إلتهاب اللثة Gingivitis شكل شائع وبسيط من أمراض اللثة (مرض دواعم السن Periodontal disease)، يتسبب بحصول تخريش واحمرار وتورم (إلتهاب) في اللثة عند أعناق الأسنان. من المهم أن تأخذ إلتهاب اللثة على محمل الجد وتعالجه فوراً، فإلتهاب اللثة يمكن أن يؤدي إلى مرض أكثر خطراً اسمه إلتهاب الدواعم السنية Periodontitis (هو إلتهاب يصيب اللثة، العظم وأنسجة الأسنان) وبالتالي قد يؤدي إلى فقدان الأسنان.
توجد تصنيفات عديدة لإلتهابات اللثة، ولكن لأغراض عملية يُستخدم هذا التصنيف الأكثر سهولة:
في حال عدم معالجة إلتهاب اللثة بشكل صحيح، سوف يتحول الالتهاب إلى إلتهابٍ مزمن وسوف تبدأ أعراض مرض الدواعم السنية بالظهور. تشمل أعراض وعلامات إلتهاب اللثة المزمن:
يتسبب الحمل بتغيرات هرمونية تزيد خطورة الإصابة بمشاكل في الصحة الفموية، مثل إصابة الحامل بالتهاب اللثة. وبنتيجة هذه التغيرات الهرمونية، سوف تُصاب 40% من الحوامل بالتهاب اللثة في وقت ما من حملهن – وهي حالة نعرفها باسم إلتهاب اللثة الحملي.
يسبب ازدياد مستويات الأستروجين أثناء الحمل سهولة نمو جراثيم معينة تسبب إلتهاب اللثة، كما يجعل نسيج اللثة أكثر استعداداً للإصابة باللويحات (Dental plaque) ويزيد استجابة الجسم تجاه السموم الناجمة عن اللويحات. لو كان عندك مشاكل في اللثة، الحمل سوف يجعلها أكثر سوءاً.
يظهر إلتهاب اللثة الحملي عادة بين الشهرين الثاني والثامن من الحمل. تتراوح علامات إلتهاب اللثة عند الحامل من احمرار بسيط في اللثة، إلى سهولة النزف من اللثة أثناء تنظيف الأسنان، إلى تورم شديد في اللثة ونزيف من اللثة.
على عكس ما يظنه كثيرون أن إلتهاب اللثة مرض خاص بالكبار، فإن إلتهاب اللثة مرض يصيب على أرض الواقع مختلف الأعمار، لذلك فإن تشخيص المرض وعلاجه والوقاية منه أمر مهم عندهم. من المهم لذلك تعليم عادات الصحة الفموية للأطفال ومراقبة عاداتهم في تفريش الأسنان لأن هذا يحميهم من التسوسات ومن مشاكل الدواعم السنية الخطيرة.
بين الأطفال يوجد خمس علامات رئيسية تشير إلى إلتهاب اللثة وهي النزيف والتورم والاحمرار ورائحة النفس الكريهة وانحسار اللثة.
السبب الأكثر شيوعاً لحدوث التهاب اللثة هو تراكم اللويحات الجرثومية بين الأسنان وفي محيطها، وهو أمر يحرض على حدوث استجابة مناعية، والذي قد يؤدي بدوره في نهاية المطاف إلى تضر نسيج اللثة وإلى مضاعفات أخطر في النهاية مثل فقد الأسنان.
اللويحة السنية Dental plaque هي رقاقة حيوية تتراكم بشكل طبيعي على الأسنان. تحدث اللويحات عادة بفعل الجراثيم المستوطنة التي تحاول أن تلتصق على الأسطح السنية الملساء. يمكن أن تتسبب اللويحات السنية كذلك في حدوث التسوسات السنية ومشاكل في الدواعم السنية مثل التهاب اللثة والتهاب الدواعم السنية المزمنة.
في حال عدم إزالة اللويحات بشكل كاف، سوف تتسبب في تراكم القلح tartar (ذو لون أصفر) على قاعدة الأسنان بجوار اللثة. إزالة القلح أصعب ولا يمكن إزالتها إلا بيدي طبيب الأسنان.
يمكن أن يكون التهاب اللثة غير مؤلم في البداية، ولا يعطي إلا القليل من العلامات الواضحة، إلى أن يصل إلى مرحلة متأخرة. هناك بعض العلامات التي تشير إلى المرض. تتضمن أعراض أمراض اللثة ما يلي:
حتى ولو لم تلاحظ أية أعراض، فهذا لا يعني بالضرورة أنه ليس عندك درجة ما من التهاب اللثة. يمكن ألا يؤثر التهاب اللثة عند بعض الأشخاص إلا على أسنان معينة مثل الأضراس. لا يستطيع إلا طبيب الأسنان أن يحدد تطور التهاب اللثة عندك.
تتلخص أهداف علاج التهاب اللثة في تعزيز إعادة اتصال النسيج اللثوي المعافى إلى الأسنان وتقليل التورم وعمق الجيوب، خطورة حدوث عدوى وإيقاف تطور المرض. تعتمد الخيارات العلاجية على مرحلة المرض وعلى استجابتك لأية علاجات سابقة وعلى الصحة الإجمالية.
يجب علاج التهاب اللثة المزمن عند طبيب الأسنان، والذي سوف يقوم بعلاج المناطق المصابة وإنهاء أية جيوب جرثومية. سوف يقوم طبيب الأسنان عند الضرورة بإعادة بناء السن الذي تعرض لتخريب. المضادات الحيوية مهمة من أجل القضاء على العدوى الجرثومية.
يتعين على المريض من أجل الوقاية من عودة التهاب اللثة المزمن أن يزور طبيب الأسنان بانتظام (كل 6-12 شهر). ويجب الالتزام بعادات الصحة الفموية من تنظيف الأسنان مرتين على الأقل يومياً وتنظيفها بالخيط مرة في اليوم واستخدام غسول الكلور هيكسيدين الفموي.
ويجب كذلك الالتزام بنظام غذائي مناسب لصحة الفم منخفض السكريات وغني بالفاكهة والخضراوات القاسية من التفاح والجزر والتي تساعد على تنظيف الأسنان.
عند الإصابة بالتهاب اللثة، يساعد تفريش الأسنان بمعجون أسنان يحتوي على الفلورايد (Fluoride) في إبطاء تطور المرض وربما يفيد في علاج الحالة. فراشي الأسنان الكهربائية أفضل من الفراشي اليدوية، كما يقلل تنظيف الأسنان بالخيط (الخيط الطبي Dental floss) بشكل يومي من تراكم اللويحات والمنتجات الجرثومية. أظهرت دراسات حديثة أن تفريش الأسنان الذي يُتبع بغسلها بالكلورهيكسيدين Chlorhexidine أو محاليل أخرى يمكن أن يحمل حتى نتائج أفضل من التنظيف بفرشاة الاسنان وبالخيط فقط. تبين أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية تسرع شفاء الالتهاب بعد تنظيف الأسنان وتقليحها.
في حال تطور التهاب اللثة إلى التهاب لثة حاد تقرحي نخري، يمكن أن يوصي الطبيب بمضادات حيوية من أجل القضاء على العدوى الجرثومية، كما يمكن استخدامها لعلاج التهاب اللثة المزمن البسيط. أهم المضادات الحيوية المستخدمة هي:
ثَبُت أن المعقمات تقلل أعداد الجراثيم الضارة في الفم، وهي تسرع شفاء التهاب اللثة عند مشاركتها مع التفريش والتنظيف بالخيط. الغسول الفموي بالكلورهيكسيدين 0.12% له فعالية قوية مبيدة للجراثيم.
يمكن إعطاء المسكنات في بعض حالات التهاب اللثة بالإضافة إلى مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، لأن تسكين الألم مهم من أجل السماح للمريض بالأكل وتفريش الأسنان والتنظيف بالخيط وهي أمور مهمة من أجل شفاء الحالة.
لو كنت قدراً على كشف التهاب اللثة في مراحله الباكرة يمكنك معالجة الحالة بتدابير منزلية. إذا لم تتحول اللويحات إلى قلح فهنا تدابير منزلية تفيدك في التخلص من الالتهاب:
سوف يشكل الملح المتوافر في كل المنازل أول الوسائل العلاجية لالتهاب اللثة وأكثرها فعالية. يجعل الملح البيئة داخل فمك طاردة للجراثيم عن طريق تغيير الحموضة بحيث لا يمكنها النجاة في داخله. الملح له خواص رائعة مضادة للجراثيم وكلنا يعلم أنه يستخدم كمادة حافظة. كما يعمل الملح على تطرية الأغشية المخاطية وبالتالي يخفف تورم اللثة.
تملك الصودا مقدرة فريدة على تعديل حموضة الفم. هذا يجعل نمو الجراثيم في الفم ضرباً من المستحيل.
بالإضافة إلى العناية بنظافة الفم واستخدام الملح والصودا، يوجد علاجات عشبية تساعدك على التخلص من التهاب اللثة من مثل:
يحتوي الكركم على مادة الكركمين المضادة للأكسدة والجراثيم والالتهاب. يستطيع الكركمين أن يخفف من اللويحات والألم والتورم، علاوة على تخفيف نشاط الجراثيم ما يقي من العدوى.
يملك الليمون خواص مضادة للجراثيم ومضادة للالتهاب والتي تساعد على علاج أمراض اللثة. علاوة على غناه بالفيتامين سي ما يجعله فعالاً في مقاومة العدوى.
الألوي فيرا له خواص مقاومة للجراثيم والفطور فعالة جداً في حال التهاب اللثة. يساعد الألوي فيرا في الوقاية من تراكم الجراثيم التي تعطي اللويحات ما ينتهي بالتهاب اللثة.
تساعد المضمضة بزيت السمسم على القضاء على الجراثيم المسببة للويحات التي تسبب التهاب اللثة وتقوي اللثة وتحافظ على صحة الفم.
من المهم في البداية أن تأخذ الحامل خطوات للوقاية من التهاب اللثة من خلال الالتزام بعادات الصحة الفموية، والتي تتضمن تفريش الأسنان مرتين على الأقل يومياً، وتنظيف الأسنان بالخيط مرة في اليوم، واستخدام الغسول الفموي المضاد للجراثيم. لا تهملي زياراتك المنتظمة إلى طبيب الأسنان فقط لأنك حامل.
لو لم يتحسن التهاب اللثة فيجب أن تتلقي المعالجة عند طبيب الأسنان الذي قد يصف لك مضادات حيوية أو يستأصل النسج المصابة.
هذا يعني أن تنظف أسنانك لدقيقتين على الأقل مرتين على الأقل يومياً – صباحاً وقبل الخلود إلى النوم – وتنظيف الأسنان بالخيط مرة في اليوم. والأفضل هو أن تنظف الأسنان بعد كل وجبة أو بحسب توصيات طبيب الأسنان. يفضل أن يسبق التنظيف بالخيط تنظيف الأسنان لإزالة المخلفات التي أرخاها الخيط.
يتعين عليك زيارة طبيب الأسنان بانتظام ليجري لك التنظيف – مرة كل 6-12 شهر. لو كان هناك عوامل خطورة تزيد احتمال إصابتك بالتهاب اللثة، مثل جفاف الفم أو تناول أدوية معينة أو التدخين، فسوف تحتاج للتنظيف بمعدل أكبر. يساعد التصوير السني السنوي بالأشعة السينية على كشف الأمراض التي لا يمكن مشاهدتها بالعين في الفحص السني.
عادات مثل الأكل الصحي وتنظيم سكر الدم في حال الإصابة بالسكري مهمة من أجل المحافظة على صحة اللثة.
في حال إصابتك بالتهاب اللثة ولم تقم بإزالة اللويحات والقلح من أسنانك، فيمكن أن تصبح الحالة أكثر سوءاً وأن تؤدي إلى التهاب الدواعم السنية.