فضّل الله سبحانه وتعالى شهر رمضان الكريم من بين أشهر السّنة بخصائصَ وميّزاتٍ عدّة، فهو الشّهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم، وهو الشّهر الذي فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر وهي ليلة القدر، كما أنّه شهرٌ أوّله مغفرة وأوسطه رحمه، وآخره عتقٌ من النّيران، تُضاعف فيه الأجور، وتُصفّد فيه الشّياطين، وتغلق فيه أبواب النّار، وتفتّح فيه أبواب الجنّة. قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185].
لا شكّ أنّ له مظاهر تختلف من بلدٍ إلى آخر، ومن أبرز هذه المظاهر نذكر:
كان السّلف الصّالح رضوان الله عليهم ينتظرون شهر رمضان المبارك بفارغ الصّبر؛ لأنّه موسمٌ للعبادة والطّاعة التي تضاعف فيها الأجور، فقد كانوا يسألون الله تعالى ستّة أشهر أن يبلّغهم رمضان، ثمّ بعد أن يدركوه وينقضي يسألون الله ويدعونه ستة أشهر أخرى أن يتقبّل منهم رمضان، كَما كانوا يستقبلونه بالجدّ وفي العشر الأواخر منه يشمرون السّواعد، وينصبون الأقدام للعبادة والقيام، وما كانوا يعرفون رضوان الله عليهم مظاهر الإسراف والبذخ في الإنفاق على الطّعام والشراب كما يحصل في وقتنا الحاضر
موسوعة موضوع