ارتفاع ضغط الدم الثانوي تشخيصه وعلاجه

الكاتب: د. ايمان شبارة -
ارتفاع ضغط الدم الثانوي تشخيصه وعلاجه.

ارتفاع ضغط الدم الثانوي تشخيصه وعلاجه.

التشخيص

لتشخيص ارتفاع ضغط الدم الثانوي، سيقوم طبيبك أولاً بقراءة ضغط الدم باستخدام سوار قابل للنفخ، تمامًا كما يتم قياس ضغط الدم أثناء موعد الطبيب المعتاد.

قد لا يشخص طبيبك ارتفاع ضغط الدم الثانوي بناءً على قراءة واحدة فقط أعلى من القراءة الطبيعية لضغط الدم. قد يحتاج الأمر من ثلاثة إلى ستة قياسات مرتفعة لضغط الدم في مواعيد منفصلة لتشخيص ارتفاع ضغط الدم الثانوي. قد تأتي هذه القياسات من مراقبة ضغط الدم في المنزل واستخدام جهاز مراقبة ضغط الدم الجوال. من خلال مراقبة ضغط الدم الجوال، يأخذ الجهاز قياسات ضغط الدم تلقائيًا في أوقات محددة طوال اليوم.

سيرغب طبيبك أيضًا في التحقق من الدلالات الأخرى لتحديد سبب ارتفاع ضغط الدم لديك. قد يشمل ذلك:

  • اختبار دم. قد يرغب طبيبك في فحص البوتاسيوم والصوديوم والكرياتينين وغلوكوز الدم الصائم والكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في دمك للمساعدة على إجراء التشخيص.
  • اختبار بول. قد يرغب طبيبك في فحص البول بحثًا عن دلالات قد تُظهر ارتفاع ضغط الدم لديك بسبب حالة طبية أخرى.
  • اختبار تصوير الموجات فوق الصوتية لكليتيك. نظرًا لأن العديد من الحالات المرضية في الكلى مرتبطة بارتفاع ضغط الدم الثانوي، فقد يطلب طبيبك إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية على الكليتين والأوعية الدموية.

    في هذا الاختبار غير الجراحي، سيقوم فني بتشغيل أداة تسمى محول الطاقة على جلدك. يقيس محول الطاقة، الذي يصدر موجات صوتية، كيفية ارتداد موجات الصوت من الكليتين والشرايين في جسمك ويرسل الصور التي أنشأتها موجات الصوت إلى شاشة الكمبيوتر.

  • مخطط كهربائية القلب (ECG). إذا اعتقد طبيبك أن ارتفاع ضغط الدم الثانوي قد يكون بسبب مشكلة في القلب، فقد يطلب إجراء مخطط كهربية قلب.

    خلال هذا الإجراء غير الباضع، يتم لصق أجهزة الاستشعار (الأقطاب الكهربائية) التي يمكنها الكشف عن النشاط الكهربائي لقلبك بصدرك وأحيانًا بأطرافك. يقيس مخطط كهربية القلب توقيت كل مرحلة كهربائية في ضربات القلب ومدتها.

العلاج

في كثيرٍ من الأحيان، تتطلَّب الحالة الأساسية العلاج بالأدوية أو الجراحة. بمجرَّد المُعالجة الفعَّالة للحالة الأساسية، قد ينخفِض ارتفاع ضغط الدم الثانوي أو حتى يعود إلى وضعه الطبيعي.

رغم ذلك، يمكن أن تُساعد غالبًا تغييرات نمَط الحياة،مثل تناول الأطعمة الصحية، وزيادة النشاط البدني، والحفاظ على وزنٍ صحي، في الحِفاظ على انخفاض ضغط الدم. قد تحتاج إلى الاستمرار في تناُول أدوية ضغط الدم أيضًا، وقد تؤثر أية حالة طبية كامنة لديك على اختيار الطبيب للدواء.

تشمل خيارات العقاقير المُمكنة ما يلي:

  • مدرَّات البول الثيازيدية. مدرَّات البول، وتُدعَى أحيانًا حبوب الماء، هي أدوية تعمل على كليتيك لمساعدة جسمكَ على التخلص من الصوديوم والماء، مخفضة بذلك من حجم الدم. مُدرَّات البول الثيازيدية هي عادةً الخيار الأول، لكنها ليست الوحيدة، المُستخدمة في علاج ضغط الدم المرتفِع.

    تكون هذه الأدوية غالبًا عامَّة وقليلة التَّكلِفة عن غيرها من الأدوية المُستخدمَة في ارتفاع ضغط الدم. إذا لم تكن تَستخدِم مُدرَّات للبول ولا يزال ضغط دمك مُرتفِعا، فتحدَّث مع طبيبك عن إضافة أحدها أو استِبدال دواء تتناوله حاليا بِمُدرٍّ للبول. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة الضَّعف، تشنُّجات السَّاق وارتفاع خطر العجْز الجِنسي.

  • حاصرات بيتا. تُقلِّل هذه الأدوية عبء العمَل الواقِع على القلب وتفتح الأوعية الدموية ممَّا يجعل القلب أقلَّ نبضًا وأقلَّ إجهادًا. عند وصفِها مُنفردة، لا تعمل حاصرات بيتا مع الأشخاص السُّود، ولكنَّها تكون فعَّالة عنداقترانها بأحد مُدرَّات البول الثيازيدية.

    وتشمل الآثار الجانبية المُحتمَلة التَّعب، ومشاكل في النوم، وتباطؤ مُعدَّل ضربات القلب، وبرودة اليَدين والقدَمَين. بالإضافة إلى ذلك، لا يتمُّ وصف حاصرات بيتا عمومًا للأشخاص المصابين بالَّربو، لأنها يُمكن أن تزيد من تشنُّجات العضلات في الرئتين.

  • مُثبِّطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين (ACE). تُساعد هذه الأدوية على استرخاء الأوعية الدموية عن طريق منع تكوين المادة الكيميائية الطبيعية التي تُضيِّق الأوعية الدموية. قد تكون مُثبِّطات ACE مُهمَّة بشكلٍ خاصٍّ في علاج ارتفاع ضغط الدم لدي الأشخاص المصابين بمرض الشريان التاجي أو بمرض القلب أو الفشَل الكُلوي.

    مُقارنةً بحاصرات بيتا، لا تعمل مُثبِّطات ACE كذلك مع الأشخاص السُّود عند وصفِها مُنفردة، ولكن تُثبِتُ فعاليَّتَها عند اقترانها بأحدِ مُدرِّات البول الثيازيدية. وتشمل الآثار الجانبية المُحتمَلة الدوخة والسعال، ولا يُنصَح بتعاطي هذه الأدوية أثناء الحمْل.

  • حاصِرات مُستقبِلات الأنغيوتينسين II. تُساعد هذه الأدوية على استرخاء الأوعية الدموية عن طريق تثبيط عمل، وليس تكوين، المادة الكيميائية الطبيعية التي تُضيِّق الأوعية الدموية. مثل مُثبِّطات ACE، تُفيد حاصرات مُستقبلات أنغيوتنسين II غالبًا للأشخاص الذين لديهم مرض الشريان التاجي، فشَل القلب أو الفشَل الكلوي.

    يكون لهذه الأدوية آثار جانبية مُحتمَلة أقلُّ من مُثبِّطات ACE، ولكن لا تُستخدَم أثناء الحمْل أيضاً.

  • حاصرات قنوات الكالسيوم. تُساعد هذه الأدوية على إرخاء عضلات الأوعية الدموية وقد تعمَل على إبطاء مُعدَّل نبضات القلب. قد تعمَل حاصرات قنوات الكالسيوم بالنسبة لبعض الأشخاص بشكلٍ أفضل من مُثبِّطات ACE أو حاصرات بيتا وحدَها. وتشمل الآثار الجانبية المُحتمَلة احتِباس الماء، والدوخة والإمساك.

    يتفاعَل عصير الجريب فروت مع بعض حاصِرات مُستقبلات الكالسيوم، رافعًا مستويات الأدوية في الدم ويضعك في خطرٍ أكبر من المضاعفات الجانبية. أسال طبيبك أو الصيدلي إذا كان الدواء الخاص بك يتأثَّر بعصير الجريب فرويت.

  • مُثبِّطات الريرين المُباشرة. وتشمل العلاجات الحديثة لارتفاع ضغط الدم مُثبِّطات الريرين المُباشرة، مثل اليسكيرين (Tekturna™‎). يعمل اليسكرين على استرخاء وتوسيع الشرايين عن طريق منع عمل الرَّنين. الرَّنين هو الإنزيم الأولي في سلسلة من الخطوات التي يتمُّ فيها إنتاج المواد الكيميائية (أنغيوتنسين، الدوتيرون، وغيرها) المهمَّة لصحَّة القلب والأوعية الدموية ومرضِها.

    وتحذِّر إدارة الغذاء والدواء بقوَّةٍ من استخدام اليسكيرين بالاشتراك مع مُثبِّطات ACE أو حاصرات مُستقبلات أنغيوتنسين II في الأشخاص المصابين بمرض السُّكري أو مشاكل الكُلي المعتدِلة إلى الحادَّة. وتشمل الآثار الجانبية الشائعة من اليسكيرين الدوخة والإسهال.

قد يكون العلاج مُعقَّدًا في بعض الأحيان. قد تحتاج إلى أكثر من دواءٍ واحد مع تغيير نمط الحياة للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم. سيرغَب طبيبك في رؤيتك بشكلٍ أكثر تكرارًا حتى يستقرَّ ضغط الدم، ربما بشكلٍ مُتكرِّر مرةً في الشهر. قد يُوصي طبيبك أيضًا بمتابعة ضغط الدم في المنزل.

شارك المقالة:
202 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook