وهو بلا شك تأديب لأولئك الذين تركوا أماكنهم على جبل الرماة لجمع الغنائم، ظنًا منهم أن المعركة قد انتهت، وأن المشركين ولَّوْا الأدبارَ.
وهو كذلك تحذير للمؤمنين جميعًا أن يريد أحدٌ منهم الدنيا بعمله، ولو كان في أعظم العبادات أجرًا، وأرفعها قدرًا؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ? وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ?[3].
فَهَذَا إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، يقومان بأجلِّ عملٍ وهما من رسل الله العظام، ويُشْفِقَانِ أَنْ لَا يَتَقَبَّلَ اللهُ مِنْهمَا، فكيف بمن دونهما منزلةً، وعمله دون عملهما قدرًا؟
ولا يتحققُ كمالُ الإخلاصِ إلا بسوء الظن بالنفس، والخوف من عدم قبول الطاعات؛ كَمَا حَكَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْ حَالِ الْمُؤْمِنِينَ الْمُخْلِصِينَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ? وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ?[4].
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.