ارتجاع الصمام الميترالي أعراضه وأسبابه

الكاتب: د. ايمان شبارة -
ارتجاع الصمام الميترالي أعراضه وأسبابه.

ارتجاع الصمام الميترالي أعراضه وأسبابه.

نظرة عامة

ارتجاع الصمام الميترالي - يسمى أيضًا ارتجاع الصمام المترالي أو قصور المترالي أو عجز المترالي - هو حالة لا يغلق الصمام المترالي لقلبك بإحكام، مما يسمح بتدفُّق الدم للخلف في قلبك. إذا كان ارتجاع الصمام المترالي خطيرًا، فلن يتحرك الدم بكفاءة عبر قلبك أو إلى باقي أجزاء الجسم، مما يجعلك تشعر بالتعب وبضيق التنفُّس.

يَعتمد علاج ارتجاع الصمام المترالي على مدى خطورة حالتك وما إذا كانت تَزداد سوءًا وما إذا كان هناك أي أعراض ظهرت عليك. في حالة التسريب البسيط، لا يَكون العلاج عادة أمرًا ضروريًّا.

ولكنك قد تَحتاج إلى إجراء جراحة في القلب من أجل إصلاح أو استبدال الصمام في حالة التسريب أو الارتجاع الحاد. إذا تركته دون علاج، فإن ارتجاع الصمام المترالي الحاد يُمكن أن يُسبب فشل القلب أو مشاكل في انتظام ضربات القلب (اضطراب نظم القلب). حتى الذين لا يَشعرون بأعراض قد يَحتاجون إلى تقييم حالاتهم من قبل اختصاصي وجراح متخصصين في أمراض القلب ومدربين على علاج مرض الصمام المترالي لتحديد ما إذا كان التدخل المبكر مفيدًا أم لا.

الأعراض

ربما لا يَختبر بعض المُصابين بأمراض الصمام التاجي أي أعراض لعدة سنوات. علامات وأعراض ارتجاع الصمام المترالي، التي تعتمد على شدة ومدى سرعة تدهور الحالة، يمكن أن تتضمن:

  • سماع أصوات القلب غير الطبيعية (أصوات خشخشة القلب) بواسطة سماعة الطبيب
  • ضيق النفس، خاصة عندما تكون نشيطًا جدًّا، أو عندما تكون مستلقيًا
  • الإرهاق
  • خفقان القلب - أحاسيس دقات قلب سريعة ورفرفة
  • تورم القدمين أو الكاحلين

غالبًا ما يكون ارتجاع الصمام الميترالي (الصمام التاجي) بسيطًا ويزداد ببطء. قد لا تظهر عليك أعراض لسنوات عديدة ولا تدرك أن لديك هذا المرض، وقد لا يتفاقم.

قد يشك طبيبك أنك مصاب بارتجاع الصمام المترالي لأول مرة عند اكتشاف نفخة قلبية. ومع ذلك، في بعض الأحيان، تتفاقم المشكلة بسرعة، وقد تشعر بظهور مفاجئ لعلامات وأعراض شديدة.

متى تزور الطبيب

إذا سمع الطبيب صوت النفخة القلبية أثناء استماعه لقلبك بالسماعة الطبية، فقد يوصي بزيارة طبيب القلب وفحص مُخطَّط صدى القلب. إذا ظهرت عليك أعراض قد تكون بسبب ارتجاع الصمام المترالي أو مرض آخر في القلب، زر طبيبك على الفور. في بعض الأحيان تكون العلامات الأولى هي في الواقع مضاعفات ارتجاع الصمام المترالي، بما في ذلك فشل القلب، وهي حالة تحدث عندما لا يستطيع قلبك ضَخَّ كمية الدم التي تكفي احتياجات الجسم.

الأسباب

يحتوي القلب على أربعة صمامات تحافظ على تدفق الدم في الاتجاه الصحيح. تتضمن هذه الصمامات الصمّام التاجي والصمّام ثلاثي الشرفات والصمّام الرئوي والصمّام الأورطي. يتكون كل صمام من طيات (وريقات أو شُرف) تفتح وتغلق مرة واحدة في أثناء كل نبضة قلب. في بعض الأحيان، لا تفتح الصمامات أو تغلق بشكل صحيح، الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل تدفق الدم من قلبك إلى جسمك.
في قلس الصِّمام التاجي، لا يُغلَق الصِّمام بين غرفة القلب اليُسرى العُليا (الأُذين الأيسر) وغرفة القلب اليُسرى السُّفلية (البُطين الأيسر) بإحكام، ممَّا يتسبَّب في تسرُّب الدم إلى الخلف في الأُذَين الأيسر (قلس).

أسباب قلس الصمام التَّاجي

تتضمَّن الأسباب المُحتمَلة للإصابة بقلس الصِّمام التاجي مشكلات في الصِّمام المترالي ويُسمَّى قلس الصِّمام التاجي الأوَّلِي. يُمكِن أن تؤدِّي أمراض البُطين الأيسر إلى قلس الصمام التاجي الثانوي أو الوظيفي.

تشمَل الأسباب المُحتمَلة لقلس الصِّمام التاجي ما يلي:

  • تَدلِّي الصِّمام التَّاجي. في هذه الحالة، تتدلَّى وُريقات الصِّمام التَّاجي للخلْف نحوَ الأُذَين الأيسر أثناء انقِباض القلب. يُمكِن أن يمنع هذا القصور الشائع في القلب، الصِّمام التاجي من السدِّ بإحكامٍ ويؤدِّي إلى حدوث القلس.
  • تلَف أحبال الأنسِجة. قد تمتدُّ أو تتمزَّق أحبال الأنسجة التي تُثبِّت الصِّمام التاجي على جِدار القلب، بمرور الوقت وخصوصًا عند الأشخاص الذين لديهم تَدلِّي الصِّمام التاجي. يُمكِن أن يتسبَّب التمزُّق في وجود تسرُّبٍ فجأة من خلال الصِّمام التَّاجي وقد يحتاج لعلاجٍ عن طريق جراحة القلب. كما يُمكن أن يتسبَّب الرَّضْح نحو الصدر في تمزُّق الأحبال.
  • الحُمَّى الروماتيزمية. يُمكِن أن تتسبِّبَ الحُمَّى الروماتيزمية، أحد مُضاعَفات التهاب الحلق غير المُعالج، في تلَف الصِّمام التَّاجي؛ ما يؤدِّي إلى قلس الصِّمام التاجي عاجِلاً أو آجِلاً خلال الحياة. تُعدُّ الحُمَّى الروماتيزمية حالةً نادِرة الحدوث حاليًّا في الولايات المتحدة لكنَّها لا تزال حالة مرَضيةً شائِعةً في البُلدان النامِيَّة.
  • التِهاب الشَّغاف. قد يتضرَّر الصِّمام التاجي بسبب إصابة بِطانة القلب (التِهاب الشَّغاف) الذي قد يشمل صِمامات القلب.
  • النوبة القلبية. يُمكِن أن تُلحِق النوبة القلبية ضررًا بمنطقة عضلة القلب التي تدعم الصِّمام التاجي؛ ما يؤثِّر على عمَلِ الصِّمام. وإذا كان الضَّرَر كبيرًا بالقدْر الكافي، فيُمكِن أن تتسبَّب النوبة القلبية في وجود قلس مُفاجئ وشديد في قلس الصِّمام.
  • اختلال عضلة القلب (اعتلال عضلة القلب). يُمكِن أن تتسبَّب بعض الحالات المرَضية مع مرور الوقت، مثل ارتفاع ضغط الدم، في جعْل القلب يعمَل بجهدٍ أكبر؛ ممَّا يؤدِّي إلى تضخُّم البُطين الأيسر للقلب تدريجيًّا. يُمكِن أن يتسبَّب ذلك في تمديد النسيج حول الصِّمام التاجي والذي يُمكِن أن يؤدِّي لحدوث انسِداد.
  • الصدمة. يُمكِن أن يؤدِّي التعرُّض لإصابةٍ خطيرة مثل حادث سيارة إلى قلس الصِّمام التاجي.
  • عيوب القلب الخِلقية. يُولَد بعض الأطفال مُصابِين بعيوبٍ في القلب بما في ذلك تلَف صِمامات القلب.
  • عقاقير مُعيَّنة. يُمكِن أن يتسبَّب تناوُل أدويةٍ مُحدَّدة لفترةٍ طويلة في قلس الصِّمام التاجي مثل الأدوية التي تحتوي على الإرغوتامين (ميجيرجوت، كافيرجوت) التي تُستخدَم لعلاج الصُّداع النِّصفي والحالات المرَضية الأخرى.
  • العلاج الإشعاعي. يُمكن أن يؤدِّي العلاج الإشعاعي للسرطان الذي يُركِّز على منطقة الصدر إلى قلس الصِّمام التاجي، في حالاتٍ نادرة.
  • الرجفان الأذيني. يُعدُّ الرَّجفان الأُذيني مُشكلةً شائعة لنَظْم القلب والتي يُمكن أن تكون أحد الأسباب المُحتمَلة لقلس الصِّمام التَّاجي.

عوامل الخطر

هناك عوامل متعددة قد تزيد خطر الإصابة بارتجاع الصمام المترالي، وهي:

  • تاريخ مرضي من تدلي الصمام المترالي أو تضيقه. ومع ذلك، فلا تعني الإصابة بأيٍّ من تلك الأمراض أنك ستصاب بارتجاع الصمام المترالي بالضرورة. ويزيد أيضًا التاريخ العائلي للإصابة بارتجاع الصمام المترالي من فرصة إصابتك بالمرض.
  • النوبة القلبية. يمكن للنوبة القلبية أن تتلف قلبك بما يؤثر على وظيفة الصمام المترالي.
  • أمراض القلب. يمكن أن تؤدي بعض أنواع أمراض القلب، كمرض الشريان التاجي، إلى الإصابة بارتجاع الصمام المترالي.
  • استخدام أدوية محددة. الأشخاص الذين يتناولون أدوية تحتوي على الإيرجوتامين (كافيرجوت وميجرجوت) والأدوية المماثلة التي تُستخدم في علاج داء الشقيقة معرضون بشكل أكبر للإصابة بارتجاع الصمام المترالي. وقد لوحظت مشكلات مماثلة في حالة مثبطات الشهية مثل الفينفلورامين والديكسفينفلورامين، وهما لم يعودا يُباعان.
  • الإصابة بالعدوى مثل التهاب الشغاف والحمى الروماتيزمية. يمكن أن يتسبب الالتهاب الذي يسببانه في تلف الصمام المترالي.
  • أمراض القلب الخِلقية. يُولد بعض الناس بصمام مترالي غير طبيعي ومعرض للارتجاع.
  • العمر. سيُصاب الكثير من الناس مع وصولهم لمرحلة منتصف العمر بإحدى درجات ارتجاع الصمام المترالي كنتيجة للتدهور الطبيعي للصمام.

المضاعفات

عندما تكون الحالة متوسطة أو خفيفة، فلا يتسبَّب ارتجاع الصمام المترالي عادةً في حدوث أي مشاكل. ومع ذلك، فإن ارتجاع الصمام المترالي يمكن أن يؤدي إلى حدوث مضاعفات تشمل ما يلي:

  • الفشل القلبي. يحدث قصور القلب عند عدم تمكُّن القلب من ضخ كمية كافية من الدم تفي باحتياجات جسمك. يمثِّل ارتجاع الصمام المترالي الشديد ضغطًا إضافيًّا على القلب؛ لأنه في ظل ضخ الدم عكسيًّا، تكون هناك كمية دم أقل تتقدم للأمام مع كل نبضة. يصبح البطين الأيسر أكبر، ويضعف في حالة عدم علاجه. وهذا يمكن أن يؤدي إلى قصور القلب.

    وأيضًا يتزايد الضغط في رئتيك؛ مما يؤدي إلى تراكم السوائل، ومن ثم إجهاد الجانب الأيمن من القلب.

  • الرجفان الأذيني. قد يؤدي تمدُّد وتضخُّم الأذين الأيسر للقلب إلى عدم انتظام ضربات القلب، وفيه تنبض الغرف العلوية لقلبك بطريقة فوضوية وسريعة. يمكن أن يسبِّب الرجفان الأذيني جلطات دموية، ويمكن أن تنفصل عن قلبك وتنتقل إلى أجزاء أخرى من جسمك مسبِّبة مشاكل خطيرة، مثل السكتة الدماغية، وذلك في حال كانت الجلطة تسد وعاءً دمويًّا في دماغك.
  • ارتفاع الضغط الرئوي. إذا كنت مصابًا بارتخاء الصمام التاجي على المدى الطويل دون علاج، أو بقلس تاجي لا يُعالَج بالشكل الصحيح، عندئذ يمكن أن تشعر بنوع من ارتفاع ضغط الدم يؤثر على الأوعية الموجودة في الرئتين (ارتفاع ضغط الدم الرئوي). يمكن أن يؤدي الصمام التاجي السَّرِب إلى زيادة الضغط في الأذين الأيسر؛ مما قد يؤدي في النهاية إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي. وهذا يمكن أن يؤدي إلى فشل القلب على الجانب الأيمن من القلب.
شارك المقالة:
92 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook