استخدام هوليتر القلب في تسجيل تخطيط القلب

الكاتب: د. ايمان شبارة -
استخدام هوليتر القلب في تسجيل تخطيط القلب.

استخدام هوليتر القلب في تسجيل تخطيط القلب.

تطلق تسمية الـ "هولتر" على مجموعة من الفحوص التي يتم إجراؤها بواسطة جهاز صغير نقـّال يتم تحميله للمريض، ويقوم بفحصه أولا بأول خلال مزاولته لنشاطاته اليومية.

هنالك نوعان أساسيان من فحوص "الهولتير":

هولتير القلب، وهو بالواقع جهاز نقال للتخطيط الكهربي للقلب، يقوم بتسجيل وتدوين النشاطات الكهربية في القلب على مدى 24 ساعة.

هولتير ضغط الدم, وهو جهاز قياس ضغط دم يقوم بفحص ضغط الدم لدى المريض مرة كل عدة دقائق.

يعتبر فحص هولتر القلب فحصا منتشرا من أجل تشخيص الاضطرابات في نظم القلب في مرحلة مبكرة، أو حتى توقف النشاط الكهربي في القلب.

الفئة المعرضه للخطر

لا ينطوي تخطيط القلب الكهربي بالهولتير على أية مخاطر. فهذا الفحص لا يحتاج لأكثر من وضع جهاز صغير على الحزام، وإلصاق بعض الأقطاب الكهربائية على منطقة الصدر والبطن. ويستغرق هذا الفحص مدة 24 ساعة.

الأمراض ذات الصلة

اضطرابات سرعة دقات القلب: الرجفان الأذيني (Atrial fibrillation)، الرفرفة الأذينية (Atrial flutter)، تسارع القلب البطيني (Ventricular tachycardia)، وغيرها من الاضطرابات. كذلك، اضطرابات تباطؤ دقات القلب: الإحصار الأذيني – البطيني (AV block) أو متلازمة العقدة الجيبية المريضة (Sick Sinus Syndrome). 

متى يتم إجراء الفحص؟

  • عندما يشكو المريض من شعوره بالخفقان (Palpitations)، لكن دون أن يتمكن فحص التخطيط الكهربي العادي من تشخيص المشكلة.
  • بعد حالات الإغماء، او الحالات القريبة من الإغماء.

طريقة أجراء الفحص

خلال فحص تخطيط القلب الكهربي بالهولتير، سيقومون بتوصيل الأقطاب الكهربائية الى صدرك، وسيعلقون لك جهازا على الحزام. هذه الأقطاب الكهربائية، هي في الواقع لاصقات لا يصاحب عملية إلصاقها أي ألم.

عليك التجول مع الجهاز مدة 24 ساعة ومزاولة نشاطاتك اليومية الإعتيادية، كما لو لم يكن الجهاز موصولا بك.

كيف نستعد للفحص؟

ليست هنالك حاجة لاستعدادات خاصة.

بعد الفحص

يقوم تقني مؤهل بنزع الجهاز والأقطاب. قد تشعر بقدر بسيط من الألم إذا كان لديك شعر على صدرك.

يقوم التقني باستخراج شريط التسجيل من الجهاز، ثم يرسل التخطيط الكهربي الذي تم تسجيله خلال اليوم إلى الطبيب.

تحليل النتائج

يعتبر فحص تخطيط القلب بالهولتير فحصا نوعياً (Specific)، لكنه ليس حساساً بشكل كافٍ (Sensitive).

معنى هذا أنه إذا كانت نتائج فحص الهولتير سليمة، فهذا لا ينفي كونكم تعانون من اضطرابات بدقات القلب، بل يعني أنكم لم تعانوا خلال فترة الفحص (التوصيل للجهاز) من مثل هذه الاضطرابات.

يتضمن التحليل السليم لنتائج تخطيط القلب الكهربي العناصر التالية:

  1. نبض القلب منتظما وفق معايير الانتظام الجيبي (Sinus rhythm).
  2. دون APCs / APBs
  3. دون VPCs / VPBs
  4. دون إحصار أذيني – بطيني
  5. دون وجود علامات للإقفار (Ischemia)

إذا كانت النتائج سليمة، ومع ذلك استمرت الشكوى، فقد يلزم الأمر إعادة الفحص. وذلك نظرا لأن اضطرابات نظم القلب لا تظهر أو تحدث خلال يوم إجراء فحص هولتير القلب. في بعض الحالات التي يكون ظهور الاضطرابات فيها قليلا أو نادرا، من الممكن أن يطلب منكم الطبيب إجراء فحص يطلق عليه اسم (Loop Recorder). 

يدور الحديث في هذه الحالة عن جهاز ستضطرون للتجول بصحبته لمدة طويلة (شهرين) وهو معلق على خاصرتكم. بحيث يتوجب عليكم الضغط على زر معين في هذا الجهاز عند الشعور بنبضات القلب أو الاقتراب من حالة الإغماء، ويقوم الجهاز بدوره بتسجيل النشاط القلبي خلال حدوث هذه الحالة.

بعض النتائج غير السليمة، ومدلولها:

1. وجود نبضات مبكرة من مصدر أذيني (APBs : Atrial Premature Complex / Beat  او APCs). هذا الاضطراب هو أكثر اضطرابات نبض القلب انتشارا، ويظهر في كثير من الحالات والفحوص.

لا يستدعي هذا الوضع أي علاج، لأنه لا ينطوي على أي مدلول طبي، باستثناء بعض الحالات التي يكون فيها الكثير من دقات القلب المبكرة، ويشتكي المريض بسببها من إعاقة أدائه لوظائفه اليومية الروتينية. عندها بالإمكان تقديم العلاج الدوائي.

2. وجود نبضات مبكرة من مصدر بطيني. في بعض الحالات (VPBs  : Ventricular Premature Complex / Beat  أو VPCs)، تأتي هذه النبضات بشكل زوجي (couplets)، أو حتى ثلاثي (triplets). وفق ما هو متعارف عليه اليوم، فإنه لا معنى للـ VPBs بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من أمراض القلب (مثلا احتشاء عضلة القلب، المعروف بالجلطة القلبية).

أما لدى مرضى القلب، فمن المعروف أن الـ VPBs تزيد من مخاطر حصول الوفاة. كما أن الأبحاث التي تم إجراؤها على إعطاء العلاجات الدوائية المخصصة للقضاء على الـ VPBs لم تظهر أي نجاح بتقليل عدد حالات الوفاة. اليوم، يتم علاج الـ VPBs فقط إذا اشتكى المريض من أعراض ذات أهمية، مثل خفقان القلب الذي يعيقه عن أداء وممارسة حياته بشكل طبيعي. 

3. نوبات الرجفان الأذيني (Paroxysmal Atrial Fibrillation - PAF): اضطراب قلبي منتشر نسبيا، يتم خلاله – نتيجة لخلل بنيوي ما في الأذين - إنتاج إشارة كهربائية تعطي الأوامر بوتيرة سريعة. نتيجة لذلك، لا ينقبض الأذين بشكل ناجع، مما يؤدي في بعض الأحيان لانقباض البطين بوتيرة أسرع من الوتيرة المطلوبة.

قد تكون لحالات الرجفان الأذيني إسقاطات هامة على الحالة الصحية، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من فشل القلب (Heart failure). عادة ما يكون علاج هذه الظاهرة دوائيا، إلا أن هنالك بعض العلاجات الجراحية أو علاجات بالإمكان إجراؤها عبر عملية القثطرة.

4. تسرع القلب البطيني (Ventricular Tachycardia - VT): هو اضطراب في نظم القلب, يكون مصدره من البطين. ينطوي هذا الاضطراب على خطورة كامنة، خاصة بالنسبة لمرضى القلب، ويستدعي في الكثير من الحالات زرع مزيل آلي للرجفان (defibrillator - ICD). أما للمرضى الذين لا يعانون من أمراض القلب، فيتم إجراء علاج الاستئصال بالقثطرة (وهو إجراء يتم خلاله قطع ناقلات الإشارات لكهربائية غير السليمة بواسطة قثطار)، وقد ثبتت نجاعته في أغلب الحالات.

5. الإحصار الأذيني – البطيني أو متلازمة العقدة الجيبية المريضة (Sick Sinus Syndrome - SSS): في هذه الحالات، لا يتم إنتاج أو نقل الإشارة الكهربائية بالشكل المطلوب، فيؤدي هذا الوضع لتباطؤ معدل نبضات القلب، مما يمنعه من تلبية احتياجات الجسم.

علاج مثل هذه الحالات، يكون عن طريق زرع منظم لدقات القلب.

 

شارك المقالة:
68 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook