تُعرَّف الدُّهون الثُّلاثيَّة (triglycerides) بأنها مركباتٍ كيميائيةٍ يهضمها الجسم لتزويده بالطَّاقة ليتمكن من القيام بعمليَّة الأيض (الاستقلاب)، والتي تُخزَّن في الخلايا الدهنية في مناطق مختلفة من الجسم ليتمّ إطلاقها عند الحاجة إليها للحصول على الطاقة عبر هرمونات معينة.
بالتالي يحتاج الجسم إلى مستويات قليلة معيَّنة من هذه الدهون، والتي تعد مهمة للبقاء على قيد الحياة.
لكن من يتناولون كميَّات كبيرة من السُّعرات الحراريَّة، أي تزيد عمَّا يحرقونه، وخصوصاً تلك الآتية من الدهون والكربوهيدرات، فإنَّ مستويات الدهون الثُّلاثيَّة ترتفع لديهم ليصابوا عادة بارتفاع مستويات الدهون الثلاثية.
تُعدُّ مستويات الدُّهون الثُّلاثيَّة مقياساً مهماً لصحة القلب، ويمكن التَّعرف على مستويات الدهون الثلاثية من خلال إجراء فحص بسيط للدَّم عادةً ما يتم ضمن فحص الكوليسترول. وتظهر النتائج كالآتي:
تؤدِّي المستويات العالية من الدهون الثُّلاثيِّة في الدَّم إلى زيادة احتمالية الإصابة بتصلُّب الشَّرايين، ما يفضي بدوره إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والنَّوبات القلبيَّة والسَّكتات الدِّماغيَّة.
كما وأنَّ الارتفاع المفرط في مستويات هذه الدُّهون قد يسبب أيضاً التهاب البنكرياس.
لا شك بأن تناول كمية كبيرة من السعرات الحرارية وبشكل مستمر يفضي إلى الإصابة بارتفاع مستويات الدهون الثلاثيَّة في الدَّم.
كما وتتعدَّد الأمراض التي تُؤدِّي إلى ذلك، والتي تشمل:
الجدير بالذكر أنَّ بعض الأدوية تسبب هذا الارتفاع، منها التاموكسيفين والإستروجينات وحبوب منع الحمل ومثبَّطات الجهاز المناعيِّ، بالإضافة إلى حاصرات البيتا (beta-blockers) ومدرات البول والستيرويدات.
فضلاً عن ذلك، فإن الوراثة تلعب دوراً في الإصابة بارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم.
تتعدَّد العوامل الَّتي تزيد من احتماليّة الإصابة بارتفاع مستويات الدُّهون الثُّلاثيَّة بالدَّم، والتي تتضمَّن الآتي:
يعد ارتفاع مستويات الدُّهون الثُّلاثيَّة في الدَّم حالة وراثيَّة، فالعديد يرث الميول إلى زيادة مستويات هذه الدهون إمَّا وحدها أو مع الميول إلى الإصابة بارتفاع الكوليسترول.
في بعض الأحيان، يكون العامل الجينيَّ كافيا للتَّسبب بارتفاع مستويات الدُّهون المذكورة، غير أنَّ هذه العوامل في أحيانٍ كثيرةٍ تتفاعل مع عوامل أخرى، منها عوامل حياتيةٍ وأخرى صحيَّة.
على الرغم من أنّه قد يبدو من الواضح أنَّ هذا العامل لا يمكن للتخلص منه، إلَّا أنَّه بالحقيقة بالإمكان التَّقليل من احتمالية هذا العامل عبر تغيير سلوكات معيَّنة مثل تحسين أسلوب الحياة ووقاية النَّفس من بعض الأمراضٍ قدر الإمكان.
تسبب أمراضٌ معينةٌ في ارتفاع مستويات الدُّهون الثُّلاثيَّة في الدَّم، وخصوصاً النوع الثَّاني من مرض السُّكَّري إن لم يكن تحت السيطرة.
كما وأنِّ هناك أمراضاً أخرى قد تفضي إلى ارتفاع مستويات الدُّهون المذكورة، منها ضعف نشاط الغُدَّة ّالدرقيَّة وأمراض الكلى.
ويعد استخدام بعض الأدوية من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية ارتفاع الدُّهون المذكورة، منها الستيرويدات القشريَّة والإستروجين وبعض الأدوية الخافضة للضغط.
تُعدُّ السُّمنة سبباً رئيسياً للإصابة بارتفاع مستويات الدُّهون المذكورة في الدَّم، ذلك بأنَّها تُشير بحدِّ ذاتها إلى وجود كمياتٍ مفرطةٍ من الدُّهون في الجسم.
وتزيد احتماليَّة ارتفاع مستويات الدُّهون الثُّلاثيّة في الدم في حالة كون السُّمنة مفرطة في منطقة الخصر.
كما وأن قلَّة ممارسة النشاطات الجسدية تعدُّ سبباً آخر لارتفاع مستويات الدُّهون المذكورة في الدَّم، بالإضافة إلى التَّدخين وشرب الكحول واتباع حمية غنيَّة بالكربوهايدرات.
في أحيانٍ كثيرةٍ، قد لا يسبب ارتفاع مستويات الدُّهون الثُّلاثيَّة في الدَّم أية أعراض.
ففي معظم الحالات قد يتمُّ اكتشاف وجود هذا الارتفاع عبر إجراء فحصٍ لمعرفة مستويات الكوليسترول في الدم، وهو فحص يعرف بتحليل البروتينات الدهنية (lipoprotein analysis).
إن وُجد أن مستويات الدُّهون المذكورة مرتفعة بالفعل، فقد يقوم الطبيب بفحص الشَّخص لمعرفة ما إن كان لديه حالات مرضية أخرى مرتبطة بهذا الارتفاع، منها ضعف نشاط الغُدَّة الدُّرقيَّة وأمراض الكلى ومتلازمة الأيض ومرض السُّكَّري.
لكنَّ هناك بعض حالات الإصابة التي قد تظهر من خلالها الأعراض، مثل حالات ارتفاع هذه الدُّهون التي تكون ناجمةً عن حالةٍ وراثيةٍ، فهي قد تُسبِّب ظهور ترسُّبات تحت الجلد تعرف بالأورام الصَّفراء (xanthomas).
كما وأنَّه في حالة كون هذه الدُّهون مرتفعة بشكل مفرط، فقد يُصاب الشخص بالتهابٍ في البنكرياس، والذي يسبب ألماً بطنياً مفاجئاً وشديداً، فضلاً عن أعراضٍ أخرى، منها:
يتمُّ الكشف عن مستويات الدُّهون الثُّلاثيَّة عن طريق اختبار الدَّم المعروف بتحليل البروتينات الدُّهنيَّة كما ذكر أعلاه.
هذا الاختبار يعمل على قياس مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
يجب أن تسأل الطبيب عن الخضوع لهذا الفحص الهادف إلى تشخيص مستويات الدهون الثلاثية في الدم لديك، فعادة ما ينصح الشخص بالخضوع لمثل هذا الفحص بانتظام في الفترة العمرية الواقعة بين 20- 79 عاماً كل 4-6 سنوات تقريباً.
قد يطلب منك الطبيب الخضوع لهذا الفحص بوتيرة أعلى إن كنت تقع ضمن فئات الخطر للإصابة بالمرض.
قبيل الخضوع للفحص عليك:
تأكد من إطلاع طبيبك عن أي أدوية تقوم بتناولها، فقد يؤثر ذلك على نتيجة الفحص الخاصة بك.
تُستخدم الأدوية التي يصفها الطبيب في خفض مستويات الكوليسترول المترفعة والمعروف بال (LDL) بالإضافة إلى الدهون الثُّلاثيَّة.
كما أن هناك أنواع مختلفة من الأدوية بهذا الهدف، بيد أن بعض هذه الأدوية لا يعد فعالاً في خفض الدهون الثُّلاثيَّة.
تتضمن الأدوية الفعالة في خفض مستويات هذه الدُّهون الآتي:
تساعد مكمِّلات زيت السَّمك، المعروفة أيضاً باسم الأحماض الدُّهنية أوميغا 3 (Omega 3 fatty acids)، في خفض مستويات الدُّهون الثُّلاثيَّة في الدَّم.
توصي الجمعيَّة الأمريكيَّة للقلب بأن لا تزيد السُّعرات الحراريَّة اليوميَّة التي تأتي من الدهون المشبعة عن 6% من مجمل السُّعرات.
وآتياً بعض النصائح التي يجب الأخذ بها للوقاية من ارتفاع هذه الدُّهون:
تشمل قائمة المضاعفات والَّتي تنجُم عن ارتفاع مستويات الدُّهون الثَّلاثيَّة في الدَّم الآتي:
ترتفع مستويات الدهون الثلاثية وتنخفض بناءً على ما يخزنه الجسم من دهون. وعادةً ما يهتمُّ الأطباء عندما تكون هذه المستويات مرتفعة لدى الشَّخص وليس عندما تكون منخفضة، وذلك على الرغم من أنَّ انخفاضها يدل على وجود حالة مرضيَّة ما.
يخاف بعض الاطباء من أن يقوم المريض بعلاج ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم بشكل غير مناسب ليؤدي ذلك إلى انخفاض شديد في مستوياته.
وتتضمن أعراض انخفاض مستويات الدُّهون الثُّلاثيَّة في الدَّم ما يلي: