ارتفاع ضغط الدم الثانوي أعراضه وأسبابه

الكاتب: د. ايمان شبارة -
ارتفاع ضغط الدم الثانوي أعراضه وأسبابه.

ارتفاع ضغط الدم الثانوي أعراضه وأسبابه.

نظرة عامة

ارتفاع ضغط الدم الثانوي هو ارتفاع ضغط الدم الناتج عن حالة طبية أخرى. يُمكِن أن يكون سبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي الظروف التي تُؤثِّر في الكُلى والشرايين والقلب أو نظام الغدد الصماء. يُمكِن أن يَحدُث ارتفاع ضغط الدم الثانوي أيضًا أثناء الحمل.

يختلف ارتفاع ضغط الدم الثانوي عن النوع المعتاد لارتفاع ضغط الدم (ارتفاع ضغط الدم الأساسي)، والذي يُشار إليه غالبًا بارتفاع ضغط الدم. لا يوجد سببٌ واضحٌ لارتفاع ضغط الدم الأساسي، ويُعتقَد أنه مرتبطٌ بالوراثة، وسوء التغذية، وعدم ممارسة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى السِّمنة.

يُمكِن لعلاج ارتفاع ضغط الدم الثانوي في كثير من الأحيان التحكُّم في الحالة المرضية وارتفاع ضغط الدم على حدٍّ سواء؛ مما يُقلِّل من خطر حدوث مضاعفات خطيرة - بما في ذلك أمراض القلب، والفشل الكلوي، والسكتات الدماغية.

الأعراض

ومثل ارتفاع ضغط الدم الأولي، لا يحمل ارتفاع ضغط الدم الثانوي علامات أو أعراضًا محددة، ولو بلغ ارتفاع ضغط الدم مستويات مرتفعة خطيرة.

وإذا لم يسبق تشخيص المريض بالإصابة بارتفاع ضغط الدم، فالإصابة بأيٍّ من هذه العلامات يعني أن الحالة هي ارتفاع ضغط دم ثانوي:

  • ارتفاع ضغط الدم الذي لا يستجيب لأدوية علاج ضغط الدم (فرط ضغط الدم المقاوم)
  • ارتفاع ضغط الدم البالغ، ارتفاع ضغط الدم الانقباضي أكثر من 180 مليمتر من الزئبق (مم/زئبق) أو ارتفاع ضغط الدم الانبساطي أكثر من 120 مم/زئبق
  • ارتفاع ضغط الدم الذي لم يعد يستجيب للأدوية التي كانت تسيطر عليه سابقًا
  • الإصابة المفاجئة بارتفاع ضغط الدم قبل سن 30 وبعد سن 55 عامًا
  • لا يوجد تاريخ عائلي للإصابة بضغط الدم المرتفع
  • لا توجد بدانة

متى تزور الطبيب

إذا كنت مصابًا بحالة يمكنها أن تسبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي، فقد تحتاج إلى قياس ضغط دمك بصفة أكثر تكرارًا. اسأل طبيبك كم مرة يتعين عليك قياس ضغط الدم.

الأسباب

يمكن أن يتسبب عدد من الحالات الأخرى في ارتفاع ضغط الدم الثانوي. قد يتسبب العديد من أمراض الكلى في ارتفاع ضغط الدم الثانوي، ويشمل ذلك:

  • مضاعفات مرض السكري (اعتلال الكلى السكري). يمكن أن يتسبب مرض السكري في تلف نظام ترشيح كليتك، مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
  • داء الكُلية متعدِّدة الكيسات. في هذه الحالة الوراثية، تمنع هذه الكيساتُ الكليتين من العمل بشكل طبيعي، ويمكن أن ترفع من ضغط الدم.
  • مرض الكبيبات. تعمل كليتاك على ترشيح الفضلات والصوديوم باستخدام مرشحات ذات حجم مجهري تُسمَّى الكبيبات التي يمكن أن تتورم في بعض الأحيان. إذا لم تتمكن الكبيبة المنتفخة من العمل بشكل طبيعي، فقد تصاب بارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم الوعائي. ينتج هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم عن تضييق (تضيُّق) أحد الشريانَيْن المؤديَيْن إلى كليتيك أو كلَيْهما.

