الحكة في المهبل والإحساس بالتخريش والحرقة (Vaginal Itching, Burning, and Irritation) فيه هي أكثر الأعراض المرتبطة بالجهاز التناسلي التي تشكو منها النساء. بما أن هذه الأعراض الثلاثة تكون غالباً مترافقة مع بعضها وتنشأ عادة عن نفس الأسباب فإننا للتبسيط سنستخدم في هذه المقالة مصطلح الحكة المهبلية للإشارة إليها جميعاً.
مع أن الحكة المهبلية تشكل العلامة المميزة لعدوى المهبل بالفطريات ولباقي أنواع عداوى المهبل (بما في ذلك الأمراض المنقولة عن طريق الجنس)، إلا أن المعاناة من الحكة في المهبل والفرج لها أسباب أخرى متنوعة. فالحكة المهبلية قد ترجع إلى مخرشات كيميائية نجدها في مواد التنظيف أو الصوابين أو الغسولات والكريمات المهبلية، أو ورق الحمام، أو مستحضرات النظافة النسائية أو المستحضرات المهبلية المانعة للحمل.
يمكن أن تعاني النساء بعد سن اليأس من الحكة المهبلية بسبب نقص إنتاج هرمون الإستروجين، فمع انخفاض مستويات الإستروجين بعد سن اليأس، تصبح جدران المهبل رقيقة وجافة ما يتسبب بالحكة.
أظهرت بعض الدراسات وجود صلة بين التوتر النفسي وبين التهابات المهبل الفطرية، ويرجع هذا لحقيقة أن التوتر له تأثيرات سلبية على الجهاز المناعي.
لا تستدعي معظم حالات الحكة المهبلية القلق، غير أن المريضة عليها أن تضع باعتبارها استشارة طبيبها أو طبيب النساء لو كانت الحكة شديدة أو لو شكّت بوجود سبب كامن وراءها. بإمكان الطبيب أن يحدد سبب الحكة المهبلية عند المرأة بواسطة الفحوص والتحاليل. كما سوف يقوم الطبيب بوصف المعالجات المناسبة لهذا العرض المزعج.
نورد هنا الأسباب الممكنة وراء معاناتك من الحكة في المهبل أو الفرج:
يتسبب تعرض المهبل للمواد الكيميائية المخرشة (المهيّجة) بالحكة المهبلية. يمكن لتلك المخرشات أن تثير رد فعل تحسسي يُولِّد طفحاً جلدياً حاكاً على مناطق مختلفة من الجسم، بما في ذلك المهبل. تشمل المخرشات الكيميائية الشائعة:
قد يكون البول مهيجاً أحياناً ويتسبب بالحكة لو كانت المريضة مصابة بمرض السكري أو السلس البولي.
يمكن أن تتسبب بعض الأمراض الجلدية (مثل الأكزيما أو الصدفية) باحمرار وحكة في المنطقة التناسلية. الأكزيما التأتبية (والتي نعرفها أيضاً باسم التهاب الجلد التأتبي atopic dermatitis) طفح جلدي يحصل بشكل رئيسي عند الأشخاص المصابين بالربو أو الحساسية. يكون الطفح الجلدي أحمر وحاكاً ومتقشراً. يمكن أن ينتشر الطفح عند بعض النساء المُصابات بالأكزيما إلى المهبل. الصدفية اضطراب جلدي شائع يتسبب ببقع جلدية حمراء متقشرة حاكة تتشكل على الفروة والمفاصل. يمكن أن تحصل هجمات للمرض أحياناً تطال المهبل أيضاً. قد تترافق الحكة المهبلية أيضاً مع وجود طفيليات دقيقة، مثل قمل العانة والديدان الدبوسية، في المنطقة التناسلية.
تُصاب ثلاث نساء من أصل كل أربع نساء بعدوى مهبلية بالفطريات في مرحلة ما من حياتهن. تحدث العدوى بالمبيضات عندما تنمو خميرة المبيضات بشكل كبير في المهبل والفرج. يجعل الحمل والجماع والمضادات الحيوية وضعف جهاز المناعة النساء أكثر عرضة للإصابة بعدوى الفطريات. علاوة على الحكة والتخريش، يمكن أن تتسبب العدوى الفطرية بإفرازات مهبلية سميكة بيضاء لها قوام جبنة القريش.
التهاب المهبل الجرثومي سبب شائع آخر لحدوث الحكة المهبلية. وكما في العدوى المهبلية الفطرية، يمكن أن يحدث التهاب المهبل الجرثومي بسبب اضطراب التوازن بين الجراثيم المفيدة الموجودة طبيعياً في المهبل وبين الجراثيم الضارة. لا يتسبب هذا الاضطراب دائماً بحصول أعراض، بيد أن الأعراض عندما تتواجد تتضمن عادة الحكة المهبلية، وإفرازات مهبلية شاذة كريهة الرائحة. تكون الإفرازات رقيقة ورمادية اللون أو بيضاء، وقد تكون رغوية في بعض الحالات.
العديد من الأمراض المنقولة عن طريق ممارسة الجنس يمكن أن تسبب حكة المهبل. من تلك الأمراض:
يمكن أن تتسبب تلك الأمراض كذلك بأعراض أخرى مثل الإفرازات المهبلية الشاذة الخضراء أو البنية أو الصفراء، والألم أثناء التبول.
تكون النساء في سن اليأس معرضات أكثر للإصابة بالحكة المهبلية. يحدث هذا بسبب انخفاض مستويات الإستروجين الذي يحصل أثناء سن اليأس، والذي يمكن أن يؤدي للإصابة بضمور المهبل، وهو عبارة عن ترقق في مخاطية المهبل يؤدي إلى جفاف المهبل. قد يسبب جفاف المهبل الحكة والتخريش إذا بقيت المرأة دون معالجة.
قد يتسبب الإجهاد الجسدي والتوتر النفسي بحكة وتخريش مهبلي، ولو أن هذا غير شائع. يحدث هذا عندما يُضعف الإجهاد والتوتر الجهاز المناعي، ما يجعل المرأة معرضة أكثر للإصابة بعدوى تسبب الحكة.
قد تشكل الحكة المهبلية في حالات نادرة عرضاً لسرطان الفرج. لا يتسبب سرطان الفرج بأعراض دائماً، إلا أنها قد تتضمن في حال وجودها الحكة ونزيف غير معتاد وألم في منطقة الفرج. يمكن علاج سرطان الفرج بنجاح إذا شخصه الطبيب في مراحله الباكرة. وهذا سبب آخر لأهمية القيام بفحص نسائي بشكل سنوي.
تصاب النساء من مختلف الأعمار بحكة المهبل، إلا أنها شكوى شائعة جداً يمكن علاجها بسهولة عادة. هناك عوامل خطورة تزيد فرصة الإصابة بها مثل:
يمكن أن تترافق الحكة في المهبل والفرج مع طيف واسع من الأعراض الأخرى، وذلك بحسب المرض أو الاضطراب الكامن. فمثلاً تترافق الحكة المهبلية الحاصلة بسبب العدوى الفطرية عادة مع إفرازات مهبلية بيضاء سميكة.
تحدث الحكة المهبلية في بعض الحالات بسبب اضطراب كامن خطير أو قد تشير إلى وجوده، مثل الأمراض المنقولة جنسياً. يجب على المرأة طلب المشورة الطبية فوراً لو كان عندها حكة مهبلية مستمرة، كما عليها التوجه لتلقي العلاج فوراً إذا ظهرت عندها الأعراض التالية:
تترافق الحكة المهبلية عادة مع إفرازات غير معتادة، غير أن بعض النساء قد يعانين من حكة مهبلية غير مترافقة مع إفرازات. نجد الرائحة الكريهة في حالة الحكة المهبلية المترافقة مع الإفرازات.
يشمل تشخيص سبب الحكة المهبلية الفحص الجسدي وأخذ التاريخ المرضي التفصيلي للمريضة.
يمكن أن يأخذ الطبيب مسحة من المهبل أثناء الفحص الجسدي وقد يفحصها تحت المجهر أو يرسلها إلى المختبر. نستخدم هذه العينة لتحديد فيما لو كان هناك ميكروب معين ينمو في المهبل.
كما يمكن إجراء فحوص أخرى بحسب عمر المريضة وتاريخها المرضي للتأكد من وجود الجراثيم المسببة لمرض السيلان أو المتدثرة، وهما مرضان منقولان عن طريق الجنس.
قد يجري الطبيب، اعتماداً على الأعراض والتاريخ المرضي والفحص، اختبار بابا نيكولا Pap Smear, Papanicolaou Test للتأكد من وجود خلايا غير طبيعية.
الإجراء الأول الذي يلجأ له الطبيب من أجل التخلص من الحكة المهبلية هو علاج السبب الكامن وراء الحكة، فعدم مراعاة هذا الأمر يتسبب بفشل العلاج أو عودة الحكة المهبلية.
نعالج حالات العدوى الفطرية بالأدوية المضادة للفطور. تُدخِل المصابة الأدوية إلى المهبل على شكل كريمات أو مراهم أو تحاميل، أو يمكن تناول بعضها عن طريق الفم. يمكنك شراء تلك الأدوية من الصيدلية دون الحاجة إلى وصفة طبية وبجرعات مختلفة. لكن لو لم يسبق لك وأن أصبت بعدوى فطرية، فعليك استشارة الطبيب قبل شراء تلك المستحضرات.
نعالج العدوى الجرثومية بالمضادات الحيوية عادة.
يعتمد علاج العدوى الطفيلية على نوعها، فقد تتضمن كورساً من الأدوية الفموية أو الكريمات الموضعية.
نعالج هذه الاضطرابات عموماً عن طريق تجنب المواد المخرشة مثل الصوابين وأوراق التواليت المعطرة والحشوات المهبلية. كما قد يصف الطبيب كريمات ستيروئيدية موضعية بحسب الموضع والشدة.
يقلل الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن وإجراء التمارين الرياضية بشكل منتظم وضبط مستويات سكر الدم بشكل مناسب احتمال الإصابة بعدوى مهبلية فطرية.
يمكننا علاج تلك الحكة بالكريمات أو الحبوب الدوائية الإستروجينية أو بإدخال حلقة مهبلية.
تصبح مشكلة الحكة المهبلية أسوأ عند ارتداء ملابس داخلية ضيقة أو كتيمة. إذا لم يكن الهواء قادراً على الجريان إلى المنطقة، فسوف تزداد الرطوبة والحرارة في منطقة الفرج والمهبل، ما يجعل الحكة أسوأ بكثير. لا يسمح النايلون وباقي الأقمشة الاصطناعية بجريان الهواء بشكل جيد إلى الجلد تحتها، علاوة على أن الحرارة والرطوبة المتولدة عنها تجعل الفطريات تنمو. أفضل الخيارات عند التعامل مع الحكة المهبلية هو اختيار ملابس داخلية فضفاضة ملائمة ومصنوعة من القطن لأن هذا يسمح بجريان الهواء ولا يسمح بحدوث الرطوبة والحرارة.
بالإضافة إلى أهمية النظافة في الحفاظ على المنطقة طاهرة، يتعين الحرص عند اختيار الصوابين ومستحضرات التنظيف في حال الشكوى من تهيج وتخريش في المنطقة المهبلية. تجنبي استخدام الصوابين المعطرة ومزيلات الرائحة القوية، لأنها قد تؤدي إلى التحسس ما يسبب الحكة. استخدمي بدلاً منها مستحضرات خفيفة غير معطرة، أو بديل عن الصابون. وعليك تبديل المناشف أو الفوط الصحية أو الحشوات بانتظام.
نظفي كامل المنطقة بلطف وعناية بعد التبول أو التبرز، وامسحي المنطقة من الأمام إلى الخلف، فهذا يقلل فرصة سحب جراثيم من الشرج إلى الفرج.
يمكن أن تكوني مصابة بالتهاب جلد تماسي أو تحسس يسبب لك الحكة والتخريش، وهناك أقمشة اصطناعية معينة تسبب تحسس الفرج وتثير رد فعل تحسسي. بعض الأطعمة لها تأثير مماثل أيضاً. كما أن وسائل منع الحمل الموضعية يمكن أن تترك التأثير ذاته.
معرفة أي من الأمور السابقة يمكن أن يتسبب بالحكة عندك يحتاج وقتاً وقد يتطلب فحصاً. يمكنك الاحتفاظ بمفكرة لتكتبي عليها ملاحظاتك عن أي تغييرات في الحكة حصلت بعد تناول أطعمة معينة أو استخدام المخرشات السابقة، فهذا سوف يساعدك على تحديد السبب وتجنبه.
يحتوي لبن الزبادي على جرثومة الملبنة الحمضة lactobacillus acidophilus المفيدة والتي تساعد على توازن نمو الجراثيم المفيدة في الجسم. لبن الزبادي مسكن لطيف للحكة والتخريش، وعند استخدامه يجب أن تتأكدي أنه طبيعي 100%، وأنه خالٍ من المنكهات أو المحليات.
طريقة الاستخدام: يمكن دهن المهبل باللبن مباشرة باستخدام إصبعك أو قطعة قطن، أو أن تأخذي حشوة مهبلية وتغمريها في لبن الزبادي قبل أن تدخليها في المهبل. كما أن تناول لبن الزبادي يومياً مفيد للحفاظ على توازن الجراثيم في جسمك عموماً.
يشكل خل التفاح علاج شعبي متداول للحكة المهبلية بفضل خواصه المضادة للفطريات. كما يحافظ خل التفاح على درجة حموضة المهبل ما يمنع الجراثيم الضارة من النمو.
طريقة الاستخدام: اغلي كوب ماء واتركيه ليبرد، ثم أضيفي إليه ملعقة صغيرة من خل التفاح. اغسلي المهبل بهذا المزيج مرتين أو ثلاث مرات يومياً.
يحتل الثوم مكانة مرموقة في مجال معالجة الأمراض بالأعشاب الطبيعية، ويرجع هذا إلى خواصه المعقمة والمضادة للجراثيم الفريدة من نوعها. وجعل هذا منه علاجاً جيداً لعلاج الحكة المهبلية الراجعة إلى الالتهابات الفطرية أو الجرثومية.
طريقة الاستخدام: قومي بتقشير فص ثوم متوسط الحجم وشكلي حزوزاً على جانبه بالسكين. ضعي الفص في المهبل مدة 2-3 ساعات، أو اتركيه طوال الليل. يمكنك تكرار العملية عدة مرات في اليوم.
يُعرَف عن الملح قدرته على كبح نمو الأحياء الدقيقة الممرضة بما في ذلك الجراثيم والفطريات، وهذا يجعله مفيداً في علاج الحكة الراجعة للعدوى بها.
طريقة الاستخدام:
هناك بعض الخطوات التي تقلل احتمال إصابتك بالحكة المهبلية:
ترجع حكة المهبل غالباً إلى وجود سبب كامن والذي قد يكون خطيراً ويترك مضاعفات شديدة، لذلك تعتمد المضاعفات الممكنة على الحكة نفسها وعلى السبب الكامن والمعالجة المستخدمة، ومن هذه المضاعفات: