اضطرابات سن البلوغ عند الفتيات

الكاتب: وسام ونوس -
اضطرابات سن البلوغ عند الفتيات

 

اضطرابات سن البلوغ عند الفتيات

 

يُعرّف البلوغ (بالإنجليزية: Puberty) على أنّه السن الذي يصل فيه الجسم لمرحلة النضوج الجنسي والقدرة على التكاثر، ويُرافق ذلك العديد من العلامات والتغيرات الجسدية والتي تتضمّن النمو السريع للعضلات والعظام وحصول تغيرات في شكل وحجم الجسد.

 

سن البلوغ عند الفتيات

بشكلٍ عام إنّ الفتيات يصلن لمرحلة البلوغ في سن مبكرة، إذ غالبًا ما يحدث ذلك عند الفتيات في المرحلة العمرية ما بين 8-13 سنة من العمر -تختلف المراجع في تحديد هذا العمر-، ويجدر بالذكر أنّه من الطبيعي وجود تفاوت ما بين الفتيات في السن اللاتي يصلن فيه إلى ذلك، فقد تصل بعضهنّ هذه المرحلة في سن أبكر من أقرانهنّ وقد يتأخر بعضهنّ الآخر في ذلك، في حين تبدأ الدورة الشهرية ونزول الطمث في المرحلة العمرية التي تتراوح ما بين 9-16 سنة من العمر؛ وذلك اعتمادًا على المرحلة العمرية التي بدأت فيها مرحلة البلوغ، وحقيقةً تحصل العديد من التغيرات لدى الفتيات في سن البلوغ؛ حيث تبدأ منطقة تحت المهاد أو الهايبوثلاموس (*) (بالإنجليزية: Hypothalamus) في الدماغ بإفراز الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: GnRH) الذي يُحفز الغدة النخامية (*) (بالإنجليزية: Pituitary gland) على إفراز العديد من الهرمونات التي لها دور في البلوغ، والتي تتضمّن الهرمون المنبّه للجريب المعروف أيضًا بالهرمون المنشط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle-stimulating hormone) واختصارًا FSH إضافة إلى هرمون ملوتن المعروف أيضًا بالهرمون المنشّط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing hormone) واختصارًا LH، اللذان يتوجّهان إلى المبايض (بالإنجليزية: Ovaries)، الأمر الذي يُحفّز نضوج البويضات وإطلاقها، كما يُحفّز ذلك إفراز هرمون الإستروجين الذي يُساعد على نضوج جسم الفتيات وتحضير أجسادهنّ للحمل، ومن جانب آخر في نفس الوقت تقريبًا تُفرِز الغدة الكظرية أو الكُظْر (بالإنجليزية: Adrenal gland) هرمونات الأندروجين (بالإنجليزية: Androgen) التي تنشّط وتحفّز نمو شعر العانة وأسفل منطقة الإبط.

 

عوامل تؤثر في سن البلوغ

هناك العديد من العومل التي قد تؤثر في مدى سرعة الوصول إلى سن البلوغ والتغيرات التي تحدث خلاله، ومن هذه العوامل نذكر ما يأتي:

  • الوزن: إذ وزن الفتاة في موعد الوصول لسن البلوغ، فعادة ما تصل الفتيات اللاتي يملكن وزنًا زائدًا عن الطبيعي بشيء قليل مرحلة البلوغ في سن مبكر، أمّا الفتيات النحيلات أو اللاتي يُعانين من سوء التغذية بشكل كبير فعادة ما يصلن مرحلة البلوغ في سن متأخر.
  • التغذية والصحة العامة للجسم: فقد يُساعد تحسُّن أنظمة التغذية والصحة العامة في الوصول لمرحلة البلوغ في أعمار مبكرة.
  • الجينات: تؤثّر الجينات في سن البلوغ، إذ إنّ الأمهات اللاتي يصلنّ لسن البلوغ بشكل مبكر، عادة ما تصل فتياتهنّ لسن البلوغ بشكل مبكر أيضًا.
  • العرق: إنّ الفتيات اللاتي تعود أصولهنّ لبعض المجموعات العرقية يصلن لسن البلوغ بشكل أبكر بالمقارنة مع الفتيات اللاتي ينتمين لمجموعات عرقية أخرى.

 

اضطرابات توقيت سن البلوغ

تُصنف اضطرابات توقيت سن البلوغ إلى قسمين رئيسيين هما: البلوغ المبكر (بالإنجليزية: Precocious puberty) والبلوغ المتأخر (بالإنجليزية: Delyed puperty)، وفي الواقع إنّ إثبات الإصابة بأحد هذين الاضطرابين في بعض الحالات يستدعي اللجوء للتدخل الطبي واستخدام العلاجات الدوائية التي من شأنها تعديل وتصحيح توقيت سن البلوغ للمصابة ومحاولة السيطرة على الأمر ووضعه على مسار مقارب لأقرانها، مما يُساعد المصابة أيضًا على تخطي المشاكل العاطفية والنفسية التي قد تنتج جراء الإصابة بهذه الاضطرابات وكذلك مساعدة الأهل في دعم الطفلة ومساندتها بالطريقة الصحيحة، إلا أنّه من المهم الإشارة إلى أنّ تأخر البلوغ أو تقدّمه لا يعني دائمًا الحاجة إلى التدخل الطبي واللجوء إلى العلاج،ويمكن بيان كلّ من هذين الاضطرابين بشيء من التفصيل كما يأتي:

 

اضطراب البلوغ المبكر

يشير اضطراب البلوغ المبكر إلى حصول تغيرات جسدية لدى الفتاة في سن مبكرة جدًّا والتي تظهر قبل سن الثامنة، ومن هذه التغيرات حصول نمو سريع في جسدها بحيث تبدو أطول عند مقارنتها بأقرانها، بحيث يُصبح جسدها أقرب ما يكون لجسد البالغ، إلّا أنّ هذا النمو السريع في بادئ الأمر والذي يؤدي إلى نضوج مبكر في العظام قد يُسبب توقف نمو الطفلة بشكل مبكّر عن الموعد المتوقّع مما يجعلها عرضة لتكون أقصر من أقرانها، بالإضافة إلى ما قد يسبّبه البلوغ المبكر لدى الطفلة من مشاكل اجتماعية وعاطفية.

 

اضطراب البلوغ المتأخر

يُعرف اضطراب البلوغ المتأخر أو ما يُعرف بتأخر النمو البنيوي (بالإنجليزي: Constitutional delay of puberty)على أنّه عدم حصول نضوج جنسي خلال المرحلة العمرية التي يفترض أن يبدأ فيها ذلك، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال بأيّ من التالية: عدم نمو الثديين ونضوجهما بحلول سن 13 من العمر، أو غياب الدورة الشهرية وعدم نزولها بحلول سن 16 من العمر، أو مُضي فارق زمني يُقدر بأكثر من خمس سنوات منذ بدء نضوج الثديين ونزول الطمث، وفي الحقيقة فإنّ مشاكل المبايض عند الإناث المتمثّلة بعدم نضوجها أو تلفها قد تترافق مع الإصابة بتأخر سن البلوغ لدى بعض الفتيات، وحقيقةً تظهر هذه الحالة لدى بعض العائلات؛ إذ تتناقل وراثيًّا بين أفرادها، ومن الجدير بالذكر أنّ أغلب حالات تأخر سن البلوغ تُعد من الحالات الطبيعية، فعلى الرغم من تأخر البلوغ إلّا أنّ صحة الطفلة تكون جيدة ومعدل النمو يكون طبيعيًّا؛ بحيث يتأخر النمو والوصول إلى مرحلة البلوغ في إحدى الفترات الزمنية ومن ثم في النهاية يعاود نمو الطفلة الاستئناف بالمعدل الطبيعي.

 

استشارة الطبيب

يُنصح باستشارة طبيب الأطفال في حال ملاحظة ظهور علامات البلوغ المبكر عند الفتاة، ففي بعض الحالات النادرة يُعدّ البلوغ المبكر من أولى العلامات التي تدل على الإصابة بإحدى الحالات الطبية كالأورام أو الاضطرابات العصبية، لذا لابدّ من مراجعة الطبيب لعلاج المشكلة في حال وجودها؛ يمكن أن يؤدي علاج الحالة إلى تأجيل البلوغ حتى السن المناسب،أمّا بالنسبة للفتيات اللاتي يعانين من البلوغ المتأخر فبشكلٍ عام لا يحتاج البلوغ المتأخر إلى اللجوء إلى استخدام العلاج، إلّا أنّ يُنصح باستشارة طبيب الأطفال في مثل حالتهنّ إن وُجدت أيّ علامات تزيد من قلق ذويهنّ، وبالأخص في حال توقف نموهنّ بشكل مفاجىء، كما يجب طمأنة الفتيات في أنّ تطورهنّ سيكون بشكل مماثل لأقرانهنّ، ويُنصح باستشارة الأخصائي أو الاستشاري لمتابعة الفتيات اللاتي يعانين من أي أعراض نفسية كالاكتئاب أو مشاكل اجتماعية وسلوكية أخرى.

شارك المقالة:
93 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook