اعترافات

الكاتب: المدير -
اعترافات
"اعترافات

 

لكلٍّ منا جانبٌ يريد أن يبوح به لنفسه، ولكنه جانب دائمًا نُغطِّيه بغطاء لا نريد أن يراه غيرنا، وحتى أنفسنا.

جانب نهاب أن نقتربَ منه ولو حتى بالتفكير.

ولكن يومًا ما سينكشف هذا الغطاء ونرى أنفسنا على حقيقتها، وأملي أن يكون في الدنيا قبل الآخرة! قبل أن يقال لنا: ? فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ? [ق: 22].

 

بالنسبة إليَّ، رأيتُ بوضوح شيئًا من هذا الجانب، ووقفتُ أتأمَّله أمام مرآة نفسي!

المرآة التي كانت دائمًا على الجانب العكسيِّ، ترى فقط ما هو جميل وحسنٌ، أو بالأصحِّ ما يقوله الناس عنه ويَمدحونه به...

ولكن بداية انعكاسها على الجانب الآخر الذي لا أريد رؤيته، بدأت من شهر رمضان.

طالت وقفة التأمُّل على هذا الجانب، رأيت نقصًا وعيوبًا لم أُدقِّق فيها مِن قبلُ.

يا ألله، ألهذه الدرجة كنتُ غافلة؟! ألهذه الدرجة كنتُ بعيدة؟!

 

فعندها بدأت الاعترافات بيني وبين نفسي، وعندها أخذت على نفسي العهود والمواثيق أن أتقدَّم خُطوة إلى الأمام دون تراجعٍ ودون تفكير في الماضي، فنحن الآن في الحاضر، وهذا كله ما أَملِكه كي أُغيره!

أخذت على نفسي العهد ألا أتأثَّرَ بكلام الناس - سواء كان ضدي أم معي - وأن أسمع لمن أرى فيه الصدق في حديثه لإصلاحي لا لنقدي، ونقد الخطوات التي أريد أن أَخطوَها نحو التغيير!

 

أخذت على نفسي العهد ألا أتأثَّرَ بالبيئة التي تحيط بي، وأن يكون الأمر بيدي، فإن رأيتها تصلح لبذر ثمار الخير، وتَحثني على الزرع والسقي - حتى تنمو وأحصد أوراق الإصلاح؛ كي أنشرها لمن حولي، وتنمو حتى تصل إلى العالم - فعندها يكون إقبالي، وإن كان غير ذلك، أُجاهد في إصلاحه، فإن نفع كان خيرًا وبركةً، وإن كان غير ذلك، فلا رجوع إلى نقطة البداية!

وأخذت عهدًا على نفسي أن أتجاهل مَن يحاول إيذائي، وأعفو عنه ابتغاء وجه الله؛ لأن هذه الدنيا فانية، ولا يستقيم حال المرء إلا إذا رجع إلى الله وقلبه سليم؛ كما قال الله تعالى: ? يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ? [الشعراء: 88، 89].

 

وأخيرًا أخذتُ العهد أن أقضي جُل وقتي في كل ما يُقرِّبُني إلى الله، سواء في صالح هذه الدنيا أو الآخرة، من مجالس العلم، وأولها وأعظمها مجالس القرآن، وبرُّ أمي والأرحام، ووضع ابتسامة لكل أفراد أسرتي الصغيرة، ثم للعالم ما استطعتُ.

أسأل الله أن يَستعملني ولا يَستبدلني، وأن يجعلني مباركة حيث حللتُ!


"
شارك المقالة:
29 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook