نكبة ً

وقتلْتُ فارسَهُمْ ربيعة َ عَنْوَة ً

وابنى ربيعة َ والحريسَ ومالكا

وأَنا ابْنُ سوْداءِ الجبين كأَنَّها

الساق منها مثلُ ساق نعامة ٍ

والثغر من تحتِ اللثام كأنه

يا نازلين على الحِمَى ودِيارِهِ

قد طال عزُّكُم وذُلِّي في الهوَى

لا تسقيني ماءَ الحياة ِ بذلة

ماءُ الحياة ِ بذلة ٍ كجهنم

المراجع
? أبو الحسن الجرجاني، ""يقولون لي فيك انقباض وإنما""، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-29.
? ابن شهيد، ""وقالت النفس لما أن خلوت بها""، www.diwandb.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-30.
? محمد مهدي الجواهري ، ""العزم وأبناؤه""، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-30.
? المتنبي، ""كفى بك داء أن ترى الموت شافيا""، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-30.
? عنترة بن شداد ، ""حكم سيوفك في رقاب العذل""، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-30."
شارك المقالة:
111 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook