هبوط الرحم Uterine prolapse (أو تدلي الرحم) ليس حالة نادرة كما قد يتبادر لأذهان كثير منا، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن ما يقرب من ثلث النساء يعانين من درجة ما من هبوط الرحم في وقت ما من حياتهن، وتزداد فرصة إصابة المرأة بهذا الاضطراب الشائع كلما زاد عدد الحمول والولادات لديها.
يتثبت الرحم ذو البنية العضلية في مكانه الطبيعي في الحوض بفضل عدد من العضلات والأنسجة والأربطة. يمكن أن يسبب الحمل أو الولادة أو مشاكل الولادة أو انخفاض مستويات الإستروجين مع التقدم بالعمر إصابة العضلات والأربطة التي تثبت الرحم بالضعف، ما يتسبب بتحرك الرحم من مكانه وهبوطه في قناة المهبل، ما يؤدي إلى الإصابة بالحالة التي نعرفها باسم هبوط الرحم.
قد يكون هبوط الرحم كاملاً أو ناقصاً. يحدث هبوط الرحم الناقص عندما يهبط الرحم جزئياً فقط في المهبل. بينما يعني الهبوط الكامل نزول كامل الرحم بحيث تبرز أجزاء منه خارج الجسم.
قد يصيب هبوط الرحم النساء في أي عمر، بيد أنه يحدث في المقام الأول عند النساء بعد سن اليأس، وخاصة عند اللواتي ولدن سابقاً مرة أو أكثر عن طريق المهبل. يحصل الضعف في العضلات التي تثبت الرحم بسبب:
لا تحتاج حالات هبوط الرحم الخفيفة للمعالجة عادةً، غير أنه إذا سبب هبوط الرحم الانزعاج لك، أو في حال أثر على حياتك المعتادة، فربما تستفيدين من إجراءات العلاج المختلفة.
نصنف هبوط الرحم إلى مراحل بحسب شدته، وذلك بالاعتماد على مسافة هبوط الرحم.
هبوط الرحم اضطراب متعدد العوامل multifactorial، أي أن حصوله يحتاج عادة إلى تضافر أكثر من عامل واحد.
يسبب ضعف عضلات قاع الحوض عند النساء الإصابة بهبوط الرحم. فعند حصول هذا، تصبح عضلات الحوض غير قادرة على تثبيت الرحم في مكانه الطبيعي، ويسمح هذا للرحم بالانزلاق والهبوط إلى داخل المهبل، الأمر الذي يلقي بالكثير من الضغط عليه، ما يتسبب بتشكل بروز. يحدث ضعف عضلات قاع الحوض بسبب عوامل كثيرة.
يسهم الحمل في الإصابة بهبوط الرحم، حيث تعمل التغيرات الهرمونية المرافقة للحمل على إرخاء البنى الداعمة في قاع الحوض ما يجعلها أكثر مرونة. يمكن لتشارك هذا مع تأثير وزن الجنين أن يشد ويجهد عضلات قاع الحوض والأربطة الداعمة لدرجة أكبر، ما يتسبب بتغير مكان أعضاء الحوض.
كما يمكن للولادة المهبلية الطبيعية أن تسهم في تطور هبوط الرحم، فقد يحدث أحياناً شد لعضلات قاع الحوض والأربطة الداعمة أثناء الولادة لأكثر من الحدود الطبيعية. قد يؤدي هذا الشد الزائد إلى تشكل نسيج ندبي علاوة على حدوث اضرار عصبية في قاع الحوض. نتيجة لذلك قد تتضرر عضلات قاع الحوض بالإضافة إلى تضرر الأنسجة القوية التي تثبت الرحم، ما ينجم عنه تحرك الرحم من مكانه الطبيعي ونزوله في المهبل.
قد تلاحظ المصابة بهبوط الرحم أعراضاً أو قد لا تترافق الحالة بأعراض، وتشمل الأعراض في حال وجودها:
قد يسبب هبوط الرحم بعض الأعراض المرتبطة بممارسة الجنس من مثل:
لن يلاحظ الزوج هبوط الرحم غالباً إذا كان خفيفاً أو متوسط الشدة، ولن ينتبه إلى هبوط الرحم في المهبل غالباً أثناء ممارسة الجنس.
لا، فإيلاج القضيب أثناء الجماع لن يؤدي إلى تدهور هبوط الرحم عند المريضة. يمكن للنساء ممارسة الجنس باطمئنان في الحالات الخفيفة والمتوسطة، فالإيلاج لن يسحب الهبوط إلى الخارج.
إذا كنت مصابة بهبوط رحم خفيف أثناء الحمل فقد لا تلاحظين أية أعراض على الإطلاق، لكن يمكن في حال كانت إصابتك تتراوح من الخفيفة إلى المتوسطة أن تعاني من بعض الأعراض مثل:
يستطيع الطبيب تشخيص هبوط الرحم بالاعتماد على التاريخ المرضي والفحص الجسدي الذي يجريه للحوض.
يعتمد علاج هبوط الرحم على مدى ضعف البنى الداعمة المحيطة بالرحم.
يمكن علاج هبوط الرحم الخفيف في المنزل بإجراء تمارين كيجل وباتباع بعض التعديلات في نمط الحياة مثل:
هناك عدة تمارين تساعدك على علاج الحالات الخفيفة والمتوسطة من هبوط الرحم، ويمكنك استشارة الطبيب عنها كي تحرصي على ممارستها بشكل صحيح والتأكد من أنها مناسبة لحالتك، وأهم التمارين هي:
تقوي تمارين كيجل عضلات قاع الحوض، والتي تدعم الرحم والمثانة والأحشاء. إن وجود عضلات قاع حوض قوية يدعم بشكل أفضل أعضاء الحوض ويريحك من الأعراض المرافقة لهبوط الرحم.
اسألي طبيبك حول ما إذا كنت تجرين التمارين بطريقة صحيحة. تحقق تمارين كيجل أفضل النتائج عندما يشرف عليها معالج فيزيائي وعندما تُعزَّز باستخدام التلقيم الراجع البيولوجي biofeedback. يشمل التلقيم الراجع البيولوجي استخدام أجهزة مراقبة تساعد على التأكد من أنك تقومين بشد العضلات المناسبة باستخدام قوة مناسبة ولفترة زمنية جيدة.
حالما تتعلمين الطريقة الصحيحة، يمكنك أداء تمارين كيجل مباشرة بنفسك في أي وقت ترغبين به.
يمكن الاستفادة من المعالجة التعويضية بالإستروجين من أجل مساعدة الجسم على تقوية العضلات في المهبل وحوله. يمكنك إدخال كريمات أو تحاميل الإستروجين إلى المهبل لمساعدتك على استعادة قوة وحيوية أنسجة المهبل، لكن هذه المعالجة تنحصر بالنساء بعد سن اليأس. تكون المعالجة بالإستروجين محظورة عند بعض المريضات (مثل المريضات المصابات ببعض أنواع السرطان)، ويمكن أن تترافق مع مخاطر صحية معينة بما في ذلك ازدياد خطورة تجلط الدم والسكتات الدماغية، لاسيما عند النساء المسنات.
يُركَّب هذا الجهاز داخل المهبل كي يحافظ على بقاء الرحم في مكانه. نستخدم الفرزجة المهبلية على شكل علاج دائم أو مؤقت، وهي تأتي على عدة أشكال وأحجام. يجري الطبيب قياساته ليختار الفرزجة المناسبة ويُدخلها في مكانها. بعد ذلك يُعلِّم الطبيب المريضة كيف تقوم بإدخالها وإخراجها وتنظيفها. يمكن للمرأة نزع الفرزجة عند النوم وإدخالها في النهار، ويمكن إبقاء أنواع أخرى من الفرزجات لفترات زمنية أطول.
بيد أن الفرزجة المهبلية قد لا تلائم المصابات بهبوط رحم شديد. كما قد تخرش الفرزجة أنسجة المهبل لدرجة أن تسبب قروح لأنسجة المهبل، كما يمكن أن تترك تأثيرات سلبية على الجماع.
كي يقوم الطبيب بترميم أنسجة قاع الحوض التالفة أو الضعيفة، يمكن أن يوصي بعملية جراحية عن طريق المهبل، وقد يتطلب الأمر أحياناً إجراء عملية جراحية بطنية. قد يشتمل الترميم الجراحي لهبوط الرحم على زرع أنسجة يحصل عليها من المريضة نفسها أو من واهبة أو قد يستخدم بدائل اصطناعية ليضعها في الأماكن الضعيفة من قاع الحوض من أجل دعم الأعضاء في الحوض.
الراحة أمر ضروري لإتاحة الوقت اللازم للعضلات كي ترتخي وتستعيد مقويتها. الراحة عنصر حاسم بين العلاجات الطبيعية لهبوط الرحم، ويؤمن أسبوعان من الراحة التامة في السرير تسكين الأعراض المرافقة لهبوط الرحم. يجب تجنب أي إجهاد جسمي أثناء فترة الراحة.
يعطي الصيام نتائج مذهلة في علاج هبوط الرحم، حيث يؤدي الصيام إلى زوال الضغط من منطقة البطن ويخفف الأعباء الملقاة على عضلات قاع الحوض. يتيح الصيام وقتاً كي تستعيد عضلات قاع الحوض حيويتها، علاوة على فائدته في تنظيف الجسم من الجذور الحرة السامة.
يساعد حمام المقعدة على علاج هبوط الرحم. ولكي تجري حماماً للمقعدة، يجب أن يصل مستوى الماء في المغطس إلى مستوى السرة، وافركي بطنك والأجزاء الأخرى المغمورة في الماء بقوة. نشفي منطقة الحوض بعد الخروج من المغطس بمنشفة خشنة.
المساج باستخدام زيت الزيتون يترك آثاراً ممتازة في شفاء أعراض هبوط الرحم. يملك زيت الزيتون فوائد كثيرة لعلاج هبوط الرحم، حيث إن زيت الزيتون غني بالإستروجينات النباتية والتي تعوض نقص الإستروجين عند المرأة، وهو أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بهبوط الرحم. كما يعمل المساج على تحسين جريان الدم الأمر الذي يعمل على استعادة أعضاء الحوض لحيويتها.
مقص فاطمة نبتة مزهرة يرجع أصلها إلى الغابات الماطرة في ماليزيا. ثبت أن عشبة مقص فاطمة تملك نوعيات ممتازة من الإستروجينات النباتية، والتي تساعد جسم المرأة على استعادة قوة عضلات المهبل وقاع الحوض الأمر الذي يعالج أعراض هبوط الرحم.
اللوز نوع من المكسرات الغنية بمعدن المغنزيوم، الضروري جداً من أجل إرخاء الشد العضلي والحفاظ على المقوية العضلية. يسبب نقص المغنزيوم تشنجاً عضلياً، والذي قد ينتهي بالإصابة بهبوط الرحم.
يفيد نبات الكوهوش الأسود في علاج هبوط الرحم الحاصل بعد سن اليأس بفضل قدرته على إعادة توازن الإستروجين إلى الجسم، لأن نقص الإستروجين هو أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بهبوط الرحم في هذا العمر.
هناك سبل متعددة تساعدك على حماية نفسك من الإصابة بهبوط الرحم. لكي تقي نفسك من هذا الاضطراب، أو لمنع تطوره، يمكنك اتباع الخطوات التالية:
تتضمن المضاعفات الممكنة لهبوط الرحم:
بإمكان نساء كثيرات مصابات بهبوط الرحم أن يحملن ويكون حملهن سليماً وينجبن بشكل طبيعي. إذا كنت مصابة بهبوط الرحم وقررتِ أن تحملي، فقد يوصي الطبيب قبل الحمل بإجراء عملية جراحية من أجل تصحيح العضلات والأربطة الضعيفة من أجل تعزيز فرص سلامة الحمل. تشاوري مع طبيبك حول الحالة كي تتأكدي من سلامة قرارك بشأن الحمل.