شهر رمضان
جعل الله -تعالى- لعباده موسماً ذكره بعينه وخصّه عن باقي المواسم في مضاعفة الأجور وزيادة المِنح والمغفرة والعطايا من لدنه، إذْ جعل ذلك في شهر رمضان المبارك، وقدّره شهراً من كلّ سنة، فحين يقترب موعد شهر رمضان المبارك يهيأ المسلمون أنفسهم لاستقباله على أتمّ وجهٍ مستعدّين ليغتنموا من أجوره وبركته بكلّ وُسعهم، وفضّل الله -تعالى- شهر رمضان المبارك في عدّة أمور؛ أوّلها أن أنزل فيه القرآن الكريم على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال الله تعالى :(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، وورد فضل شهر رمضان المبارك في الكثير من الأحاديث النبويّة والآيات القرآنيّة، إذْ قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (ورغِم أنفُ رجُلٍ دخَل عليه شهرُ رمضانَ ثمَّ انسلَخ قبْلَ أنْ يُغفَرَ له)،ودلالة ذلك أنّ شهرَ رمضانَ شهر المغفرة الجليّة، التي لا يكاد أن يخرج أحد منه دون مغفرةٍ من الله تعالى، ومن أفضاله كذلك أن اختصّه الله -تعالى- بالركن الثالث من أركان الإسلام وهو الصيام، فمن صام شهر رمضان إيماناً بفرضيّته من عند الله -تعالى- واحتساباً لأجره نال الفضائل والثواب وتحقّق الإيمان في قلبه وهُدي إلى تمام التقوى.
يحتاجُ المسلم إلى تهيِئة نفسيّة وبدنيّة حتى يدخل شهر رمضان وهو في أعلى درجات الجاهزيّة للصيام والقيام، مُقبلاً عليه مخطّطاً لكيفيّة قضاء أيّامه ولياليه، فإذا كان منظّم لأموره ووضع لذلك النيّات المناسبة فإنّه سيحظى بوافر الأجر والكسب، ومن الأعمال التي تُعين المسلم على التنعّم بفضائل شهر رمضان المبارك:
اختصّ الله -تعالى- شهر رمضان بعدّة فضائل على غيره من الأشهر، منها:
حال السلف في رمضان
تتفاوت همّة النّاس وطباعهم فهُناك من يُقبل في شهر رمضان على القرآن والصّلوات حتى يكادُ ينقطع عن أهله ودنياه، وهناك من يمرّ عليه الشهر وهو في أدنى مراحل أداء الصلوات المفروضة، وقد كان السلف السابق من خيرة الناس في الاجتهاد لنيل البركات والفضائل حتى كانوا قدوةً لمن جاء بعدهم، وفيما يأتي بيان بعض أحوال السلف في استقبال رمضان واغتنام أوقاته:
موسوعة موضوع