تختلف طريقة التعبير عن الحب من شخص لآخر، فهناك من يرغب في التعبير عن حبه عن طريق بعض الهدايا، ويوجد من يحب أن يرسل الرسائل، وهناك من يحب أن يظهر اهتمام غير عادي بالشخص الآخر حتى يلفت انتباهه، والعديد من الطرق المتعددة والمختلفة التي يمكن للشخص أن يعبر بها عن حبه للآخرين، وإذا أراد الشخص أن يرسل رسائل حب فإنّه يقع في حيرة من أمره، ولا يعرف ماذا يرسل، و كيف يكتب رسائل الحب وماذا يقول فيها، فهناك أشخاص يكتبون ما يجول في خاطرهم من كلام ومشاعر ويعبرون عنها بكل صراحة، وهناك أشخاص آخرين يرغبون في إرسال رسائل حب مميزة، وكلام جميل.
الرسالة الأولى:
أفتقد نفسي، أبحث عنها فلا أجدها أمدّ لنفسي يداي فلا تلمسني، أنادي عليها فلا تسمعني، أقول لها متى تأتيني وتسعدني نعم أنت نفسي يا أيها البعيد عني، فيا موجي ولم يبق سوانا أليس الحزن في عيني تراه فكُن لي خير سند وبلغ عني الأحبة سلامي واشتياقي.
الرسالة الثانية:
وربُّ السّماوات والأرض، لم تكن شيئاً عابراً في حياتي، فلو كنت في حياتي شيئاً عابراً، ما همّني فرحك، ولا راعني حُزنك، ولا أوصيتُ ربّي والدنيا بك خيراً، لو كنتَ في حياتي شيئاً عابراً، ما حدّثتُكَ عن الغائب، ولا سرّ الغائب، ولا جرح الغائب، ولا انتظار الغائب، لو كنتَ في حياتي شيئاً عابراً، لقفزت من السفينة مع رفاقي، واستعرضت أجنحتي في الطيران، وخلّفتك وحيداً كالمدن المهجورة، كالأوطان الموبوءة، لم تكُن شيئاً عابراً في حياتي، ولن تكون شيئاً عابراً.
الرسالة الثالثة:
حبيبتي أعشـق اسمك، أعشق همسك، أعشق كـل شيء فيك، أحبك ويسـتـحـيـل أن أنـساك، أغرق في سحر عينيك، أموت شوقاً لـرؤيـاك، فـهذا مـا صنعـتـه يداك، بجنون أحببتني حبيبتي، و بجنون أهواك، أَعلَنت للَعاشَقين أني حين أحببتك، زرَعت لَكي في قلبي نبضاً يزيد عن نبضي ينطق أربع حروف، هي أحبك.
الرسالة الرابعة:
أخبرهم أني أحبك، لا بل أعـشقك، لا بلِ أتنفسك، أخبرهم أنك روحي، وقـلبي، وحياتي، وعشقي، لا بل أكثر، أخبرهم أنّك مختلف، أنك أكسجيني، أنك تعيش بداخلي، أخبرهم أنك روح استــوطنــت كياني، أنني أختنق عندما تبتعد عـني، أنني أحتاجك بشدة دائماً، أفتقدك بسرعة، أن يومي دونك كأنه لم يكن، أخبرهم أنّ عيني لم تعشــق يوماً غيرك.
الرسالة الخامسة:
إلى الإنسانة التي أحببتها حباً لا يوصف، إلى من تربعت في قلبي، وجعلت حبها وساماً على صدري، إلى من تعيش ليلي ونهاري، إلى فتاة أحلامي، إلى من نقشته الأقدار في قلبي، وحفرت اسمها في عقلي، وعروقي، إلى التي تهواها الروح والجسد، وإليها تركن الآهات، والوئام، إلى من قضيت معها أسعد لحظات حياتي، إليكِ يا من تغار منها الشمس، والقمر، وكل البشر، إليكِ يا أغلى من عمري، أهديكِ قلبي و حبي وعمري، لقد أصبحتِ كل شيء في حياتي.
الرسالة السادسة:
يا حبيبي، أيعقل أن تفرقنا المسافات، وتجمعنا الآهات، يا من ملكت قلبي ومُهجتي، يا من عشقتك وملكت دنيتي، حبيبي، عندما أنام، أحلم أنني أراك بالواقع، وعندما أصحو، أتمنى ان أراك ثانية في أحلامي.
الرسالة السابعة:
كم هي صعبة تلك الليالي، التي أحاول أن أصل فيها إليك، أصل إلى شرايينك، إلى قلبك، كم هي شاقة تلك الليالي، كم هي صعبة تلك اللحظات التي أبحث فيها عن صدرك ليضم رأسي، حبيبي، الشوق إليك يقتلني، دائماً أنت في أفكاري، وفي ليلي ونهاري، صورتك، محفورة بين جفوني، وهي نور عيوني، عيناك تنادي لعينيّ، يداك تحتضن يديّ، همساتك تطرب أُذنيّ.
تعود القصيدة للشاعر ليث الصندوق، شاعر وكاتب وفنان تشكيلي، ولد في بغداد، انتقل مع عائلته إلى مدينة كركوك النفطية حيث نشأ وترعرع وأكمل فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة والجزء الأكبر من دراسته الإعدادية، ثمّ غادرها منتقلاً مع عائلته ثانية إلى بغداد، تخرج في كلية الإدارة والاقتصاد، عمل أكثر من ثلاثين عاماً في الإدارة العامة شغل خلالها عدداً من المناصب في مراكز بعض الوزارات العراقية وآخرها منصب مدير عام في وزارة الثقافة، تقاعد من الوظيفة احتجاجاً على تدخلات مستشاري سلطة الاحتلال، وأعلن ذلك ببيان احتجاجي نشر في الصحف المحلية ببغداد، بدأ حياته الإبداعية مع بداية سبعينيات القرن المنصرم بنيله الجائزة الأولى بالشعر على طلبة المدارس في محافظة كركوك وهو يومئذ طالب في الصف الرابع الإعدادي، ويقول في قصيدته:
كنا محضَ صديقين
لم يضفر أحدٌ للأخر حبلاً
أو ينقضّ بمعولْ
كنا نتحاور بالهّدب وبالشفتين
لم نلمسْ بعضاً بذريعة
أن نعرفَ من منا الأطول
لم نُمعنْ تحديقاً في بعضينا
فكلانا قبل تعارفنا
لم يغطس عوماً في جدول
كان الإحساسُ بما نخفي
مستوراً بقناع وقار
فكلانا محضُ زميلين بمصطبتين من الأحجار
لا تلاتجفان من البرد
ونحن تُذوّبُنا الأمطار
لكني كنت إلى شيءٍ فيها أهفو
شيءٍ يؤكل
وأحسّ بأنْ هيَ مثلي
تهفو إلى شيءٍ بي يؤكل
وخلاصة قصتنا
أنا كنا نتحيّن أن نأكلَ بعضاً
دون خدوش
كنا في غابات الحبّ الوادع ِ
نرعى مثلَ وحوش
إنْ كــانَ يُــرضِــيكِ أَنِّـي أَنـا أَبكِــي
فلأجــــلِ أُرضِيكِ، ولأجــــلِ عَينيكِ
لاَ العَــارُ يَثنِـيــني، كــلاًّ وَلاَ خَـوفِـي
مِنْ بعــدِ إخلاصِي، وغيـابُك القَاسي
إنْ غِـبـتِ عَنْ عَيْـني، الضُّـرُّ يُـؤذِيـني
وإذا ذَكــرتِـيـنِـي، رَيَّــــآكِ يــأتِـيــني
في غُرفَـتـي وحْــدِي، حُــزنِي يُضيِّفُني
ما عَـــادَ إحسَـــاسِي بالعُمر يعْصِمُني
لا أَنــتِ تـَنـسيِْـني، حتى أَنـا أنـسَى
يُرضـيِـكِ أنْ أحْـيَــــا عَبـداً لذِكرَاكِ
تُسـقِـيـهِ أحـلامِــي، بكـؤوسِ أيَّـامي
جَـذلَى بصُـورتِـهِ، سَكـَرى ببـسـمتِهِ
حـتَّـى إذا غَـابَ، وذكَــرتِ أطـيـافِـي
لِتُــسائِلي عَـنِّـي، إن شِئـتِ إيقَــاظي
فأُريــكِ أَخـبَــاري في شَـاشةِ المحمُولِ
والدَّمـعُ يكـسُـونِـي ويُـطـهِّـرُ الآلامَ
الحُـبُّ يـا لَـيـلى أُسـقِـيهِ مِـنْ دَمعي
مَنْ حَــبَّ لا يـَقــوى إلا علـى حُبٍ
تعود القصيدة للشاعر ابن الزيات، وهو محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة، أبو جعفر المعروف بابن الزيات، وزير المعتصم والواثق العباسيين، وعالم باللغة والأدب، من بلغاء الكتاب والشعراء، نشأ في بيت تجارة في الدسكرة (قرب بغداد) ونبغ فتقدم حتى بلغ رتبة الوزارة، وعول عليه المعتصم في مهام دولته، وكذلك ابنه الواثق ولما مرض الواثق عمل ابن الزيات على تولية ابنه وحرمان المتوكل فلم يفلح، وولي المتوكل فنكبه وعذبه إلى أن مات ببغداد، وكان من العقلاء الدهاة وفي سيرته قوة وحزم، ويقول في قصيدته:
حُبٌّ وَهَجرٌ عَلى جِسمٍ بِهِ سَقَمٌ
حَياةُ ذا مَوتُهُ وَالمَوتُ عيشَتُهُ
أَرى المُحِبّينَ قَد طالَ البَلاءُ بِهِم
عَرَفتُ ذلِكَ في نَفسي وَعِلَّتُهُم
جاءَ الكِتابُ بِما قَد كُنتُ أَحذره
قالَت تَحَقَّق ما كُنّا نُزَنُّ بِهِ
إِلَيكَ عَنّي فَإِنَّ القَومَ قَد نَذَروا
لَولا مَخافَةُ أَن يَشجى بقيلهُم
لا كُنت إِن عاقَني عَن أَن أَزورَكُم
تعود القصيدة للشاعر لطفي زغلول، وهو من مواليد مدينة نابلس - فلسطين، النجل الأكبر للشاعر الفلسطيني الراحل "عبد اللطيف زغلول"، حاصل على شهادة ليسانس في التاريخ السياسي، ودبلوم التربية العالي، وماجستير في العلوم التربوية، والدكتوراه الفخرية من الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب، ويقول في قصيدته:
أُلَوِّنُ هَذَا المَدَى بِالقَصَائِدِ ..
أنثُرُهَا أنجُمَاً فِي الفَضَاءِ ..
فَتَزهُو الرُؤى ألَقَاً ..
تُمطِرُ الكَلِمَاتُ عَبِيرَا
فَكُلُّ قَصِيدَةِ عِشق ٍ..
تَصِيرُ وَثِيقَةَ عِشق ٍ..
وَكُلُّ كِتَابٍ .. سَفِيرَا
يُحَدِّثُ عَنكِ وَعَنِّي ..
وَيَروِي الكَثِيرَ الكَثِيرَا
يَقُولُ بِأنَّكِ أنتِ الَّتِي سَحَرَتنِي
فَصِرتُ أنَا شَاعِرَاً ..
فِي بَلاطِ جَلالَةِ سِحرِكِ .. وَحدِي
لأنَّكِ لَم تَعشَقِي الشِّعرَ قَبلِي
وَلَن تَفتَحِي دَفتَرَ الشِعرِ بَعدِي
وَأنَّكِ أنتِ الَتِي تَوَّجتِنِي ..
عَلَى دَولَةِ العَاشِقِينَ .. أمِيرَا
وَأنَّكِ أنتِ الَتِي أسَرَتنِي
فَأفنَيتُ أزهَارَ عُمرِي
وَأعلَنتُ فِي بَوحِ شِعرِي
بِأنِّي رَفَضتُ التَحَرُّرَ مِنكِ
وِمِن قَيدِ أسِري
وَأنِّي أُصِرُّ .. أُصِرُّ ..
عَلَى أن أظَلَّ أسِيرَا