استثمار وسائل التواصل الاجتماعي في الدعوة

الكاتب: المدير -
استثمار وسائل التواصل الاجتماعي في الدعوة
"استثمار وسائل التواصل الاجتماعي في الدعوة




لقد تعدَّدَت وتنوَّعَت وتطوَّرت وسائل النشر بحيث إنها أصبحت تُلازِم الإنسان في كل وقت وحين، وفي كل مكان، لدرجة أن الإنسان أصبح أسيرَ هذه الوسائل، كما تنوَّعَتْ أهدافُ هذه الوسائل، فمنها: الاقتصادية، والترفيهية، والتعليمية، والثقافية.

 

وللأسف الشديد أن غالبية هذه الوسائل في يد أعداء الله، يبتكرونها ويستخدمونها في محاربة الله ورسوله، ولهم باعٌ طويلٌ في تحقيق غايتهم في نشر الفساد في الأرض.

 

ولكن أين أمة الإسلام من هذا؟!

لقد سار الكثير في ركْب هذه الموجة بعلم وبغير علم، وكلاهما مصيبة جامحة، فقد قلَّدُوا أعداء الله حرفًا بحرفٍ في نَشْر الفساد من خلال وسائل النشر المختلفة.

 

وهذا الذي يحصل، وقد أنبأنا به النبي عليه الصلاة والسلام، قال: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ))، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: ((فمَنْ؟!))؛ [متفق عليه].

 

وهناك من يعزل نفسه عن هذه الوسائل؛ ولكنه لن يستطيع منع أولاده من ذلك، فالطامَّة قادمة لا محالة، وهناك من ألهمه الله الصواب ووجَّه هذه الوسائل، واستخدمها في نشر الدعوة إلى الله؛ مثل: شبكة الألوكة وغيرها، من القنوات الفضائية التي تبثُّ القرآن أو الأحاديث النبوية ليلَ نهارَ.

 

والمطلوب يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، يا أمة الخيرية، كما اختارك الله لهذه المهمة ? كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ? [آل عمران: 110]، وأمرك الله أن يكون هناك مَنْ يتفرَّغ لهذا العمل ? وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? [آل عمران: 104]، يجب على هذه الأُمَّة أن تستثمر وسائل النشر المختلفة، ولا تتركها للأعداء يتحكَّمُون فيها، ويُدمِّرون العالم بشيطنتهم له؛ بل يجب التحكُّم فيها بمنع المخالف لمنهج الله، وتكون أمة محمد رائدة في ابتكار وسائل النشر، واستخدامها لقيادة العالم للخير والسلام بمنهج الله، ولله وليس لأحد سواه، وهذه مسئولية كل فرد، ومسؤولية كل الأمة.

 

والله وليُّ التوفيق.


"
شارك المقالة:
46 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook