المتنبي<br>أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرق *** وجوىً يزيد وعبرة تترقرق<br>جهد الصبابة أن تكون كما أرى *** عينٌ مسهِّدة وقلبٌ يخفقُ<br>مالاح برق أو ترنم طائرٌ *** إلا إنثنيت ولي فؤاد شيقُ<br>جربت من نار الهوى ما تنطقي *** نار الفضا وتكل عمَّا يحرق<br>وعذلت أهل العشق حتى ذقته *** فعجبت كيف يموت من لا يعشق<br>وما كنت ممن يدخل العشق قلبه *** ولكن من يبصر جفونك يعشق<br>فياليت هذا الحب يعشق مرة فيعلم *** ما يلقى المحب من الهجر<br>أنت النعيم لقلبي و العذاب له *** فما أمرك في قلبي و أحلاك<br>عيناك نازلتا القلوب فكلها *** إما جريح أو مصاب المقتل<br>لقد دب الهوى لك في فؤادي *** دبيب دم الحياة إلى عروقي<br>وإني لأهوى النوم في غير حينه *** لعل لقاء في المنام يكون<br>ولولا الهوى ما ذل في الأرض عاشق *** ولكن عزيز العاشقين ذليل<br>نقل فؤادك حيث شئت من الهوى *** ما الحب إلا للحبيب الأول<br>مجنون ليلى<br>لي في محبتكم شهود أربع *** وشهود كل قضية اثنان<br>خفقان قلبي واضطراب جوانحي *** ونحول جسمي وانعقاد لساني<br>أبو العلاء المعري<br>إذا شئت أن تلقى المحاسن كلها *** ففي وجه من تهوى جميع المحاسن<br>لا تحارب بناظريك فؤادي *** فضعيفان يغلبان قويا<br>إذا ما رأت عيني جمالك مقبلاً *** وحقك يا روحي سكرت بلا شرب<br>كتب الدمع بخدي عهده *** للهوى و الشوق يملي ما كتب<br>أحبك حبين حب الهوى *** وحباً لأنك أهل لذاكا<br>رأيت بها بدراً على الأرضِ ماشياً *** ولم أر بدراً قط يمشي على الأرضِ<br>أحبك كالبدر الذي فاض نوره *** على فيح جنات و خضر تلال<br>وجهك و البدر إذا برزا *** لأعين العالم بدران<br>لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي *** وَلِلحُبِّ مالَم يَبقَ مِنّي وَما بَقي<br>وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ *** وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ<br>وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى *** مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ<br>وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ *** وَفي الهَجرِ فَهوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقي<br>وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكرى مِنَ الصِبا *** شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ<br>وَأَشنَبَ مَعسولِ الثَنِيّاتِ واضِحٍ *** سَتَرتُ فَمي عَنهُ فَقَبَّلَ مَفرِقي<br>وَأَجيادِ غِزلانٍ كَجيدِكِ زُرنَني *** فَلَم أَتَبَيَّن عاطِلًا مِن مُطَوَّقِ<br>وَما كُلُّ مَن يَهوى يَعِفُّ إِذا خَلا *** عَفافي وَيُرضي الحِبَّ وَالخَيلُ تَلتَقي<br>سَقى اللَهُ أَيّامَ الصِبا ما يَسُرُّها *** وَيَفعَلُ فِعلَ البابِلِيِّ المُعَتَّقِ<br>إِذا ما لَبِستَ الدَهرَ مُستَمتِعًا بِهِ *** تَخَرَّقتَ وَالمَلبوسُ لَم يَتَخَرَّقِ<br>وَلَم أَرَ كَالأَلحاظِ يَومَ رَحيلِهِمْ *** بَعَثنَ بِكُلِّ القَتلِ مِن كُلِّ مُشفِقِ<br>أَدَرنَ عُيونًا حائِراتٍ كَأَنَّها *** مُرَكَّبَةٌ أَحداقُها فَوقَ زِئبَقٍ<br>عَشِيَّةَ يَعدونا عَنِ النَظَرِ البُكا *** وَعَن لَذَّةِ التَوديعِ خَوفُ التَفَرُّقِ<br>نُوَدِّعُهُمْ وَالبَينُ فينا كَأَنَّهُ *** قَنا ابنِ أَبي الهَيجاءِ في قَلبِ فَيلَقِ<br>قَواضٍ مَواضٍ نَسجُ داوُدَ عِندَها *** إِذا وَقَعَت فيهِ كَنَسجِ الخَدَرنَقِ<br>هَوادٍ لِأَملاكِ الجُيوشِ كَأَنَّها *** تَخَيَّرُ أَرواحَ الكُماةِ وَتَنتَقي<br>تَقُدُّ عَلَيهِمْ كُلَّ دِرعٍ وَجَوشَنٍ *** وَتَفري إِلَيهِمْ كُلَّ سورٍ وَخَندَقِ<br>يُغيرُ بِها بَينَ اللُقانِ وَواسِطٍ *** وَيُركِزُها بَينَ الفُراتِ وَجِلِّقِ<br>وَيُرجِعُها حُمرًا كَأَنَّ صَحيحَها *** يُبَكّي دَمًا مِن رَحمَةِ المُتَدَقِّقِ<br>فَلا تُبلِغاهُ ما أَقولُ فَإِنَّهُ *** شُجاعٌ مَتى يُذكَر لَهُ الطَعنُ يَشتَقِ<br>ضَروبٌ بِأَطرافِ السُيوفِ بَنانُهُ *** لَعوبٌ بِأَطرافِ الكَلامِ المُشَقَّقِ<br>كَسائِلِهِ مَن يَسأَلُ الغَيثَ قَطرَةً *** كَعاذِلِهِ مَن قالَ لِلفَلَكِ ارفُقِ<br>لَقَد جُدتَ حَتّى جُدتَ في كُلِّ مِلَّةٍ *** وَحَتّى أَتاكَ الحَمدُ مِن كُلِّ مَنطِقِ<br>رَأى مَلِكُ الرومِ ارتِياحَكَ لِلنَدى *** فَقامَ مَقامَ المُجتَدي المُتَمَلِّقِ<br>وَخَلّى الرِماحَ السَمهَرِيَّةَ صاغِرًا *** لِأَدرَبَ مِنهُ بِالطِعانِ وَأَحذَقِ<br>وَكاتَبَ مِن أَرضٍ بَعيدٍ مَرامُها *** قَريبٍ عَلى خَيلٍ حَوالَيكَ سُبَّقِ<br>وَقَد سارَ في مَسراكَ مِنها رَسولُهُ *** فَما سارَ إِلّا فَوقَ هامٍ مُفَلَّقِ<br>فَلَمّا دَنا أَخفى عَلَيهِ مَكانَهُ *** شُعاعُ الحَديدِ البارِقِ المُتَأَلِّقِ<br>وَأَقبَلَ يَمشي في البِساطِ فَما دَرى *** إِلى البَحرِ يَمشي أَم إِلى البَدرِ يَرتَقي<br>وَلَم يَثنِكَ الأَعداءُ عَن مُهَجاتِهِمْ *** بِمِثلِ خُضوعٍ في كَلامٍ مُنَمَّقِ<br>وَكُنتَ إِذا كاتَبتَهُ قَبلَ هَذِهِ *** كَتَبتَ إِلَيهِ في قَذالِ الدُمُستُقِ<br>فَإِن تُعطِهِ مِنكَ الأَمانَ فَسائِلٌ *** وَإِن تُعطِهِ حَدَّ الحُسامِ فَأَخلِقِ<br>وَهَل تَرَكَ البيضُ الصَوارِمُ مِنهُمُ *** أَسيرًا لِفادٍ أَو رَقيقًا لِمُعتِقِ<br>لَقَد وَرَدوا وِردَ القَطا شَفَراتِها *** وَمَرّوا عَلَيها زَردَقًا بَعدَ زَردَقِ<br>بَلَغتُ بِسَيفِ الدَولَةِ النورِ رُتبَةً *** أَثَرتُ بِها ما بَينَ غَربٍ وَمَشرِقِ<br>إِذا شاءَ أَن يَلهو بِلِحيَةِ أَحمَقٍ *** أَراهُ غُباري ثُمَّ قالَ لَهُ الحَقِ<br>وَما كَمَدُ الحُسّادِ شَيئًا قَصَدتُهُ *** وَلَكِنَّهُ مَن يَزحَمِ البَحرَ يَغرَقِ<br>وَيَمتَحِنُ الناسَ الأَميرُ بِرَأيِهِ *** وَيُغضي عَلى عِلمٍ بِكُلِّ مُمَخرِقِ<br>وَإِطراقُ طَرفِ العَينِ لَيسَ بِنافِعٍ *** إِذا كانَ طَرفُ القَلبِ لَيسَ بِمُطرِقِ<br>فَيا أَيُّها المَطلوبُ جاوِرهُ تَمتَنِعْ *** وَيا أَيُّها المَحرومُ يَمِّمهُ تُرزَقِ<br>وَيا أَجبَنَ الفُرسانِ صاحِبهُ تَجتَرِئْ *** وَيا أَشجَعَ الشُجعانِ فارِقهُ تَفرَقِ<br>إِذا سَعَتِ الأَعداءُ في كَيدِ مَجدِهِ *** سَعى جَدُّهُ في كَيدِهِم سَعيَ مُحنَقِ<br>وَما يَنصُرُ الفَضلُ المُبينُ عَلى العِدا *** إِذا لَم يَكُن فَضلَ السَعيدِ المُوَفَّقِ<br>شعر نبطي<br>أحبك كيف أوصلها وبابك يالغلا مسدود *** أحبك وانت ما تدري عن أبياتي وكاتبها<br>عشقتك كيف ما أدري ولا تطلب عليّ شهود *** عشقتك عشق صافي من أقصى هالحشا خذها<br>أنا إلي مطمني أشوفك داخلي موجود *** أحسك داخل أعماقي على كيفك تحركها<br>وأحسّك في وسط عيني ورمشي لك حرس وجنود *** وأحسك داخل عروقي تداريك وتعذبها<br>أنا ما همني منهو قدي بعزمي المعقود *** أحارب كل عذالي ولا اشرب مشاربها<br>وأنا يا بنت من قحطان مرابع الكرم والجود *** ولا انسى غلا رفيده تعلّمت بمدارسها<br>وأنا يا بنت من فخذ عزيز ينقاله ال سعود *** نشب النار ما تنطفي وعلى الظالم حرايقها<br>وأنا يا بنت من ديره كبيره وشيوخها بني سعود *** نبيع النوم بالفزعه ولا نحسب خسايرها<br>كتبت الشعر لعيونك ولا خايف من المنقود *** ولا ترهبني حمومي عسى ربي يفرجها<br>كتبت ابياتي يالغاليه عسى ياعل او ياكود *** أفوز بنظره منك عسى عيني تفوز بها<br>أحبك واكتم اللوعه وشوقي ما له حدود *** وأبد ما همني دمعي فداك يا عيون ساحرها<br>أنا كلي تحت امرك تدلل يالعيون السود *** أنا ماضني ب هالدنيا خلق منهو يعاندها<br>والله من يوم عيني فارقت عينك *** زاد شوقي شوق ولعينك تولهت<br>كان حبك وطن خلني أول محبينك *** أو واحد من ظلوعك يلقاك لو تهت<br>يا أعذب الحب في بير العذر والظروف *** والله إني شربتك ذل وأزرى ظماك<br>دام مالله كتبلي في هواكم قطوف *** وإنكتب لي أعيش ولا حصلي هواك<br>اعتبرني صغير ٍ فاقد أهله يطوف *** وإلا أناديك ماما واعتبرني ظناك<br>كلي معك شوق وأحساسك معي ضدي *** تسرقني مني واحط الشوق شماعه<br>الرمح رمحك وصدري بالهوى جندي *** صدري لرمحك يقول السمع والطاعه