    غالبًا ما ينتج ارتفاع ضغط الدم الوعائي عن نفس نوع اللويحات الدهنية التي يمكن أن تلحق الضرر بالشرايين التاجية (تصلب الشرايين)، أو حالة منفصلة يحدث فيها تثخين وتصلُّب للعضلات والأنسجة الليفية لجدار الشريان الكلوي إلى حلقات (خلل التنسج العضلي الليفي). يمكن أن تتسبب هذه الحالة في ضرر لا يمكن علاجه.

وقد تتسبب الحالات الطبية التي تؤثر على مستويات الهرمون في ارتفاع ضغط الدم الثانوي أيضًا. وقد تتضمن هذه الحالات ما يلي:

  • متلازمة كوشينغ. في هذه الحالة، قد تسبِّب أدوية الكورتيكوستيرويد ارتفاع ضغط الدم الثانوي، أو قد يكون سبب ارتفاع ضغط الدم ناجمًا عن ورم في الغدة النخامية أو عوامل أخرى تؤدي إلى فرط إفراز هرمون الكورتيزول من الغدد الكظرية.
  • الألدوستيرونية. في هذه الحالة، يؤدي ورم في إحدى الغدتين الكظريتين أو كلتيهما إلى زيادة نمو الخلايا الطبيعية في إحدى هاتين الغدتين أو كلتيهما، أو قد تؤدي عوامل أخرى إلى فرط إفراز هرمون الألدوستيرون من الغدد الكظرية. تتسبب هذه الحالة في حثِّ كليتيك على الاحتفاظ بالأملاح والماء وفقدان الكثير من البوتاسيوم؛ مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
  • ورم القواتم. يزيد هذا الورم النادر، الذي يصيب عادةً إحدى الغدتين الكظريتين، من إفراز هرموني الأدرينالين والنورادرينالين، مما قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل أو القصير.
  • مشاكل الغدة الدرقية. يمكن أن يحدث ارتفاع ضغط الدم عندما لا تفرز الغدة الدرقية ما يكفي من هرمون الغدة الدرقية (قصور الدرقية)، أو على العكس عندما تفرز الكثير من هذا الهرمون (فرط الدرقية).
  • فرط الدريقات. تنظم الغدد الدرقية مستويات الكالسيوم والفوسفور في جسمك. وعندما تفرز الغدد الكثير من هرمون الغدة الدرقية، ترتفع كمية الكالسيوم في دمك؛ مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

تشمل الأسباب المحتملة الأخرى لارتفاع ضغط الدم الثانوي ما يلي:

  • تضيُّق الشريان الأورطي (الأبهر). مع وجود هذا العيب بشكل عام عند الولادة، يضيق الشريان الرئيسي للجسم (الشريان الأورطي) (التضيُّق). يفرض هذا على القلب الضخَّ بشكل أقوى للحصول على الدم من خلال الشريان الأورطي وبقية جسمك. يرفع هذا بدوره من ضغط الدم، وخاصة في ذراعيك.
  • انقطاع النفس النومي. في هذه الحالة، التي تتَّسم غالبًا بالشخير الشديد، يتوقف التنفس بشكل متكرر ويبدأ أثناء النوم، مما يؤدي إلى عدم حصولك على كمية كافية من الأكسجين.

    حيث قد يؤدي عدم حصولك على كمية كافية من الأكسجين إلى تلف بطانة جدران الأوعية الدموية؛ ما قد يقلِّل من فعالية الأوعية الدموية في تنظيم ضغط الدم لديك. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي انقطاع النفس النومي إلى فرط نشاط جزء من الجهاز العصبي وإفراز بعض المواد الكيميائية التي ترفع ضغط الدم.

  • السُمنة. مع زيادة الوزن، تزداد حركة الدورة الدموية في جسمك. ويفرض هذا ضغطًا إضافيًّا على جدران الشرايين، مما يزيد من ضغط الدم لديك.

    وغالبًا ما يرتبط الوزن الزائد بزيادة معدل ضربات القلب وانخفاض قدرة الأوعية الدموية على نقل الدم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الرواسب الدهنية إلى إفراز مواد كيميائية ترفع ضغط الدم. يمكن أن تتسبب كل هذه العوامل في ارتفاع ضغط الدم.

  • الحمل. قد يزيد الحمل من ارتفاع ضغط الدم الحالي، أو قد يُفاقِم من ارتفاع ضغط الدم (ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل أو تسمم الحمل).
  • الأدوية والمكملات الغذائية. يمكن أن تسبب الأدوية المختلفة المصروفة بوصفة طبية - مثل مسكنات الألم وحبوب منع الحمل ومضادات الاكتئاب والعقاقير المستخدَمة بعد عمليات زرع الأعضاء - ارتفاعَ ضغط الدم أو تفاقمه لدى بعض الأشخاص.

    ويمكن للأدوية المزيلة للاحتقان وبعض المكملات العشبية التي تُصرَف دون وصفة طبية، ويشمل ذلك الجينسنغ والعرق سوس والإفيدرا (ما هوانغ)؛ إحداثُ نفس التأثير. وتؤدي العديد من العقاقير غير القانونية، مثل الكوكايين والميتامفيتامين، إلى ارتفاع ضغط الدم.

عوامل الخطر

يُعد أكبر عامل من عوامل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الثانوي هو وجود مرض طبي يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم، مثل مشاكل في الكلى أو الشريان أو القلب أو جهاز الغدد الصماء.

المضاعفات

يمكن أن يزيد ارتفاع ضغط الدم الثانوي من سوء الحالة الطبية الكامنة التي لديك، والتي تتسبب في ارتفاع ضغط الدم. إذا لم تتلق العلاج، فيمكن أن يرتبط ارتفاع ضغط الدم الثانوي أيضًا بحالات طبية أخرى، مثل:

  • تلف الشرايين. يمكن أن يؤدي هذا إلى تصلب الشرايين وزيادة سماكتها (تصلب الشرايين)، الأمر الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية أو غير ذلك من المضاعفات.
  • تمدد الأوعية الدموية. يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يسبب ضعفًا في الأوعية الدموية وانتفاخها، ويؤدي إلى الإصابة بأم الدم. إذا تمزقت أم الدم، يمكن أن يكون ذلك مهددًا للحياة.
  • فشل القلب. لضخ الدم لمقاومة الضغط العالي في الأوعية، تتضخم عضلات القلب. في نهاية المطاف، قد تجد العضلات المتضخمة صعوبة في ضخ دم كافٍ لتلبية احتياجات الجسم، والتي قد تؤدي إلى فشل القلب.
  • الأوعية الدموية الضعيفة والضيقة في الكليتين. ويمكن لهذا أن يمنع تلك الأعضاء من العمل بشكل طبيعي.
  • الأوعية الدموية المتضخمة والضيقة والممزقة في العينين. يمكن أن يسبب هذا فقدان الرؤية.
  • متلازمة الأيض. هذه المتلازمة عبارة عن مجموعة من الاضطرابات التي تصيب أيض الجسم، بما في ذلك زيادة محيط الخصر؛ وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية؛ وانخفاض مستوى كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة (HDL)، الكوليسترول "الجيد"؛ وارتفاع ضغط الدم؛ وارتفاع مستويات الأنسولين.

    إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فمن المرجح أن يكون لديك مكونات أخرى من متلازمة التمثيل الغذائي. كلما زادت المكونات التي لديك، زاد خطر الإصابة بداء السكري، ومرض القلب أو السكتة الدماغية.

  • مشاكل في الذاكرة والفهم. وربما يؤثر ارتفاع ضغط الدم الخارج عن نطاق السيطرة كذلك على قدرتك على التفكير، والتذكر والتعلم. تظهر مفاهيم مشاكل الذاكرة أو الفهم بشكل أكثر شيوعًا عند المصابين بضغط الدم المرتفع.
شارك المقالة:
242 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook